أخبار عاجلة

سر البطاقة الشخصية ****************** بقلم السيناريست/ عماد يوسف النشار عضو اتحاد كتاب مصر

سر البطاقة الشخصية
******************
بقلم السيناريست/ عماد يوسف النشار
عضو اتحاد كتاب مصر
يحرص الجميع على إخفاء بيانات بطاقاتهم الشخصية عن عيون الجميع بما فيهم المقربون من الأسرة والأصدقاء ، ولا يتم إبرازاها والتعامل بها إلا في أضيق الحدود ومتى تطلب الأمر لذلك، وإذا فُقدت البطاقة نهرع لتحرير محضر إثبات حالة ،خشية أن يتم إستغلال بياناتنا شر إستغلال ، مما يترتب عليه وقوع ضحية هذا الأمر في بعض المشاكل التي ربما تصل لجرائم يعاقب عليها القانون ، والواقع حولنا فيه مايكفي من القصص المأسوية التي تكفي لكتابة مجلدات تنوء عن حملها ادابير أقسام الشرطة والمحاكم ، بحكايات عن إثبات نسب طفل لأب مسافر أو متوفى أو يعاني من العقم ، وزواج وطلاق، إلى شيكات وإيصالات أمانة وعمليات بيع وشراء وهمية، وميراث ومخالفات زجت بضحاياها خلف أسوار السجون ،ناهيك عن جملة الفضائح والتشهير التي تظل تطارد الضحية وعائلته حتى بعد مماته ، وحتى لو تم تبرئته بعد إثبات الغش والتدليس الواقع عليه ، كل هذا من أجل مجرد بطاقة شخصية لاتحوي سوى بيانات عادية وصورة شخصية الكل يتندر عليها ويتوارى منها خجلًا لردائة منظرها ، وعلى العكس من كل هذا الحرص الشديد على بطاقتنا الشخصية ، يقوم الكثير بنشر وإلقاء ادق خصوصيات حياتهم على قارعة صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل وتركها عُرضة لكل من هب ودب ، صور ومشاعر ويوميات تحمل مشاكل ومواقف أسرية ومجتمعية مكانها خلف الجدران كما عهدنا والتي هي أيصًا كنا لانأمن تجسسها لأن لها آذان ، تاركين الساحة بأمان مطلق يصل حد الإهمال والسذاجة لكل المتابعين يعلقوا كيفما يشاءوا ، فرحين بما أتاهم من لايكات وتعليقات من أقارب وغرباء يخوضوا في تفاصيل حياتهم الخاصة بداعي الصداقة ”الإفتراضية“ ليحددوا مصائرهم بحجة النصيحة ، وكلًا حسب هواه، وكثيرًا مايصل للخوض في الأعراض ، وهذا ماتكون نتيجته الحتمية التطور السريع والتشجيع للتسلل من نافذة الماسينجر لزوم ”الطبطبة“ والإحتواء، رغم لافتة الخاص ممنوع والتي تبدو كإشارة مرور نتبارى دائمًا في كسرها،( وكله بيعدي)، دون اعتبار ولا عظة من سيل الحوادث والجرائم المنهمرة على رؤسنا جراء هذه الفوضى الالكترونية العاتية، والتي أغلبها تمس الشرف ويتعلق ضحاياها على مذبح التريند مابين شهيد ومذنب لنطلق العنان لأنفسنا التي ترجوا رحمة الله ، للحكم عليهم بالجنة أو النار ، كيف لعاقل أن يحرص كل الحرص على سرية بيانات بطاقته الشخصية، بينما يفتح أبواب حياته الخاصة على مصراعيها لتقتلعها رياح السموم الإلكترونية ؟!

شاهد أيضاً

“السرطان الذي يأكل الكيان الوطني” بقلم شيما فتحي

_الفساد هو استغلال السلطة أو المنصب لتحقيق مكاسب شخصية أو مالية، ويشمل مختلف الأنشطة التي …