الإسم/أد عادل خلف عبدالعزيز القليعي،
الوظيفة أستاذ دكتور
جهة العمل، جامعة حلوان كلية الآداب قسم الفلسفة، مصر.
كاتب ومفكر إسلامي
التخصص الدقيق الفلسفة الإسلامية ومقارنة الأديان.
مقال بعنوان: عام جديد علي أعمالنا شهيد.
بقلم عادل القليعي أستاذ الفلسفة الإسلامية بآداب حلوان.
لقد أظلنا عام جديد وعلي عملنا شهيد، فكم أعوام مضت من أعمارنا لاندري ما الله قاض فيها، قضيناه بخيرها وشرها، حلوها ومرها، أفراحها وأتراحها، حققنا فيها نجاحات كثيرة، وأخفقنا إخفاقات كبيرة أيضا، وتلك سنة الله في خلقه، “سنة الله في الذين خلو من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا”
هذه هي الدنيا بمتغيراتها ومتناقضاتها، فلا تثبت علي حال، فدوام الحال من المحال.”لكيلا تأسوا علي ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم”
فمن حقق نجاحا فليحمد الله تعالي علي أن هداه لهذا ولولا إياه ما تحقق له شيئ ولا يغتر بما وصل إليه ولا يقول اجتهدت وبفضل اجتهادي وصلت، لا قل الحمدلله الذي هيئ لي أسباب التوفيق، ولا تقل إنما أوتيته علي علم عندي، بل تشكر الواهب الوهاب الذي وهبك القدرة علي إكمال مسيرتك.
ومن أخفق فلا ييأس، فاليأس خيانة لله وللرسول وقنوط من رحمة الله تعالي”إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون”.
وعليه أن يفتش ويبحث عن أسباب الإخفاق هذه ويصلحها ويصلح خللها وليشمر ساعد الجد ليبني فهذه ليست نهاية المطاف، وانما هي اختبارات من الله تعالي لنا”ليميز الخبيث من الطيب”، ليميز الصابر من الجازع القانط، فلا يأس أبدا، ولنا في أنبياء الله جميعا المثل الأعلى والقدوة هل استسلموا، هل توقفوا، هل بلغوا الرسالة وأوصلوها إلينا بسهولة، لا والله كافحوا وجدوا وأتاهم الفرج والنصر، هل الصحابة فتحوا الدنيا وبنوا الامبراطوريه الإسلامية بسهولة، لا شمروا سواعد الجد وخاضوا المعارك والحروب الطويلة وهزموا وانتصروا، فلا نصر علي الدوام حتي لا يصيبنا الاريحية والعجب والغرور، ولا حزن علي الدوام حتي لا نصاب بالأمراض العضوية والنفسية، وانما يوما كذا، وآخر كذلك لأنها طبيعة حياتنا التي نحياها.
سيداتي وسادتي، كيف نستعد لاستقبال عام جديد نسأل الله العلي القدير أن يأتينا بالخير والسلام والسكينة والطمأنينة، وأن يدحر هذا الوباء الذي هاجم كوكبنا بكل شراسة، وأن يوفق علمائنا للتوصل إلي علاج ناجح، يخففوا به آلام من ضربهم هذا الوباء، كما أسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمورنا وقادتنا إلي ما فيه خير البلاد وإسعاد العباد، كما أسأله الهداية والرشاد للجميع كل في موقعه ومكانه ويهيئ لهم رفقاء الخير وأصدقاء يعينوهم علي أداء مهامهم علي الوجه الذي يرضي خالقهم عنهم.
لذا لابد أن نستعد استعدادا يليق بأمة كرمها الله تعالي من فوق سبع سموات، “كنتم خير أمة أخرجت للناس”أمة جمعت بين جنباتها كل الأديان وختمها الله تعالي بالدين الخاتم، دين القيمة، دين الإسلام، الذي أتم الله به الأمر فكيف يكون الإستعداد لاستقبال عام جديد من أيام الله تعالى؟!
1-المحاسبة، بمعني محاسبة النفس، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، من الآن أيها الأحبة وبعد أن انشر هذا الرجاء لماذا؟ لأن الآن عمل دون حساب وغدا حساب دون عمل. فلا تضعون رؤوسكم علي وسائدكم إلا وأنتم حاسبتم أنفسكم ماذا فعلتم، ماذا قدمتم، هل قدمت ما يرضي الله عنكم، أم لا زلتم مقصرين، ليس عيبا أن نكون مقصرين أو حتي مخطئين، المهم ألا نتمادي في الخطأ ونقلع عنه ونحاول إصلاحه وسد خلله.2-المصالحة القائمة علي الشفافية والمصارحة وأنه إذا أردنا مصالحة حقيقية لابد أن نتصالح مع أنفسنا أولا لانه إذا حدثت هذه المصالحة مع الذات سيتحقق الصدق واليقين.
ثم نتصالح مع الآخرين فمن كان علي خصومة مع أحد فليبادر هو بالصلح وأعلم أن ستكون ثقيلة لكن الذي يثقلها نفسك، فأدب نفسك التي هي ألد أعدائك وخذ الخطوة وأبدا بالسلام فخيرهما الذي يبدأ بالسلام.
3-طرح الأثرة(الأنا _الأنانية) لأننا كثير ما نتهم بالأنانية ومن ثم لابد أن خطوة الخطوة الأولي ونسير ناحية الإيثار أن نؤثر مصلحة المجموع التي من خلالها تستقيم الأمور فالايثار فيه صلاح العباد وفلاح البلاد فلا يتهمن بعضنا البعض بالانانية، ولنجعل النبي وصاحبته قادة لنا ولنجعل من قبلهما القرآن الكريم لنا هاديا”ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة”
4-الاحسان، والله تعالى يحب المحسنين فلتجعلوا أيامكم كلها إحسان بكل وجوهه
الإحسان إلي آباءنا وأمهاتنا باكرامهم أحياء (بارك الله في أعمارهم) واكرامهم أموات عن طريق الدعاء لهما وبر من كانوا يبرونهم، كذلك الإحسان إلي أهل بيتك، وجيرانك دون تفرقة طائفية، وأن نتحسس جيراننا الفقراء لتحقيق التكافل الاجتماعي ووجوه الإحسان كثيرة. 5-صلة الأرحام فيا من تقطعون أرحامكم ها هي فرصتكم فبادورا بوصلها حتي تفتح لنا أبواب الجنان ويرضي عنا ربنا.
6-الإكثار من الصدقات خصوصا في أيامنا هذه وما يمر به الكثير من ضيق العيش فهيا نمد أيدينا لعل الله يتقبلنا وندخل تحت قوله تعالي:(ان الله يجزي المتصدقين) هذا فيض من فيوضات الرحمن، جاد بها علي عبده الفقير فارجوا أن تقبلوها بصدور رحبة، فالغرض منها الإفادة، فلابد أن نذكر بعضنا البعض، خصوصا ونحن مقدمون علي عام جديد، ولا مندوحة أن نهنئ بعضنا البعض، فهذا من باب الاجتماعات التي تدخل البهجة والسرور علي القلوب والنفوس قبل الوجوه، فما الضير أن نقول لبعضنا البعض كل عام وأنتم بخير، ولا أحد يزايد علينا، لأننا نعلم ديننا بفضل الله تعالي جيدا، ونعلم مشروعية العيدين الفطر والأضحي، لكنها مناسبات ندخل بها البهجة والسعادة والسرور علي من نحب.