“أدوار وهمية.. أشخاص يبحثون عن مكان في مشهد لا يخصهم
كتب : هاني رفعت
في كل مجتمع، ستجد دائمًا أشخاصًا لا يمتلكون أي دور حقيقي أو مؤثر، لكنهم يسعون بشتى الطرق للبحث عن دور ولو كان وهميًا.
هؤلاء الأشخاص يتقنون فنون الادعاء، ويميلون إلى تضخيم ذواتهم عبر الزج بأسمائهم في دوائر أصحاب القرار، أو من خلال التواجد الدائم بجوار أي منصب أو مسؤول.
تراهم يتحدثون وكأنهم من صناع القرار، بينما هم في الحقيقة مجرد ظلال تتغذى على الأضواء. فراغهم يدفعهم للانشغال بالقيل والقال، ونقل الكلام من هنا إلى هناك، وكأن ذلك هو إنجازهم الأكبر. والغريب أنهم في كثير من الأحيان يتصدرون المشهد العام باعتبارهم “أصحاب نفوذ”، رغم أن نفوذهم الحقيقي لا يتجاوز الكلمات التي يطلقونها في مجالس السمر.
هذه الفئة من البشر لا تقدم شيئًا يُذكر للمجتمع، لكنها تجيد إضاعة الوقت، وإشغال الرأي العام بتفاصيل ثانوية، وصراعات وهمية. وهنا تكمن الخطورة؛ إذ يتحول المشهد من ساحة عمل جاد إلى مسرحية هزلية أبطالها أشخاص يبحثون عن دور زائف.
المجتمع الواعي لا يحتاج إلى “كومبارس” يتصارعون على فتات المناصب أو يتباهون بالقرب من المسؤولين، بل يحتاج إلى أصحاب أفعال حقيقية، يتركون بصمة واضحة بعيدًا عن الزيف والاستعراض.