شذرات لغوية /
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر
———————-
((( اعراب و معنى أية ٠٠ !! )))
قال تعالى :
” فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” ٠
( سورة الأنعام، الآية: ٤٣ )
٠٠٠٠٠٠٠٠
عزيزي الصديق الكريم ٠٠
عندما نطوف مع آي الذكر الحكيم و نتوقف حول إعراب بعض الكلمات يسهل علينا الفهم لمعاني المفردات ضبطا ووظيفة تفاديا لتفشي اللحن نطقا و كتابة و تتضح لنا ماهية و مقاصد الأحكام هكذا ٠٠٠ !!٠
* أولاً الإعراب:
=========
الفاء : عاطفة (لولا) حرف توبيخ وندامة ٠
(إذ) ظرف للزمن الماضي مبني في محلّ نصب متعلق ب (تضرعوا)، (جاء) فعل ماض و(هم) ضمير مفعول به (بأسنا) فاعل مرفوع، ومضاف إليه (تضرعوا) فعل ماض مبني على الضم… والواو فاعل الواو عاطفة (لكن) حرف استدراك (قست) فعل ماض… والتاء للتأنيث (قلوب) فاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (زيّن) مثل جاء اللام حرف جر و(هم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (زيّن)، (الشيطان) فاعل مرفوع (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به، (كانوا) فعل ماض ناقص مبني على الضم… والواو ضمير في محلّ رفع اسم كان (يعملون) مضارع مرفوع… والواو فاعل.
جملة (جاءهم بأسنا) في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة (تضرّعوا) لا محلّ لا استئناف بياني.
وجملة (قست قلوبهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة تضرّعوا.
وجملة (زيّن… الشيطان) لا محلّ لها معطوفة على جملة قست قلوبهم.
وجملة (كانوا يعملون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة (يعملون) في محلّ نصب خبر كانوا.
*ثانياً المعنى الإجمالي:
—————————-
فقد جاء المعنى العام في تفسير ( الوسيط ) لفضيلة المرحوم شيخ الأزهر الشريف د ٠ محمد سيد طنطاوي وهو أفضل التفاسير في العصر الحديث :
قالى تعالى :
” فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” ٠
ولقد بين- سبحانه- بعد ذلك. أن تلك الأمم لم تعتبر بما أصابها من شدائد فقال:
فَلَوْلا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا، وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ، وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ.
ولولا هنا للنفي، أى أنهم ما خشعوا ولا تضرعوا وقت أن جاءهم بأسنا.
وقيل إنها للحث والتحضيض بمعنى هلا، أى: فهلا تضرعوا تائبين إلينا وقت أن جاءهم بأسنا.
وقد اختار صاحب الكشاف أنها للنفي فقال: فَلَوْلا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا معناه:
نفى التضرع، كأنه قيل. فلم يتضرعوا إذ جاءهم بأسنا ولكنه جاء بلولا ليفيد أنه لم يكن لهم عذر في ترك التضرع إلا عنادهم وقسوة قلوبهم وإعجابهم بأعمالهم التي زينها الشيطان لهم» .
ثم بين- سبحانه- أن أمرين حالا بينهم وبين التوبة والتضرع عند نزول الشدائد بهم.
أما الأمر الأول:
فهو قسوة قلوبهم، وقد عبر- سبحانه- عن هذا الأمر الأول بقوله:
وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ أى: غلظت وجمدت وصارت كالحجارة أو أشد قسوة.
وأما الأمر الثاني:
فهو تزيين الشيطان لهم أعمالهم السيئة، بأن يوحى إليهم بأن ما هم عليه من كفر وشرك وعصيان هو عين الصواب، وأن ما أتاهم به أنبياؤهم ليس خيرا لأنه يتنافى مع ما كان عليه آباؤهم.
هذان هما الأمران اللذان حالا بينهم وبين التضرع إلى الله والتوبة إليه.
كانت هذه شذرات لغوية تأملية في بعض آي القرآن الكريم من خلال الإعراب و التفسير العام للمفردات في تناسق بياني لإدراك المقاصد من وراء هذا الطرح المستنير كي تعم الفائدة و على الله قصد السبيل ٠