أخبار عاجلة

سد يوم القيامة يهدد بفناء مصر والسودان

 

بقلم / دكتور محمد ربيع

على الرغم من استبعاد فرضية قصف سد النهضة الاثيوبى من قبل مصر، إلا أن هناك إحتمالية بل حتمية انهياره تلقائيا و لو بنسبة ١ فى المليون وذلك لأسباب طبيعية اهمها:

بناء السد تم على بالهضبة الإثيوبية التى يقسمها أكبر فالق على سطح الأرض إلى نصفين، وهو الأخدود الأفريقي العظيم الذي قد يسبب وجود جبال بركانية ونشاط زلزالي يعد الأكبر في القارة الأفريقية

توجد في إثيوبيا انحدارات شديدة تبدأ من ٥ اَلاف متر من سطح البحر إلى ٥٠٠ متر، ما يسبب سرعة جريان مياه الأمطار وفيضانات شديدة تهدد أي مشروع مائي.

هناك سيناريوهات عدة لانهياره كل منها له نتائجه المختلفة ومن تلك السيناريوهات افتراضية انهياره بعد اكتمال أعمال البناء ،اوانهياره بعد الملء الاول ب ٥ مليار متر مكعب ، أو انهياره بعد اكتمال عمليات الملء وتخزين ٧٤ مليار متر مكعب من المياه أمامه.

والأخف ضرراً، هو انهيار السد و هو أمامه ٥ مليارات متر مكعب من المياه، ففي هذه الحالة سيتدفق مليار متر مكعب يوميا من المياه نحو السودان لمدة ٥ أيام، لكن تلك الكميات ستصطدم بالسدود السودانية في طريقها، وهو ما يماثل الفيضان الطبيعي الذي تتعرض له البلاد والذى يؤدى لانهيار بعض المنازل والزراعات”.

حجم الكوارث التى ستحل بانهياره تعتمد على :

موقع إقامته والتى تمت في نهاية النيل الأزرق في منطقة بني شنقول على بعد نحو ٢٠الى ٤٠ كم من الحدود السودانية ، “مما يمثل خطورة كبيرة، إذ يمكنه إغراق السودان بالكامل بعد انهيار سدودها المائية” وعدم تضرر أثيوبيا.

هل الانهيار سيحدث وقت الجفاف ام وقت الفيضانات ” إن كان بوقت الجفاف، فربما تم استيعاب مليارات الأمتار المكعبة من مياهه، أما أن حدث خلال مواسم الفيضان،  فالمشكلة ستكون وخيمة على السودان، حيث سيتدفق مليار متر من الأمطار الطبيعية والتي تهبط على بحيرة السد مع مليار متر من المياه المخزنة به لتصبح ٢ مليار تتجه نحو بحيرة الروصيرص والتى تبعد ١٥ كم من السد ، وتغذى سد الروصيرص والذي يحوى ما بين ٣إلى ٧ مليارات متر مكعب من المياه ، مما يؤدى لانهياره حتما، ثم تدفق المياه المخزنة أمامه نحو سد سنار الذى يحجز أمامه نحو مليار متر أيضا، وبالتالي سينهار هو الآخر لا محالة ، ومن ثم تواصل المياه طريقها لتدمر سد بوط بولاية النيل الأزرق ، والذى يبلغ طوله حوالي ٢كيلومتر، ويخزن حوالي ٥ ملايين متر مكعب على مساحة ٤ كيلومترات مربعة، بمتوسط عمق حوالي ١٢٥ مترا، كل هذه الكميات من المياه ستغرق السودان بالكامل، ” تسونامي مدمر”

كمية المياه المخزنة في السدالعالى، والذي يبعد ٢٠٠٠ كيلومتر عن سد الخراب… تقدر بنحو ١٤٠ مليار متر مكعب من المياه ففي حالة حدث الانهيار بعد تخزين وملء ٧٤ مليار متر مكعب من الماء في خزان سد الخراب وتدفقت المياه القادمة من التسونامي المدمر  فإنها ستصل لبحيرة السد العالى فى غضون ٦ أيام، وهذا يعطيها أفضلية وقتية في التعامل مع الخطر  مقارنة بالسودان التى ستكون قد  اغرقت وحينها نكون أمام سيناريوهين:

الاول…. تدفق نحو ٧٤ مليار متر مكعب من هضبة شمال أثيوبيا من ارتفاع ٤٠٠٠ متر فوق سطح البحر ؛ ليغرق السودان، ويجرف كل السدود لتكون كمية الماء في بحيرة ناصر حوالى  ٢٠٧ مليار متر مكعب سوف تقتلع السد العالي لتتحرك المياه بقوة دفع من ارتفاع ٧٦متر. قوة الضغط المائي سوف تجرف المدن والقرى والطرق والكباري علي ضفاف النهر بالإضافة إلي تدمير ٣٠٠ جزيرة بمجري النهر، وذلك علي امتداد مسافة طولها ١٥٣٦كم من الجنوب إلى الشمال حيث يسير النهر في اتجاهات متعددة. وتدمير الدلتا، وارتفاع الماء بين فرعي دمياط ورشيد، مابين ١٥ إلي ٢٠ متر، وفناء سكان الدلتا وغرق الفيوم عن بكرة أبيها لأنها تنخفض عن سطح البحر بنحو ٤٥ متر، وستغطي المياه بها مساحة ١٧٠٠ كم٢ بارتفاع يقترب من ٥٠ متر

الثانى…. يحوى السد العالى ٢٤ بوابة، بينها ١٢ بوابة بتوربينات و١٢ أخرى بدون توربينات، فإذا تم فتح كل هذه البوابات في وقت واحد امكن تمرير ما يقرب من مليار متر مكعب يوميا، الى جانب وجود قناة تحويل بجوار السد العالي لم تُستخدم حتى الآن، وأنه في حالة أن مفيض توشكى لم يستطع صرف كل المياه الزائدة فمن الممكن فتح القناة الجانبية.

ولكن يجب الأخذ فى الاعتبار وقت حدوث الانهيار، لأنه في حالة وجود جفاف مثل ما حدث في عام ١٩٨٨ في مصر، وتم سحب المياه من مخزون السد العالى، ففي هذه الحالة خزان السد قادر على استيعاب كمية المياه بالكامل اضافة لوجود قناة مفيض توشكى التي من الممكن أن تُستخدم وقت الخطر، من خلال تفريغ المياه صوب الصحراء المصرية بما يقرب من ربع مليار متر مكعب يوميا، و من الممكن توسعة هذا المفيض، ليكون بمقدوره تمرير مليار متر مكعب. كما ستفتح قناطر فارسكور في دمياط لتصريف المياه نحو المتوسط، لذلك سيكون الضرر خفيفا وقد يسفر عن خسائر بسيطة وغرق أراضي طرح النهر”.

اخيرا وليس آخرا ….سد الخراب بالنسبة لمصر والسودان هو سد يوم القيامة الذي يهدد بفناء السودان عن بكرة ابيها وتحويلها إلى بحيرة وربما مصر .

حمى الله مصر وشعبها .

شاهد أيضاً

“الكارثة التي هزت أمريكا” بقلم شيما فتحي 

  _ حريق لوس أنجلوس ” 7 يناير 2025 ” في منطقة كاليفورنيا الجنوبية، حريقًا …