لو أنَّ العُمرَ يتكرَّرْ

بقلمي أنور مغنية

قال لها:
لو كنت إلهاً
كنتُ اوقفتُ ساعة الوقت
فأنتظر ..

تمضي الأيام مسرعةٌ
وقطار العمر يعبرني مهرولاً
وأنا على الإنتظار لا أقدر ..

قالت له :
لا أريدك إلاَّ إنساناً
إنتظرني وسآتيك

وعلى صدرك سوف أكبر
سأحملكَ بين ذراعيَّ كطفلٍ ينامُ
والأطفالُ يا حبيبي

حين تنامُ لا تكبر

سأسهرُ وأتركُ للأيامِ
أن ترسمَ على وجهي خطوطه

وأستدعي الشمسَ
تضعُ سواداً حول عيني وسأكبر
وسأدعُ القمرَ يزورُ ليل شعري
ولن أعودَ أصغر

قال لها:
لا مزيد من الورد في الطريق
ولا عيني تستطيع الرؤيةَ لبعيد
والأشجار تخسرُ لونها الأخضر

تعالي كأيام الشتاء
كعواصف كانون
تعالي برداً وريحاً
كالسماء حين تُمطر

قالت له :
لا تقتل رغبتي واتركني ليديك
بين أضلعي احتراقُ حنين
وشوقٌ لا يصبر

قال لها :
هل ستأتين مع الشمس في الصبح ؟
وهل سيتبخرُ الندى ويهجرُ الورد ؟
ما أنا إلاَّ ندىً على الورد
ومع الشمس سأتبخر

قالت له :
أنا أقرؤ من الشعرِ ما يُحييكَ
وما يبقيكَ طفلاً
ما كان الظنُّ أن تتركني طفلةً
تلهو بأعصابِ الوردِ
وأنت ترحلُ وتكبر

قال لها :
كم تمنيت لو لعبت معكِ
يوم كان الغصن أخضر
حملني قطاري بعيداً
ولم أكن أعرف كيف كان الحرير
على جسدكِ يخفي عني
أكوازَ الصنوبر
لن أستطيع إيقاف قطاري
تمنيتُ لو أنَّ هذا العمر يتكرر

أنور مغنية 17 05 2022