جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 
نتنياهو: شكراً في السر وهجوماً فى العلن.. إسرائيل تطالب بمواقف واضحة
بقلم/ أيمن بحر
فى خطاب جديد حمل رسائل مباشرة إلى عواصم إقليمية ودولية، صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو من لهجته تجاه الدول التى تتعاون مع تل أبيب خلف الكواليس بينما تهاجمها فى العلن. فقد قال بوضوح: لقد آن الأوان أن تكونوا مع إسرائيل سراً وعلانية، لأننا نحن من نحكم العالم.
ازدواجية المواقف
تصريحات نتنياهو تكشف عن أزمة ثقة متصاعدة بين إسرائيل وعدد من شركائها غير المعلنين. فبينما يجرى تعاون أمني وتكنولوجي واستخباراتى بعيداً عن الأضواء، يظهر الخطاب العلني لتلك الدول حاملاً انتقادات قاسية لتل أبيب، خصوصاً فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. هذه الازدواجية – من وجهة نظر نتنياهو – لم تعد مقبولة.
إسرائيل لاعب أساسي في النظام الدولي
نتنياهو تعمّد التذكير بدور إسرائيل العالمى مؤكداً أنّ تل أبيب أصبحت اليوم رقماً صعباً في معادلة السياسة الدولية. من التكنولوجيا المتقدمة إلى القدرات العسكرية والاستخباراتية، تسعى إسرائيل لتقديم نفسها كقوة إقليمية ودولية تملك مفاتيح الحلول في مجالات حيوية، وبالتالي فإنها – بحسب نتنياهو – لم تعد مجرد “طرف صغير بل قوة تؤثر في رسم مستقبل المنطقة والعالم.
الرسالة الخفية
الرسالة الأعمق في خطاب نتنياهو موجهة تحديداً لبعض الدول العربية التي وجدت نفسها بين خيارين: الانفتاح على إسرائيل لتحقيق مصالح استراتيجية، أو التمسك بخطاب الدعم التقليدي للقضية الفلسطينية. وهو بذلك يضعها أمام اختبار صعب: إما المضي في التطبيع العلني أو مواجهة اتهامات بازدواجية الخطاب.
قراءة مستقبلية
المحللون يرون أن نتنياهو يحاول من خلال هذه التصريحات فرض معادلة جديدة في العلاقات الدولية تقوم على “الوضوح العلني”، لا سيما في ظل المتغيرات المتسارعة بالمنطقة. لكنه في المقابل يدرك أن الإعلان العلني عن هذه العلاقات قد يثير موجات غضب شعبي داخل تلك الدول، مما يجعلها أكثر تمسكاً بسياسة “السرية”.
الخلاصة
خطاب نتنياهو الأخير ليس مجرد تصريح عابر، بل هو محاولة لإعادة صياغة شكل العلاقات الإسرائيلية مع محيطها الإقليمي والدولي. فإسرائيل، التي تصف نفسها بأنها “من يحكم العالم” عبر نفوذها السياسي والاقتصادي والتكنولوجي، تريد من شركائها أن يكفوا عن لعبة الوجوه المتعددة، وأن يكونوا معها في السر والعلن على حد سواء.
