بقلم / فريد عبد الوارث
طرح الرئيس الأميركي الأسبق ( دوايت أيزنهاور ) في عام 1954 نظرية ( الدومينو ) في خطاب شهير ألقاه و النظرية تقول بأنه إذا كانت هناك دولة معينة تقع تحت نفوذ معين و تحت ترتيب او اجنده معينه فإن الدول المحيطة بها ستخضع لنفس النفوذ عبر تأثير “الدومينو ” .
و بكل واقعية و صدق نعترف بأن تأثير نظرية ( الدومينو ) على اسقاط الاوطان العربية تباعاً من خلال الثورات العربية او ما يسمي بالربيع العربي التي بدأت بتونس قد نجح لحد كبير ، و لم يوقف تساقط الأوطان العربية في براثن ثورات الخراب سوى “ثورة الثلاثين من يونيو ” في مصر ، و كيف لا و قد كانت الثورة المصرية هي الحد الفاصل بين الدمار و البناء ؟ حيث حالت ثورتنا المباركة دون استمرار الخراب الممنهج للدول العربية .
مصر تغير قواعد اللعبة و تصحح التاريخ
و كأن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى لتتصدر “الكنانة ” المشهد كما حدث في زمن “التتار ” و “الحملات الصليبية الأوربية ” على بلاد الشرق الأوسط حين لم يتبقى غير مصر أمام جحافل المغول لتتم سيطرتهم على كافة بلاد الشرق ثم التوجه لأوربا ، و جاءت موقعة “عين جالوت ” الشهيرة لتكتب نهاية المغول و تعيد الأمور لنصابها الصحيح ،
بتخطيط رجال واصلوا الليل بالنهار غيرت اللعبة و إنتصرت نظرية الحق و العدل الإلهية و تم كسر نظرية الدومينو من نظرية ( إسقاط ) الأوطان العربية إلي ( تحرير ) الاوطان العربية و إسقاط المخطط الصهيوني في المنطقة المنطقة العربية بأكملها و إنتهت نظريه الربيع العبري حيث بدأ فى تونس و كتبت نهايته من مصر .
و تبقي مصر دائما قلعة العرب و عرين الأسد
لم تكن مهمة إفشال مخططات الخراب بالشيء الهين و لا السهل بل كان نتاج تضحيات أجهزة مصر السيادية و دماء رجال الجيش و الشرطة المصرية طوال السنوات العشر الماضية ، ليس في مواجهة المخططات و فقط ، بل في إعادة الحياة و ،”اللحمة الوطنية ” لمجتمع كاد أن يتمزق و يتفرق بل و يتقاتل !
و يبقى قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن مصر وجيشها خير الجند هو الوعد الحق ليوم الدين