كيف انقذت ماجده جميله بوحريد من الاعدام
كتب حماده رياض
جسدت الفنانة ماجدة فى فيلمها حياة الفدائية الجزائرية الشابة لتعريف العالم بتضحيات وبطولات المقاومة الجزائرية وحياة المناضلات الجزائريات، ونجحت فى توصيل هذه الرسالة بصورة مذهلة، قدمت دور المناضلة جميلة التى كانت فى العشرين من عمرها عندما اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954، وانضمت لجبهة التحرير الوطنى الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسى، وأصبحت فى صدارة المطلوبين، حتى تم القبض عليها بعد إصابتها برصاصة فى كتفها عام 1957، لتلقى أبشع أنواع التعذيب وتم الحكم عليها بالإعدام فى محاكمة صورية. كانت البطلة جميلة والتى حفظ جميعنا اسمها كما جاء بالفيلم “بوحريد” ، وليس اسمها الحقيقى بوحيرد، تنتظر تنفيذ حكم الإعدام حين قدمت الفنانة ماجدة قصتها، وجابت العالم بفيلمها الذى عرفت كل الشعوب من خلاله مأساة البطلة الجزائرية. قصت الفنانة ماجدة شعرها ورفضت الاستعانة بباروكة خلال تمثيل الفيلم، واقترضت من البنوك ليخرج الفيلم بأحسن صورة، وجابت به دول العالم لتعريفه بالقضية الجزائرية وبطولة الفدائيات الجزائريات ومأساة جميلة التى كانت تنتظر تنفيذ حكم الإعدام. قامت المظاهرات فى كل السينمات التى عرض بها فى العالم تضامنا مع الجزائر وللمطالبة بحرية جميلة ، واحتجت فرنسا لدى الدول التى عرض بها الفيلم الذى تسبب في ضجة عالمية كبرى وضغط على الرأي العام العالمي ، خاصة عندما تم عرضه فى روسيا ، فتراجعت فرنسا عن إعدام جميلة وتلقت الفنانة ماجدة دعوة لزيارة الجزائر بعد تحريرها وهناك تم استقبالها استقبالا مهيبا ، والتقت بالفدائيات الجزائريات، وأقامت كل الوزارت احتفالات عرفانا بدور ماجدة ، وما قدمته بفيلمها للثورة الجزائرية ، وتم منحها درع المجاهدين الجزائريين ، كما استقبلت الفنانة المصرية طلبات كثيرة من الفدائيات الجزائريات لصناعة أفلام تخلد نضالهن، ولكنها اعتذرت؛ مؤكدة أنها قدمت جميلة نموذجًا لكل امرأة جزائرية دافعت وناضلت من أجل الحرية.
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 