سطورٌ على ورق الروح
رائد سويدان
سوريا
صباحك نفحٌ كعطر التراب
من بعد جدب أتاه المطر
صباحك نور يشق الظلام
من بعد ليل كفيف البصر
صباحك ورد تندى بحرفي
وعشب طري بسطري استقر
وزهر البراري وبوح الكناري
يغازلن طيفك إن هو مر
على وقع نبضكِ هفَّ الشعور
كذا والمعاني تقفو الأثر
وشِعرٌ تهادى بلون الأقاح
يحاكي الصباح ليجني الصور
فضج الحنين لصمتي نَهَر
وساق الأماني كماء النَّهَر
وشوق تعالى بثغر الجراح
يروم الوصال ليجلو الخطر
فليتك تاتي رويداً رويداً
كنغمة ناي يطوف السحَر
وليتك تأتي كحب الندى
على خد وردي يرشُّ الدرر
تعالي لبردي كشمس الصباح
على عتم قلبٍ كليل النظر
ليومض من جمرتيك احمرارا
ومن كرم خديك يجني الثَّمر
ُأُنِير بملقى المحيَّا سراجي
وأشعل من شفتيك القمر
فإني جليد بِبُعدكِ عني
وحين أتيتِ فكلِّي استعر
فانت لأرضي غَيَاثٌ و قطرٌ
ودونك حقاً فؤادي انفطر
ينابيع شعري بدونك جفَّت
وأهرقت حبري ، يراعي انكسر
فإذ ما خطَرتِ بِكِبْدِ سمائي
فارت مياهي و مزني انهمر
اتوق لوجن يضج ضياء
أسيل جميل كروض الزَّهَر
أتوق لوجن يثير اشتهائي
ويجلو همومي لقلبي يُسِر
رقيق أنيق كأوراق آسٍ
وجوري حقلي لديه انتحر
وقطعة شهد بكأسٍ مصفى
تسيل برفق شفاه الثغر
فاخفي إنثمالي لأكمل دربي
أوشوش عقدا يلف النحر
عددتُ الأماني فجاءت فرادى
ولكن بوحي الكثير اختصر
قبضت الأكف على راحتيك
ولفَّك قلبي عليك اعتصر
تكحلت فيك ومرغت هدبي
فكنتِ لعيني. جلاء البصر
سكنتِ العيون وأطبقتُ جفني
لأخفيك عن كل شرِّ البشر
أغارُ وأخشى لأن يحسدوك
فرتلت فيكِ قصار السور
كتبتك ذكرى بماء عيوني
بأوراق روحي رسمت الفكر
وأرسلت طيري يشدوك لحنا
فجنَّ الربيع و حنَّ الشجر
وأطلقت فيك حروفا بنور
فطالت نجوما وحطت قمر
سلامٌ على من يغيب فيبقى
بذكراه قلبي يخط العبر
وألف سلام على من لروحي
يرد السكينة إذ ما حضر
الشاعر
رائد سويدان
سوريا
ٱلنٌےـفُےـمِےـ ٱلحًےـٱئر