كرامة في منتهي الشرف
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
أكرمني الله بحبّ دراسة سيرة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم :
__ ووفقني اللّه لتبليغها في الرأسمال الزمني لحياتي
و يوما بعد يوم يزداد إقتناعي رسوخا وإيمانا بعظمتها وشمولها وإحاطتها لكل مناحي الحياة الدينية والدنيوية علي صاحبها أفضل الصلاة وازكى السلام
فلا أحد يستطيع أن يقتعني بسَيرْه أبدا
إذا خالف منهج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
والمنهج ياقوم ليس جزئية
حتى نقول يجوز فيها الإختلاف والتّنوّع.
بل أكمل الهدي هديُه صلّى اللّه عليه وسلّم:
“ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا “.
“لقد كان لكم في رسول اللّه أسوة حسنة “.
وخرجتُ من خلال هذه السّياحة
والدّراسة في سيرة الحبيب
صلّى اللّه عليه وسلّم ب:
بأن مدرسة الحبيب صلّى اللّه عليه وسلّم قائمة على التّغيير الهاديء
والمُتدرّج والواعي المُراعي للعادات المُتحكّمة
والطّبائع المتأصّلة .
فلقد بُني منهجه صلّى اللّه عليه وسلّم على فيوض الرّحمة وتجلياتها
“وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين “.
وكان لا يغضب إلا لله وإذا انتهكت حرمات الله .
فقام منهجه صلى الله عليه وسلم
على التّخطيط ومعرفة ميدان التّحرك .
ودراسة العدو ومعرفة نفسيته وقدراته .
ونقاط ضعفه “الحرب خدعة”.
فمنهجه تقوم الدعوة فيه على الحجة والعلم والحوار
“إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة”.
فهو منهج يؤمن بالإعداد والاستعداد
وتجهيز القوة لتكون فقط ضد العدو.
الذي لا نختلف عليه.
ولذلك لم يستعملها أبدا ضد المنافقين.
مع وصف الله لهم ب”هم العدو فاحذرهم: ” .
مراعيا أن القوة متى استُعملت
داخل النسيج الداخلي لم تُفلح .
وتكون سببا في نفور الناس من الدعوة :
“أتريد أن يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه “.
منهج قائم على البساطة والسهولة.
وعدم إرهاق الخلق بكثرة التكليفات:
“طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى “.
منهج قام على الاهتمام بصناعة المؤمن الصالح
الذي يكون خاضعا لمنهج الله لا غير .
بعد الفهم والاستيعاب.
منهج يغرس الأمل في النفوس.
ويشرك الجميع ولا يستثني أحدا .
يعدهم بالفتوحات والخيرات .
ولكن يربط قلوبهم بالجنة ونعيمها وماأعدّ الله لعباده فيها .
منهج لا مكان فيه للحقد والكراهية.
ورأيتم ما صنع النبي بمن آذاه يوم فتح مكة .
فقد عفا عنهم جميعا وزاد من إكرامهم.
” إذهبوا فأنتم الطلقاء “
منهج يهمّه أن تنتصر الفكرة أولا .
يغزو القلوب ويهيمن على العقول يأسر النفوس.
كان صلّى اللّه عليه وسلّم ” ملكا علي القلوب قبل أن يكون ملكا علي الرقاب “
هذا غيض من فيض للحصر لا للعد عن طبيعة المنهج
الذي يقوم عليه التغيير المنشود.
من مشكاة النبوة ومن سيرته العطرة الصافية الغراء علي صاحبها محمد ازكي الصلاة والتسليم مادام الليل والنهار .