أخبار عاجلة

فن القصة في الأدب المصري 

فن القصة في الأدب المصري 
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر ٠
لقد عرف أدبنا العربي فنون و أغراض كثيرة بداية من الشعر و القصة و المسرحية و المقال و الخطابة في ضوء عملية الرصد و التقيم في ضوء النقد ٠٠
و من ثم نحاول أن نعرض ( القصة ) منذ زمن بعيدا كما فهمنا من قصص القرآن الكريم حيث قص علينا أحسن القصص ، و توالت عملية الإبداع الفني بكافة عناصره و أسلوبه في تكوين القصة بأنواعها قصة قصيرة و أقصوصة و قصة و رواية ، على حد سواء في تعبير و تصوير بين الواقع والخيال في التركيز على الحياة اليومية الذاتية و العامة لصدى المجتمع من خلال المتغيرات و التطورات السريعة في تشكيل فكر ووجدان الإنسان في ثنائية التفاعل ٠
فالفن القصصي سابق على الشعر ، و هذا من حيث الترتيب الزمني و الأهمية و الغرض ، و الفن القصصي ينقل و يضيف اكتساب المعارف و تكوين العواطف ٠٠
و تستغرق العملية الفنية القصصية إلى الجمع و التخزين للأحداث و الوقائع و التصور و التخيل و العاطفة و الانفعال ٠٠
في كل من الرواية و القصة ، و القصة القصيرة و الأقصوصة القصيرة و القصة الومضة ٠٠
من خلال المذاهب الفنية و الواقعية الحديثة و المذاهب الأخرى التي تواكب نوع القصة ٠
و يبدو لنا البناء القصصي على هذا الضوء ٠٠
الأحداث – الشخصيات – البيئة و الوسائط – الحبكة القصصية العقدة ٠
و هذا واضح في الرواية التاريخية و الخرافية و الواقعية ، كما طالعنا السير الشعبية و الملاحم و غيره ٠
مع التركيز على الحكاية الثقافية و الأفكار الفلسفية ووصف الظواهر الطبيعية و تفسيرها و القصص العامة٠
وقد تنوعت القصة داخل إطار بناء الشخصية حيث حرصت المؤلفات القصصية على عوامل مؤثرة داخل منظومة الإحساس الاستقلالي في تجسيد الرؤية بكافة ملامحها بمثابة مرايا نرى فيها المحاسن و المهاجن التي تفرز القيم من منظور تحليلي لتلك المراحل مع استعراض الأدوات في النسج القصصي بلا شك ٠
و كل هذا تمخضت هذه المحاولة لبناء الشخصية ورغبة في تحقيق الغاية من وراء الحدث كما تكشفه اللغة و الصورة و المشهد في معايشة المواقف هكذا ٠٠
و الفكرة تدور بين الحب و السلطة و الروابط المساعدة في عكس كل مرحلة من حياة الإنسان الذي لا يبعد كثيرا عن دائرة الناس في هذا التجمع ٠
و لذا تزدهر النزعة المهيمنة في خصائص القصة الفنية بين السرد و الايحاء و الرمزية و الواقعية ٠٠
و عندما نعود إلى فن الرواية المصرية بأنواعها المتعارف عليها من رواية عاطفية رومانسية ، الرواية البوليسية ، الرواية التاريخية ، الرواية السياسية ، الرواية الوطنية ، الرواية الواقعية ، و أنواع أخرى من الرواية ٠٠
الرواية أطول من القصة القصيرة ٠
والقصة القصيرة من صفحة إلى ثلاث صفحات ، و القصة من خمسين صفحة فما فوقها ١٢٠ صفحة ، و الرواية تربو على ٢٠٠ المئتين صفحة بل و تزيد كثيرا ٠٠
كما تحتوي الرواية على حبكة أكثر تعقيدًا من القصة القصيرة.
قد تكون الرواية أقل تركيزًا من القصة القصيرة.
عدد الشخصيات والموضوعات في الرواية أكبر مقارنة بالقصة القصيرة.
و من أشهر كتاب الرواية في مصر :
دكتور محمد حسين هيكل رواية ( زينب ) و د٠ طه حسين و العقاد و المازني و نجيب محفوظ و إحسان عبد القدوس و محمد عبد الحليم عبد الله و صنع الله إبراهيم و يوسف القعيد و أسامة أنور عكاشة و موسى صبري ، و لويس عوض و محمد قنديل المنسي ٠٠
و رضوى عاشور و نوال السعداوي ، سلوى بكر و عنايات الزيات و نعمات البحيري و إحسان كمال و غيرهم كثيرون ٠
و قد أبدع في فن القصة القصيرة المصرية بعض الرواد مثل :
محمد حسين هيكل محمود تيمور، و طاهر لاشين وتوفيق الحكيم، يوسف إدريس وحسين فوزي و نجيب محفوظ و يحيى حقي و جار النبي الحلو ، وغيرهم كثيرون أيضا ٠
وممن أثروا القصص بأشكاله في كافة مجالات الحياة يحملون تلك الرسالة كما حملها الشعراء في فن الشعر الذي كان الأول ثم زاحمته القصة بمكوناتها٠
و القصة تتناول شتى الحياة في مصر و تصورها ، و مدى تأثرها بالمحيط العربي و الأجنبي في السرد تفاعلا ٠
و الفن القصصي مثل سائر أجناس الأدب الأُخرى و يتطلّب الدّقة اللغوية والفنيّة والاشتراطات الجمالية والحس النقدي الذاتي و معايشة التجارب و الاستفادة من التخصص العلمي مع مراعاة الدّقة النظرية والتطبيقية في تناول قضايا المجتمع من منظور اجتماعي و تراثي و تاريخي و ديني و اقتصادي و سياسي مع تطور اتجاهات حركة الحياة ٠٠
و قد تحولت هذه القصص و الروايات إلى مسلسلات و أفلام تم عرضها بجانب طبعها و شكلت هوية و شخصية المجتمع المصري بل العربي و الشرقي و اندمج معها القارىء ٠٠
فحملت لغة رصينة أقرب إلى الشعر المنثور و صور و تعبيرات و إيقاعات و ابداعات تنم عن الهدف الأسمى من وراء عملية الإبداع الأدبي و الفني في تذوق و نقد جمالي فلسفي تحليلي يكشف خلاصة المعادلة القصصية للفن و للمجتمع معا دائما ٠

شاهد أيضاً

رثاء أمل

رثاء أمل ………. تعانق الروح السماء ويفقد الأمل العبير ويرفض القمر البقاء ويرحل مرتاح الضمير …