بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين جعل الرفعة لعباده المتواضعين، والذل والصغار على المتكبرين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد لقد كان لزوجات رسول الله المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم دور عظيم في حفظ السنة النبوية ونقلها إلى المسلمين ومن خلال روايتهن للحديث النبوي الشريف، ولقد عاشت السيدة عائشة رضي الله عنها لتكون المرجع الأول في الحديث والسنة، والفقيهة الأولى في الإسلام، وقال الإمام الزهري لو جمع علم السيدة عائشة رضي الله عنها، إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء، لكان علم السيدة عائشة رضي الله عنها أفضل، وقال هشام بن عروة عن أبيه.
” ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة” وقد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين، وفي مجال الإجتهاد في العبادة والزهد فكلهن رضي الله عنهن مثل لذلك، إلا أن حفصة بنت عمر رضي الله عنها تسبقهن في ذلك، ومما أخرجه البخاري ” عن أم حبيبة بنت أبي سفيان، عن زينب بنت جحش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوما فزعا يقول” لا إله إلا الله، ويل للعرب، من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال ” نعم إذا كثر الخبث” أما جويرية بنت الحارث رضي الله عنها فقد نقلت الحديث، فحدث عنها ابن عباس، وعبيد بن السباق، وكريب مولى ابن عباس ومجاهد.
وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي وجابر بن عبد الله، وبلغ مسندها في كتاب بقي بن مخلد سبعة أحاديث منها أربعة في الكتب الستة، عند البخاري حديث وعند مسلم حديثان، وقد تضمنت مروياتها أحاديث في الصوم، في عدم تخصيص يوم الجمعة بالصوم، وحديث في الدعوات في ثواب التسبيح، وفي الزكاة في إباحة الهدية للنبي صلى الله عليه وسلم وإن كان المهدي ملكها بطريق الصدفة، كما روت في العتق، وهكذا وبسبعة أحاديث شريفة خلدت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها اسمها في عالم الرواية، لتضيف إلى شرف صحبتها للنبي صلى الله عليه وسلم وأمومتها للمسلمين، تبليغها الأمة سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، ما تيسر لها ذلك، ومن الأحاديث التي أخرجها الإمام البخاري رحمه الله عن قتادة عن أيوب عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها.
أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة، وهي صائمة فقال ” أصمت أمس”؟ قالت لا، قال “تريدين أن تصومي غدا”؟ قالت لا، قال “فأفطري” وهذا يدل على كراهية تخصيص يوم الجمعة بالصوم والنهي عن صيامه، أما السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها لها في كتب الحديث عشرة أحاديث، أخرج منها في الصحيحين حديث واحد متفق عليه، روى عنها ابن أخيها ومولاها كنانة ويزيد بن معتب، وزين العابدين بن علي بن الحسين، وإسحاق بن عبدالله بن الحارث، ومسلم بن صفوان، وجملة القول إن أمهات المؤمنين التسع اللائي توفي عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم كن كلهن معلمات ومفتيات لنساء أمته ولرجالها مما لم يعلمه عنه غيرهن من أحكام شرعية وآداب زوجية، وح
كم نبوية.