أخبار عاجلة

أبي …

هنا نابل بقلم المعز غني
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته …
أبي …
تحـارُ الكلماتُ في حضرةِ الحديثِ عنكْ، ويأبى العقلُ أن ينتقلَ من حضورِكَ إلى الغيابْ كيف ذلك وأنتَ صانعُ كُلَّ التفاصيلِ في حياتِنا والمؤثرُ في قلبِ اللحظةِ اللحظة من يومياتِنا.
أبي …
يأبى القلبُ كسرةَ الرحيل وأنت الذي أبيتَ أبداً الإنكسارَ في حياتِك فعِشتَ كطودٍ شامخٍ شموخَ صخورِ الشامخة ويأبى القلبُ الغياب وأنتَ في إغترابِكَ الطويلِ كنتَ الحاضرُ دوماً هي الحاضرةُ أبداً في وجدانك .
ها نحن اليومَ نودِعُك ربوعَها لتحتضنك في رحلتك الأخيرةِ إلى الباري عز وجل وأنتَ الذي ما مللت الإرتحال ، نودِعُك وأنتَ الوادعُ كصخرها الرقراقُ الرقيقُ كمائِها الطيبُ كطيبةِ أهلِها الذين عاشوا فيكَ وعشتَ بهم ولهم فكنت علماً من أعلامِها يأبى التنكيسَ أبداً.
أبي الحبيب …
أقفُ اليومَ كي أرثيك في حضرةِ المحبين وفي أعينهم عبرةَ الوداع وأنا لا مكان فيّ لوداعِكَ بل لأقولَ لك إلى اللقاءِ في حضرةِ رحمنٍ رحيمْ ، كيفَ لي بالكلماتِ وحسبِيَ التائه الذي فقدت نِبراسَه والعاشق الذي غابت حبيبته والعاشقةُ التي رحل معشوقِها. كيف أرثي غيابك وأنا الذي منحتَه كل الحياة وعلمتَه معانِيها
وأمسكتَ بيدِه في كلُ دروبِها ؛ كيف تَختصرُ مشاعري الصفحات وأنتَ كنتَ المعلمَ والصديق والسندَ والرفيق والملجأَ والمآل والكلمةَ والمقال …
أبي …
في عزائِك لا عزاءَ لي إلّا في زوجتي عشيرة عمري وأم أبنائي فهي الزوجة والحبيبة والصديقة والأخت ولا دواءَ لجرحِ الغياب غيرها ولا من يخففَ ثِقلَ رحيلكَ سوى حضورِ مُحبيكَ الذين يشاركونَنا اليومَ مُصابَنا الجلل
ونشكرُ حضورَكُم الغالي على قلوبِنا ولا أرانا الله فيكم أي مكروه ، ونسأل الله أن يتغمد أبي بواسعِ رحمتِه وأن يجعلَ مثواهُ الجنّة مع نبينا محمد وأله والصديقين الأطهار …
الشكر موصول للصديق المهذب والخلوق الأخ نبيل عبد المولى الذي أجرى الحوار مع الوالد .

شاهد أيضاً

ليست كالنساء

ليست كالنساء بقلم/ أيمن بحر دخلت حياتى إمرأة ليست كالنساء احتلت قلبى وحطمت كل القيود …