فريد نجيب
تنامت مؤخراً بين أوساط المعلمين ظاهرة انتقال المعلم من صفوف التعليم مهنة الأنبياء الي مهنة جديدة مهنة يمارس فيها أعمال إدارية، تلاحظ أن غالبية المحولين من مهنة التعليم الي مهنة إدارية يلجأون الى هذه الحيلة هروباً من المسئوليات التي يتحملها المعلم، بسبب شعور الكثير منهم بالملل، حيث أصبحوا ينظرون إلى اليوم الدراسي على أنه يوم رتيب، وثقيل، وممل، ولا تجديد فيه، ويرون أن بعض هذه الحالات قد يكون لهم ظروف صحية تستحق الانتقال الى الوظائف الإدارية ولكن الغالبية منهم يتحايل للهروب من معاناة رسالة التدريس ومشقة العمل فيها .
وكان نتائج تلك الظاهرة ومدى تأثيرها على العملية التعليمية وجود عجز كبير في المعلمين يصل إلى أكثر من 250 ألف معلم وفق تصريحات المسئولين بالتعليم.
وقد رأينا ان الدافع الحقيقي وراء هروب المعلم من مهنة التدريس الي مهنة إدارية ربما يكون أن المعلم يعاني ضغوطاً كثيرة وتغيرات اخلاقية في سلوك الطالب، جعلت المعلم لم يشعر بقيمة المعلم ولم يعد شعر أحمد شوقي عن المدرس القائل «قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا… كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا»،
أصبح هذا البيت خبر كان، فالمعلم لا يحظى بالمستوى المطلوب من التقدير والاحترام، وخصوصاً من قبل بعض الطلبة، مما أصبح الأجواء المدرسية غير جازبة جعلت المعلم يفقد التحفيز على وإستمراره في مهنة التدريس يضطر للفرار من مهنة التدريس، الي مهنة إدارية.
ننتظر من وزارة التربية والتعليم مراجعة ملفات المعلمون الذين تحولوا من مهنة التدريس الي مهنة إدارية فإذا كانت الأسباب صحية يحق له الاعفاء من مهنة التدريس ويحول الي وظيفة إدارية أما غير ذلك فيعود فورا الي حقل التدريس يمارس مهنته الحقيقية وهي التدريس “مهنة الأنبياء” لسد فجوة العجز في المعلم.