غول اسمه جشع التجار
بقلم
ممدوح عكاشة
نعيش هذه الأيام فى زمن الكل يتاجر على المواطن، نعيش زمن لم نكن نحلم به فى يوم من الأيام، طاحونة غلاء فاحش يؤدى إلى هلاك لرب الأسرة وللاسرة نفسها حيث يحتاج رب الأسرة إلى اكثر من عمل اضافى على عمله الاساسى حتى يستطيع ان يلبى احتياجات اسرته من مأكل فقط .
هل كان أحد يتصور أن يأتى يوم لكى يقوم بطهى وجبة غداء تكفى اسرة مكونة من خمسة أفراد تتكلف الف جنيه وجبة عادية تتكون من خضار وارز وصنف من اللحوم اناء يكفى وجبه لمرة واحده الف جنيه، كم الف جنيه فى مرتب الموظف لكى يستطيع ان يأكل اربع وجبات مثل هذه الوجبة البسيطة .
وعند احتساب وجبات الإفطار يوميا اليوم الواحد يتكلف فطور وعشاء مبلغ مائة جنيه على الاقل باجمالى فى الشهر ثلاثة آلاف جنيه، من أين يأتى الموظف ويوفر مبلغ سبعة آلاف جنيه لتوفير المأكل فقط لاسرته .
ناهيك اذا مرض احد افراد اسرته لن يستطيع الموظف علاج مريضه مع ارتفاع أجر الأطباء والارتفاع الجنونى لأسعار الدواء غير أن هناك أدوية قد اختفت لعدم وجود سيولة دولارية لاستيراد الدواء او المادة الخام لتصنيع الدواء المحلى .
كل يوم فى سعر مختلف عن اليوم السابق وذلك لجشع التجار بحجة ارتفاع الدولار وارتفاع ثمن الدولار سببه هنا عدم قدرة الحكومة على تحجيم السعر فى السوق السوداء وعدم توفير العملة الصعبة لدى البنوك وبذلك سهلت مأمورية ارتفاع الاسعار خطة محكمة لتضييق الخناق على المواطن .
هناك من يقرأ مقالى هذا ويقوم بنقدى نقدا لازعا بأن ارتفاع الاسعار فى العالم كله، وهنا يكون ردى بأن ارتفاع الاسعار فى الدول الأخرى يقابله دخل يتناسب مع ارتفاع الاسعار، أما هنا فى مصر المواطن أقل دخل فى العالم لايتناسب نهائيا مع ارتفاع الاسعار الجنونى سواء من قبل التجار أو من قبل الحكومة نفسها .
لابد من وقفه واذا كانت الحكومة لاتستطيع مجاراة رجال الأعمال فعليها التنحى وترك مكانها لمن يستطيع محاربة هذه الاسعار الجنونيه . واختيار أناس لديهم فكر اقتصادي يخرجنا من هذا المأذق وإنهاء حالة فرض الضرائب الباهظة على الشعب الطيب