كتبت سلمي احمد
تواجه القوات المسلحة الأميركية أزمة تجنيد عميقة، حيث من المتوقَّع هذا العام، أن يتخلف الجيش الأميركي تقريبًا بنسبة (25%) عن هدفه في تجنيد (65000) فرد كل سنة.
وفي ضوء بيان صحفي صادر عن #وزارة #الدفاع #الأميركية #البنتاجون، في 20 نيسان 2023، من المتوقع أن يكون النقص في عدد المجندين في البحرية الأميركية (6000) مجند، والنقص في عدد المجندين في القوات الجوية (10.000) مجند، أقل من الخطة المرسومة لسنة 2023.
حاول الجيش الأميركي سنة 2022، استقطاب (60.000) مجند جديد، لكنه لم يتمكن من تجنيد إلا (45000) فحسب.
وصف توماس سبوهر (مدير مركز الدفاع الوطني) الأزمةَ أنها «الأسوأ لمركزه منذ تأسيسه سنة 1973»، أي: إنها الأسوأ منذ الاحتجاجات الجماهيرية على حرب فيتنام، التي أدت في نهاية المطاف إلى إنهاء التجنيد الإجباري، ووصفت كريستين ورموث (وزيرة الجيش الأميركي) النقص في التجنيد أنه «مشكلة خطيرة»، وفي ضوء ما ذُكِر في صحيفة (الأسبوع – The Week)، بدأت ورموث «في صياغة إصلاح شامل لعملية التجنيد والتواصل في وزارتها».
تناقش المؤسسات العسكرية، كثيرًا من الخطط؛ لتعويض النقص في المجندين، وشملت هذه الخطط: توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا القتال المستقل ونشرها، تطوير (فيلق أجنبي) يمكنه القتال مقابل نَيْل أفراده على الهوية الأميركية، تنفيذ قواعد جديدة لإجبار المحاربين القدامى -أو إغرائهم- على العودة إلى القوات المسلحة.
أسباب نقص المجندين
ألقى مايكل أوهانلون (زميل معهد بروكينغز)، بالملامة على «الدعاية الإخبارية السيئة، بشأن الاعتداءات لارتكاب الفاحشة، والحوادث، وأشياء أُخَر»، وقال كذلك: «خسارة الحرب في أفغانستان عامل محبط كذلك».
سبق أن قال سنة 2022 زُهاء (9%) فحسب، من الشبان والشابات الذين أعمارهم بين (16-21) سنة، إنهم يفكرون في الانضمام إلى الجيش، أي إنَّ الرغبة في الانضمام إلى الجيش وصلت إلى أدنى مستوى لها بين الأميركيين، منذ أكثر من خمس وعشرين سنة.
بيَّن تقرير نشرته صحيفة (وول ستريت جورنال)، في تقويم هو الأكثر صدقًا بشأن أزمة التجنيد، أنَّ «الجيش الأميركي خاض عشرين سنة من الحرب في العراق وأفغانستان دون أي انتصارات حاسمة، بعد الاندفاع الوطني للتجنيد بعد أحداث الحادي عشر من أيلول… ثمة فضائح كذلك بشأن الإسكان العسكري، والرعاية الصحية الرديئة، والأجور الضعيفة للرتب الدنيا؛ التي تجبر كثيرًا من عائلات العسكريين على اللجوء إلى بطاقات الغذاء، وارتفاع معدلات اضطراب ما بعد الصدمة، وتنامي حالات الانتحار… »
زيادة على ذلك، تُرِك الجنود مع الآثار الاقتصادية والنفسية والجسدية، التي اعترتهم بعد مشاركتهم في تلك الحروب، مثلًا: كان المحاربون القدامى، سنة 2018، أكثر عرضة للانتحار بنسبة (55%) من الأميركيين الآخرين، ويعاني (38%) منهم من اضطراب الصحة العقلية، ويمكن مشاهدتهم مشردين؛ يعانون من مشكلات كبيرة في الصحة العقلية، وحالة من الذهول واليأس، في كل شارع من شوارع المدن الرئيسة في أميركا.
باختصار، ظهر الجيش الأميركي، في السنين العشرين الماضية، أداةً فتاكةً للإمبريالية الأميركية، استُخدِمت لتدمير مجتمعات بأكملها، في العراق وأفغانستان، وتسببت بقتل ملايين الناس، وهدر تريليونات الدولارات، متجاهلة قيمة الحياة البشرية تجاهلًا كاملًا، بما في ذلك حياة الجنود الأميركيين، وكل ذلك لمصلحة النخبة من العائلات الثرية والقوية، لذا، لا يرغب الشبان والشابات الأميركيون في الالتحاق بالجيش.