بقلم الشاعر عمربلقاضي / الجزائر *** إنِّي فهِمتُ وفهمي زاد من ألمي … القلبُ يحتار بين الشِّعر والقيمِ أضحتْ حروفُ قريضِ الجيلِ عارية ً… أدنى إلى العُهر والتّخريف و اللّمَمِ الشِّعرُ في نظرِ الأحرار مدرسة ٌ… تهدي العقولَ إلى الأنوارِ والحِكَمِ لكنَّ جائحةَ التّغريبِ في وطني … هدّتْ به أسُسَ الأخلاقِ والهِمَمِ صارَ القصيدُ كلاماً لا مُرادَ لَهُ … إلاّ الفروجَ لبثِّ الذلِّ والسّقَمِ عَدْوَى تُزيلُ حياءَ الجيلِ قاصدةً … تُبقيهِ في هُوّة الإفلاسِ والعَدَمِ شِعرُ العروبةِ في تاريخه قِيَمٌ … كم كان يَغرسُ عِزَّ الطُّهْرِ والكَرَمِ كم كانَ يَبعثُ في نفسِ الفتى شَرَفًا … يُنجيه من وَطْأةِ الأعداءِ والظُّلَمِ فالشِّعرُ يَبعثُه لمَّا يُحفِّزُهُ … على الصُّعودِ إلى الآفاقِ والقِمَمِ والشِّعرُ يَمنحُه فهمًا يُثقِّفُهُ … والشِّعر يَمنعُه من سقْطَةِ النَّدَمِ بل كان بالكَلِمِ المَوْزونِ نُورَ هُدَى … يدعو إلى اللهِ أهلَ الزَّيغِ والصَّممِ الشِّعرُ يَخترقُ الألبابَ يَفتحُها … للحقِّ والنُّورِ والإيمانِ والشِّيَمِ لكنَّ سَفْسَطَةَ التَّغريبِ تجعلُهُ … سمًّا يُدمِّرُ في خَلْطٍ من الكَلِمِ هُراءُ ذيلٍ فلا نحوٌ ولا هدَفٌ … يقضي على العزِّ كالآفاتِ و الورَمِ يا أمّة الضّادِ لا تَرضيْ بذي سفَهٍ … بالذِّكْرِ والشِّعرِ قد فُضِّلتِ في الأمَمِ الله أولاكِ فضلاً لا مثيلَ لهُ … النُّورُ في الحَرْفِ خَيرُ الفضْلِ والنِّعَمِ من دونِ خَضْخَضَةٍ بالضّادِ صادقة ٍ… تَبقَى العروبةُ في الأوحالِ والرِّمَمِ