لعنة الحب

لعنة الحب

قصة / حبيبة أشرف

 

قد حلَّ الدُجىٰ وهي سجينة بين جدران غرفتها، ممسكة بقلمها ومدامعها تنذرف على خديها وتسرد كلماتها في صمت، بينما قلبها يعتصر ألمًا.

 

تكتب على سطور أوراقها إلى معشوقها، بل مالكها ومالك قلبها، الّذي رحل بعيدًا عنها منذ ستة أشهر؛ عندما ودعها قائلًا:«أنه سيذهب إلى منحة تابعة لعمله وستساعده أن يجلب مالًا كثيرًا من أجلها ولأجل أولادهم في المستقبل.»

 

ومنذ رحيله وهو لم يهاتفها ولو مرّة واحدة لتطمئن عليه وليهدأ قلبها.

 

نثرت عباراتها الممتزجة بنيران الشوق والاشتياق:«إليك أكتب ذاك المرسال يا من أسرت قلبي حتى وأنت بعيدًا عن الفؤاد، إليك أسرد كلماتي والضجيج يملأ روحي من كثرة الاشتياق، اليوم أود أن أخبرك بأن قلبي ما زال يهواك رغم أنك من تسببت له في ذاك العذاب.

 

أخبرتك من قبل أنني بنيت لك بيتًا من الأمان يكمن بين أضلُعي ولا يحق لأحد سواك أن يسكنه ومنذ رحيلك أصبح مهجورًا لا يُرحب بسكانه الجدد، فأخبرني إن كنت على وعدك أم وجدت أخرى تطيب جرحك؟

 

أريد أن أفقه إن كان قلبك صار ملكًا لغيري أم أنني أميرته حتى وإن فرقت بيننا البلدان؟

حبيبي، قد ذاب فؤادي من فرط الحنين، ألم يلين قلبك ويحين آن رجوعك معذبي؟»

 

بعد أن انتهت من بعثرة أحزانها على الأوراق، تنهدت بحسرة ثم قالت:«هجرتني ولم تعلم أنني أسيرة للقلم، لم ولن أملَّ من سرد خطاباتي إليك رُغم أني أذكر جيدًّا أنك لا تطيق القراءة الكثيرة ولكن ذاك الطريق الوحيد المباح لأُرسل لك بِه ما يدور بداخلي، حتى وإن جف حبري؛ سأكتب لك بدم قلبي.»

 

مسكينة تلك المصابة بجنون العشق؛ فقد بات حبه يسير بين أوردتها كالدماء.

 

نعم، إنها لعنة الحبِّ يا رِّفاق؛ فكثيرًا منَّا مريض بالتعلق حتى لو أنه يعلم أن النهاية ستكون مؤلمة، ومن الممكن أن تأخذه إلى حافة الانحدار.. لذلك كن متقنًا في اختيارك حتى لا تذُق مرارة الخذلان.

 

فقد قرأت مقولة لحبيبة أشرف ألا وهي:«كل دروس الحياة قد تكون مؤلمة إلا دروس الخذلان حتمًّا تأخذك إلىٰ الهلاك الأبدي.»

شاهد أيضاً

أمل

أمل شعر/د. عبد الولي الشميري لا تكترث فالليالي طبعها كدر ولا تبالي إذا ما ساءك …