أخبار عاجلة

مقتل الخليفة العباسي ومسير المغول نحو الشام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله وكفى، وسمع الله لمن دعا، وبعد، فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واعلموا أن في الدين عصمة أمركم، وحسن عاقبتكم وبعد ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن دولة المماليك في مصر وقيل أنه على أثر مقتل أيبك بايع المماليك ابنه نور الدين علي، وكان عمره خمس عشرة سنة، ولقبوه بالملك المنصور، وعاشت البلاد في تلك الفترة حالة قلق وإضطراب وعدم إستقرار بسبب عدم إلمام المنصور بشؤون الحكم ولتنافس الأمراء على تبوء العرش، بالإضافة إلى وصول خبر سقوط بغداد وإستباحتها ومقتل الخليفة، ومسير المغول نحو الشام، فشاع الخوف والقلق بين الناس، وأصبح الوضع حرجا يتطلب وجود رجل قوي على رأس السلطنة، وعلا في هذه الأوضاع المضطربة نجم الأمير سيف الدين قطز. 

 

نائب السلطنة كأقوى أمير مملوكي، فأخذ على عاتقه توحيد صفوف المماليك من مشكلة الحكم، وأقدم على عزل المنصور نور الدين علي في شهر ذي القعدة سنة من عام ستمائة وسبعة وخمسين من الهجرة، بمساعدة الأعيان والأُمراء، وتربع على عرش السلطنة المملوكية ليتفرغ لمواجهة المغول، كان من الطبيعي أن يتلو غزو المغول للعراق، مهاجمة الشام وكان هولاكو قد أرسل، أثناء حصار بغداد، فرقة عسكرية إستولت على إربل، ومن ثم أشرف المغول على البلاد الشامية، وقف أمير أنطاكية الصليبي بوهيموند السادس إلى جانب المغول رغم تردد باقي الإمارات الصليبية وتخوفها من الإنضمام لهؤلاء، وحالف الأرمن في قيليقية المغول وشجعوهم على القضاء على المسلمين في الشام وإشتركوا معهم في قتالهم على أمل إستخلاص الأراضي المقدسة منهم وبيت المقدس خصوصا. 

 

أما الملوك والأمراء المسلمون فكانوا يفتقدون الرابطة الإتحادية، وعمل كل أمير باستقلال عن الآخر، لذلك، ضرب الناصر يوسف الأيوبي الصلح مع المماليك بعرض الحائط، وعرض على هولاكو التعاون أملا بإسترجاع مصر للبيت الأيوبي، وكان أن إستجاب هولاكو لتلك الدعوة، وقرر إرسال قوة من عشرين ألف فارس إلى الشام، ولم يلبث المغول أن زحفوا من العراق على الشام، فإنتقلوا في سرعة مذهلة من ديار بكر إلى آمد يريدون حلب ولم يوفق المسلمون في الدفاع عن حلب فدخلها المغول وقتلوا ونهبوا وسلبوا وفعلوا عادة فعلهم، وهنا أفاق الناصر يوسف لحقيقة خطر المغول، فأرسل إلى قريبه المغيث عمر صاحب الكرك والمظفر قطز صاحب مصر يطلب منهما النجدة السريعة، على أنه يبدو أن كثيرا من الأُمراء بالشام خافوا عاقبة مقاومة المغول ونادوا بأنه لا فائدة من تلك المقاومة. 

 

فأخذ الأمير زين الدين الحافظي يعظم من شأن هولاكو وأيد مبدأ الإستسلام له، ولكن الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري وكان قد أصبح من أمراء المماليك البحرية بالشام لم يعجبه ذلك القول، فقام وسبه وضربه وقال له ” أنتم سبب هلاك المسلمين ” ولم يرضي بيبرس ومن معه من البحرية عن مسلك الناصر يوسف وأُمراء الشام، فساروا إلى غزة، وأرسل بيبرس إلى السلطان قطز يعرض عليه توحيد جهود المسلمين ضد خطر المغول، وفي الحال إستجاب قطز للدعوة، فأرسل إلى بيبرس يطلب منه القدوم، وإستقبله بدار الوزارة وأقطعه قليوب وأعمالها،

شاهد أيضاً

هشام العيسوي: ثورة 30 يونيو أعادت للدولة هيبتها وأطلقت مسيرة دعم الصناعة الوطنية والتصدير

كتبت هدي العيسوي  تقدم الدكتور هشام العيسوي، رئيس المجلس التصديري للحرف اليدوية، بخالص التهنئة إلى …