➖ ️نفير لا مناكفة :
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
__ يكتب أحدهم منشورا يمتدح فيه الرجال، ويحمل فيه على النساء شاكيا سوء تعاملهن، وكفرانهن للعشير فيُهرع إليه آلاف الرجال معلقين له بالتشجيع، مطالبين إياه أن يكمل الذبح لهن، والسلخ فيهن… فأمثالهن لا يصلح معهن إلا هذا!!
وتكتب إحداهن منشورا تهاجم فيه الرجال،وما فيهن من جفوة ولا مبالاة وظلم وغير ذلك، فتنبري آلاف النساء في التعليقات يؤكدن الكلام، ويزدن من الطين ألف بلة، ويحولن رجال الدنيا إلى شياطين، وجُل الأزواج إلى مجرمين!!
وعلى مقربة من الفريقين يتكلم فريق ثالث بصوت هامس ضعيف مفاده أنهم ولله الحمد سعداء، وأن الرجال ليسوا جميعا هكذا، وكذلك النساء!!
ما هذا الإجرام في حق البيوت التي جعلها الله مواضع المودة والسكن، ثم إذا بكم تحيلونها إلى مواضع اللعن والمقت وصب جام الغضب!!
كأنها مدرجات ملآى بالمتحفزين من كلا الجنسين، كل جنس ينفخ في نار بني جنسه سواء كان محقا أم مبطلاً!!
تتبعت الأمر فوجدت وراءه مسعري حرب من الجانبين..
من الذكوريين والنسويين على حد سواء..
ووجدتها حلقة من سلسلة معارك بدأت بأعداء البيوت ومرت على وسائل التواصل وانتهت بالمحاكم!!
والعجيب أنها حرب ليس فيها منتصر إلا دعاة خراب البيوت، ونشر الرذيلة، وأعداء المودة والرحمة!!
والأعجب أن وجدت أنصارا من أكثر مسعّري الحرب ممن ينتسبون للتدين ويرفعون شعار الإسلام من الجنسين، ووراءهم الآلاف من المصفقين والمهللين من أصحابهم وصويحباتهم!!
مهلا يا قوم… فما أرى الأمر إلا لعبة كبيرة نشارك فيها جميعا بفهم وبغير فهم..
والذي حدث لمجتمعاتنا من تدمير يحتاج إلى النفير لا المناكفة والتعيير!!
أنت وهي شركاء في عمليات غسيل مخ، وتغيير مفاهيم مورست ولا زالت تمارس علينا على مدار قرن ويزيد من الزمان… نتج عنه هذه الرافضة لدورها الفطري، المتبرمة من طبعها الأنثوي، وذلك الذي يرى الرجولة صوتا وفراشا، والأبوة لقمة ومعاشا!!
أستفيقوا يرحمكم الله… فما أرانا إلا كما حكى الرافعي في وحي قلمه:
أشبه ما نكون بخروف يلاعبونه في المساء… تمهيدا لذبحه في الصباح!!
وأضيفَ اليوم إلى أنواع الجهاد الكثيرة …
جهاد كل رجل وامرأة من أجل الحفاظ على بيوتهم، وبقاء ودهم، وصلاح أولادهم!!
فالحرب على الأسرة أصبحت عالمية!!
تشارك فيها الحكومات بسنِّ القوانين.. والإعلام بتدمير القيم وهزّ الثوابت..
والأهل بالحمق وسوء التصرف..
والزوجان بتأخير التصافي، والنظر إلى الغير، ومشاورة غير ذي الصفة، وقلة الدين،والانشغال بالحق عن الواجب!!
جاهدوا ما استطعتم من أجل بيوتكم… فإنها لو علمتم آخر القلاع!!
وما أكثر ما يشغلوننا به في مسائهم من معارك إعلامية، وقوانين وضعية، ومسلسلات درامية، وكلها تستدعي الوحدة لا الفرقة، سيما بعد الخسائر الملايينية التي أصابت بيوت أمتنا الإسلامية!!
الأمة والبيوت والمجتمعات ملآى بالخير رغم كل ما يكاد لها… وتضافر الخيِّرين لإنقاذ البيوت خير من التعارك والتشاكس حتى تهلك وتموت..
فانتبهوا يرحمكم الله.