في العزلة تنهال المنهال 

في العزلة تنهال المنهال 

كتب سمير ألحيان إبن الحسين 

 

__ هدا للمثقفين وللأدباء والمفكرين فقط : 

في العزلة تتوارد الأفكار وينفجر الشلال وتشرق شمس المعارف ويفيض السيل وتنهال لذة المعرفة و تصبح انت في قلب العالم ويصبح العالم في قلب إنشغالاتك بماذا وكيف بالعلم والمعرفة القوتان اللتان تمكنان المثقف والكاتب من إختراق الأفاق والحدود الوهمية المرسومة والمفروضة فالكتاب والمثقف والأديب يصبح بالفكر وبالكتاب ومع الكتاب في سفر كوني لا حدود ولانطاق له فالكتاب يمكنك من الهيام والسفر والتجوال في ربوع الكون من الشرق إلي الغرب ومن الشمال إلي الجنوب وانت جالس في مكانك دون حركة فلا تضن أن المثقف والمفكر والأديب المنكفأ علي داته معتزل لا فانت ربما هو المعتزل والمتقوقع الموضوع في الشرنقة وفي الحلقة المفرغة التي يصعب عليك الإنعتاق والإنفكاك منها مالم تبحر في بحار العلم والمعرفة الفسيحة التي لاساحل ولاحدود لها عندها تنعتق وتتحرر من ربقة الجهل والتجهيل المحيط بك فأنا اشفق علي المثقفين وعلي العلماء لمادا لأنهم تتكون وتتشكل لديهم بمقتضي هدا الواقع والحال مايعرف :

 بمأساة من يرى ما لا يراه الآخرون “بين البصيرة والعزلة”

 

ففي حياة البشر، هناك من يعيشون على السطح، يمرون على الأشياء مرور العابرين، وهناك من يغوصون في العمق، يلتقطون إشارات خفية ويشعرون بذبذبات لا يلحظها الآخرون. هؤلاء، غالبًا، يدفعون ثمن بصيرتهم غاليًا.

فالذي يرى الخيوط الخفية التي تحرك الواقع، دون أن يملك البرهان الملموس، سرعان ما يُتهم بالهوس أو “نظرية المؤامرة”. المجتمع يميل بطبعه إلى رفض ما يزعزع استقراره الفكري، حتى وإن كان ذلك الاستقرار مبنيًّا على الوهم.

فالأدب والفلسفة حافلان بأمثلة على هاته المأساة. جاليليو جاليلي حين قال إن الأرض تدور حول الشمس، لم يكن يملك إلا تلسكوبه وإيمانه بعقله، ومع ذلك إتهم بالكفر ووُضع تحت الإقامة الجبرية. وفي مسرحية “هاملت” لشكسبير، كان الأمير الوحيد الذي يشك في الحقيقة وراء مقتل أبيه، لكن الجميع ظنوا أن الجنون قد نال منه.

إن إدراك الحقيقة في غياب الدليل هو كامتلاك مفتاح لباب لا يراه أحد سواك؛ قد تكون على حق، لكنك وحيد، وتلك الوحدة قاسية.

وهنا يكمن التناقض: الحقيقة لا تحتاج إذنًا لتوجد، لكنها تحتاج برهانًا ليصدقك الناس. وحتى يأتي ذلك البرهان، يظل من يرى أكثر مما ينبغي غريبًا في وطن العميان.

فالوحدة ليست للجميع، بل للشجعان فقط.

فمن يتقن فنّها هو من يكتشف الحرية الحقيقية ويري بوضوح الأشياء أمامه .

أولئك الذين يسيرون وحدهم ليسوا وحيدين، بل مركزون.

لا يطاردون الرفقة، بل يجذبون السلام.

الضعفاء يبقون مع أيّ أحد فقط كي لا يواجهوا أنفسهم في العزلة،

أما الأقوياء فيفضّلون الصمت على الابتسامات الزائفة.

يحمون وقتهم كأنه كنز،

لأنهم يدركون أن طاقاتهم لا تُمنح لأيّ كان.

لا يبحثون عن التصفيق،

فموافقتهم تأتي من داخلهم لا من أفواه الآخرين.

يستغلّون وحدتهم ليعيدوا بناء ذواتهم، لينموا، وليتأملوا.

فبينما يسعى الناس خلف الملهيات،

يسعون هم خلف الإتقان والسيطرة على الذات.

هم يعلمون أن الوحدة لا تعني النقص،

بل تعني التحرّر.

وهنا تكمن الحقيقة الأعمق:

من يتعلّم السير وحيدًا،

يصبح لا يُمسّ،

لأن في العزلة تت

ذكّر الروح قوتها الأصيلة.

شاهد أيضاً

نجوم الفن والمجتمع يتألقون في حفل عيد ميلاد سيدة الأعمال ميرفت عطالله

نجوم الفن والمجتمع يتألقون في حفل عيد ميلاد سيدة الأعمال ميرفت عطالله كتبت: سميرة نوح  …

الفنان عماد زيادة يتألق في “ملتقى التميز والإبداع” ويقدم رسالة شكر مؤثرة لزوجته

الفنان عماد زيادة يتألق في “ملتقى التميز والإبداع” ويقدم رسالة شكر مؤثرة لزوجته كتبت: سميرة …