أخبار عاجلة

لحادي يسرع بالإبل ويرفق بالقوارير.. :

➖️الحادي يسرع بالإبل ويرفق بالقوارير.. :
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
__وإلا تأخرت القافلة وتعبت الدابة…
والأمة أحوج ما يكونون إلى (أنجشة) حسن الصوت، يحفظ الطريق ويرفق بالضعيف…
نحتاج إلى حداة يحدثون الناس عن نعيم القبر قبل عذابه.
وعن قرب انبثاق الفجر لا طول اسوداد الليل..
وعن تبشير أهل الكتاب بالإسلام قبل تكفيرهم.
نحتاج إلى كل حاد… حلو اللسان عميق الإيمان واسع الجنان…يعين الناس على جفوة الحياة وجور السلطان.
كان الناس يعشقون معاذ بن جبل البشوش البسوم النبيل الذي أسلم بأخلاقه أهل اليمن جميعا.
وكانت قريش المشركة تحب عثمان رغم كفرها وإيمانه حتى كانت المرأة من قريش تهدهد طفلها وهي تغني له وتقول:
أحبك والرحمن… حب قريش لعثمان
قلوب الناس متعبة ونفوسهم مجهدة وجيوبهم تكاد من فراغها تذهب بعقولهم…
وأصحاب العلل يحتاجون لرقة عيسى عليه السلام يوم أن رأوه يخرج من بيت غانية أمعن الناس في سبها ولم يتعبوا أنفسهم في نصحها فقال لهم:
وهل يذهب الطبيب إلا للمريض؟!!
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان في مكة مطاردا حلال الدم عند أهلها… وحفل الاستقبال يُعَد له في المدينة…
(وراء الغيوم كثير مطر.)
فالنور الذي كانت ترفضه مكة تنتظره المدينة بشغف… كم من البلدان التي لو بذل فيها معشار ما بذل في غيرها لآمنت جميعها؟!!
(ما أكثر المدن…. ولكن ما أقل المهاجرين؟!!
فالأخوَّة قبل الهجرة، والرفيق قبل الطريق، والأنيس قبل الغار… الطريق موحشة بغير ما صاحب… حتى ولو كان المهاجرون أنبياء…
(ليتنا نعض على كل أبي بكر رزقنا الله أخوته بالنواجذ!!).
فرغم أنه صلي الله عليه وسلم مؤيَّد بالوحي، إلا أنه خطط للهجرة بإحكام… فلا مكان للسذاجة وأنت تعامل خبثاء الأرض!!
خطط لدعوتك ولو كنت نبيا!!
فقبل أن يخرجه صلي الله عليه وسلم قومه كان قد استنبت للإسلام شجرات في الحبشة والمدينة وغيرهما…
(فالنور قبل أن يحاصَر يرسل ألف شعاع بديل).
يشاء الله أن يحمي ظهر النبي الكريم وقت هجرته وشدته رجل من ضعفة القوم كعامر بن فهيرة، وامرأة أبوها مطارد كأسماء بنت الصديق… فالكل في العمل للدين وقت حصاره له قدر وقيمة… المهم ألا يستصغر المرء أو يستقلَّ نفسه.
يقدمون مائة ناقة لمن يدل عليه صلى الله عليه وسلم، ودليله رجل من المشركين يرفض نوقهم مكتفيا بأجرته من الدراهم القليلة… لولا أهل المروءات لهلك الناس وفسدت الأرض!!
فبعد خروجه بسنوات قليلة قُتِل جُلُّ من أخرجوه… الطغاة يستعجلون هلكة أنفسهم!! “وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون”
لما هاجر صلي الله عليه وسلم إلى المدينة همَّ أصحابه في الحبشة أن يرجعوا… لكنه استبقاهم هناك بعدها سبع سنين… فالهجرة سعي موازٍ لاستنقاذ الناس ودلالتهم على الله… ليت المهاجرين يتوقفون عن ترفهم الدعوي ومجانية هجرتهم، فالهجرة نور للدروب لا فرار وهروب.
اصدق الله في هجرتك وسيكفيك الله أمر كل سراقة!!
لا تخف… فبعد كل مرحلة تقطعها في سبيل الله خيمة لأم معبد تنتظرك باللبن والماء والظل… لن يضيع الله باذلا في سبيله!!
فلكل أبي جهل حدٌّ في التعقب والإيذاء… لكن لطف الله لا حدود له.
الهجرة حدث متكرر ما بقي أتباع الفريقين… فالهجرة رمز قبل أن تكون حدثا.
فلم تتأخر قوافلنا إلا لتلكؤ حادينا…وقلة ناشري الخير وباعثي النور فينا..
وإن لم يستفق الحادي وينتبه الحراس أسرع إليها قطاع الطريق وما أكثرهم على مكامن الجبال!!
الدنيا ملآى بالخير…لكن العين بها رمد..
فأمة صنع بها أعداؤها كل هذا لأكثر من مائة عام ثم ما زالت تصدح بالأذان ويحفظ ملايينها القرآن وتجاهد عدوها في كل مكان…لهي أمة تستحق أن يتطوع من أجل إنقاذها ملايين الفارسات والفرسان…
فكونوا منهم..
فقد أوشكت والله القافلة على بلوغ النهاية….وعند الصباح يحمد القوم السرى.

شاهد أيضاً

خدمات ما بعد الموت

خدمات ما بعد الموت كتب سمير ألحيان إبن الحسين ” كل من عليها فان “ …