أخبار عاجلة

قلق المستقبل لدى أمهات أطفال طيف التوحد

قلق المستقبل لدى أمهات أطفال طيف التوحد

بقلم الدكتورة:لبني أبوزيد

اكتشاف إعاقة طفل في الأسرة تبدو مرحلة حاسمة تؤدي لتغير جذري في المسار النفسي والاجتماعي والسلوكي للأسرة عامة وللأم خاصة حيث إن الاكتشاف يضع الوالدين والأم خصوصًا أمام واقع ضاغط وقلق المستقبل، سواء كانت الإعاقة جسدية أو إعاقة حركية أو حسية ،أو أعاقة عقلية ، ويكون مصابًا باضطراب من الاضطرابات النمائية الارتقائية كالتوحد الذي يعد من أكثر الاضطرابات خطورة وتعقيدًا إذ يتسم الطفل المصاب به بالانعزال عن الاخرين وقطع الصلة بهم .
وباعتبار التوحد عجز واضطراب في النمو ، فإن هذا يجعل الطفل في تبعية للأم وذلك لعدم قدرته علي تحقيق حاجاته ورغباته بمفرده ، فهو غير قادر علي تحمل مسؤولية نفسه، وهذا ما يدفع للاهتمام أكثر بهذا الاضطراب نظرًا لتأثيره علي الطفل الذي ينطوي وينسحب من المجتمع، وكذلك لأثره علي العائلة وخاصة الوالدين حيث غالبًا ماتكون الصدمة أول ردفعل لهم يليها عدم التقبل والغضب والاعتقاد بأن توحدية ابنهم ناتجة عن خطأ شخص ما، ويستسلمون للهم والغم والشعور بالاكتئاب والاحباط وكلها ردود فعل طبيعية تتكرر لدي الاباء .
يعاني الوالدان من قلق المستقبل وبعض الضغوط المتعلقة بوجود طفل ذي اضطراب طيف التوحد ومنها ضغوط متعلقة بالمشكلات المعرفية للطفل المعوق ، وتتضمن توتر الوالدين بسبب صعوبة الفهم والانتباه ، ونقصان الدافعية لدي طفلهم ذوي اضطراب طيف التوحد، ضغوط متعلقة بمشكلات الأداء السلوكي للطفل، وهي السلوكيات النمطية واضطرابات النمو واضطرابات الأكل لدي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، ضغوط متعلقة بتحمل اعباء الطفل المادية،, ضغوط متعلقة بالمشكلات الأسرية والاجتماعية، حيث تسوء العلاقات بين الوالدين وبعضهما البعض بسبب الاعباء الملقاة علي عاتقهما، ضغوط نفسية متعلقة بالأسرة : حيث تعاني أم طفل اضطراب طيف التوحد الاكتئاب؛ نتيجة القصور في التفاعل مع الطفل، بالإضافةإلى سيطرة الأفكار السلبية بأنها غير قادرة علي تلبية احتياجات طفلها ومحاولة تجنب التغير أو إنهاء الأفكار أو المشاعر أو الذكريات غير المرغوبة المرتبطة بوجود طفل اضطراب طيف التوحد داخل الأسرة.
ويعرف قلق المستقبل بأنه هو حالة من التوتر وعدم الاطمئنان والخوف من التغيرات غير المرغوبة فى المستقبل ، وفى الحالة القصوى لقلق المستقبل فإنه يكون تهديدًا بأن هناك شيئًا ما غير حقيقى سوف يحدث للشخص.
والتفكير فى المستقبل سمة بشرية ظهرت مع الانسان منذ القدم وذلك نتيجة للمشاكل والازمات المادية والاجتماعية التى تمر بها الفرد خاصة لدى امهات ذوى الاعاقة
وأكدت معظم النظريات المفسرة للقلق أن للبيئة التي يعيش فيها الفرد دورًا مهمًا في حدوث القلق ، وبخاصة إذا ما كانت تحتوي على عوامل التهديد والإحباط والتناقضات ، وقلة فرص تحقيق الذات ، وكثرة الضغوط النفسية والشدة وإنهيار العلاقات الاجتماعية والقيم وغيرها من مسببات الاضطرابات النفسية ، حيث يعتري الفرد التوتر والتوجس والخوف وتوقع الفشل والإحساس بالنقص حينما يسعى لتحقيق ذاته وآماله وطموحاته المستقبلية خاصة اذا كانت الام لديها أبن معاق فالقلق سيصبح مضاعف
كما يعزز ذلك الأفكار الخاطئة واللاعقلانية لدي الفرد ، والتي تجعله يؤول الواقع من حوله وكذلك المواقف والأحداث بشكل خاطئ ، مما يدفعه إلى حالة من الخوف والقلق الهائم الذي يفقده السيطرة على مشاعره ، وعلى أفكاره العقلانية والواقعية ومن ثم عدم الأمن والاستقرار ويظهر هذا القلق المستقبلي بشكل أكثر ريبة لدى أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة.

شاهد أيضاً

“السرطان الذي يأكل الكيان الوطني” بقلم شيما فتحي

_الفساد هو استغلال السلطة أو المنصب لتحقيق مكاسب شخصية أو مالية، ويشمل مختلف الأنشطة التي …