بقلم / فريد عبد الوارث
يقول المثل الدارج “المتغطي بالأمريكان عريان ” و تثبت الأحداث صدق و عمق تلك المقولة على مدار سنوات طويلة ، و كيف لا و ها هو مشهد هروب أمريكا تاركة عملائها لمصيرهم المجهول في دولة “فيتنام ” يتكرر في صورة طبق الأصل بعد مرور 46 عاما لكنه هذه المرة في “أفغانستان ” !!
و أيضا يقول المثل .. من تعلم من تجارب غيره أضاف أعمارا إلى عمره ، فهل تعلمنا من تجارب فيتنام و العراق و …و .. الكثير من البلدان التي دمرها قدوم “الكاوبوي ” أو رعاة البقر ثم تركوها لذيولهم حتى يقضوا على البقية الباقية منها و يقسموها فلا تقوم لها قائمة ؟
خيانة الأوطان أقذر مهنة عرفتها البشرية
ليس هناك مخلوق لديه عقل على وجه الكرة الأرضية إلا و يعلم أن أقذر نهاية دائما ما تكون لإولئك الذين يبيعون أوطانهم و يتعاونون مع معتدي عليها ، و مع ذلك تنجح الإمبريالية الأمريكية في اللعب بعقول الكثير من مواطني الدول التي احتلتها منذ نشأة ما يسمى الولايات المتحدة الأمريكية ! و برغم ما لاقاه أولئك الذين تعاونوا معها من مصير مخز و عار كبير يظل النهج الأمريكي ناجحا في استقطاب البعض حتى يومنا هذا !!
أين سيتم توطين آلاف العملاء الأمريكيين ؟
ويبقى السؤال الأهم و الذي يوضح خطورة الموقف الحالي على دول الشرق الأوسط و خاصة الدول العربية “الخليجية ” و هو أين سيذهب آلاف العملاء الذين تعاونوا مع أمريكا و هربوا معها إلى خارج أفغانستان بعد سيطرة طالبان على الدولة ؟ ..
و الإجابة … في الدول الخليجية و بعض دول أفريقيا !!
و من هنا ستبدأ فصول مسرحية أخرى من مسرحيات “رعاة البقر ” لخراب الدول العربية و زعزعة استقرارها !
و الأيام كفيلة بإثبات ذلك لمن يشكك .