أحببتُ ذنبي
بقلمي أنور مغنية
بعد أن تاها بالكلام والعيون
وقبل أن يتيهَ بهما الليل
قالت له :
حبُّكَ لا يقبلهُ ليل
وإيمانك لا يقبلهُ معبد
ردَّ عليها :
إذن آمني بقبلتي وعانقي قمري
رجعَتْ تقولُ لقبلته
كلمة فيلسوف تجهلُ فلسفتهُ :
غيَّرتُ لوني كي أرى لونَك
ردَّ عليها وعلى فيلسوفها بلحنٍ :
غيَّرتُ رملي كي المسَ أقدامك
وبدَّلتُ ليلي كي أرى أحلامَك
لففتُ جناحي كي ألزمَ سربَك
توَّهتُ شرقي كي أرى غربك
وزرعتُ دربي كي ألمَّ دربك
ردَّت عليه :
لا تسأل البحر عن تاريخ الدموع
ولا تسأل التراب عن تاريخ القبور
فأنا ضمَّدتُ قلبي كي أشفيَ صدرك
وجرحتُ أرضي كي أدفنَ سرَّك
غيَّرتُ بحري كي أصلَ نهرك
وهدمتُ قصري كي أبنيَ قبرك
مزَّقتُ ثوبي كي أرى جسدك
وغيَّرتُ قلمي كي أكتبَ شِعرَك
عاد يقول لها :
صحيحٌ أنَّ الصحراء تدوِّنُ قوافلها على الرمال .
والبحر يدوِّنُ أمواجه على الصخور
ولكنهما ينسينا بأني
نشَّفتُ جلدي كي أشمَّ عطرك
وغيَّرتُ شمسي كي أرى وجهك
غيَّرتُ حبي كي أكتب عشقك
وليَّلتُ شمعي كي يُقمرَ رسمك
أحرقتُ كتبي كي أقرأ قلبك
ناديتُ ذنبي كي أرى غابك
وأحببتُ ذنبي كي أدقَّ بابك
أنور مغنية 25 11 2021