رسالتي إلى كل أم
هل تربين ذكرا ام رجلا
كتب محمد خضر
هذا النوع من الرجال الذين نراهم اليوم في بعض البيوت لم يولدوا هكذا فجأة، بل تم “صناعتهم” داخل بيوت أمهات لم يدركن خطورة التربية الخاطئة. الأم التي تربي ابنها على الاتكالية والدلال المبالغ فيه، تربي في الحقيقة ذكرًا لا رجلاً.
هي تلك الأم التي تخدم ابنها في كل شيء حتى ما يجب أن يقوم به بنفسه، تبرر أخطاءه، لا تحمّله مسؤولية أي شيء، تربيه على أن الأنثى أقل منه في القدر والمكانة، تزرع فيه الأنانية وضعف الشخصية دون أن تشعر، تخاف عليه من التعب أكثر من خوفها عليه من الفشل الأخلاقي والسلوكي.
هذا الابن حين يكبر، يدخل الحياة الزوجية وهو يرى الزواج مجرد رحلة ترفيهية وليست مسؤولية. لا يدرك معنى التضحية ولا الالتزام ولا المشاركة، يعتقد أن الرجولة في الصوت العالي، وفي إعطاء الأوامر، وفي أن يكون فقط هو الآمر الناهي الذي ينفق المال وينسحب من كل شيء آخر.
أما الرجل الحقيقي الذي نحتاجه في بيوتنا ومجتمعنا، فهو الذي يفهم أن الرجولة أخلاق ومسؤولية قبل أن تكون مظهرًا أو قوة بدنية. هو الذي يحترم زوجته، يشاركها متاعب الحياة، يحتضن أبناءه ويربيهم على القيم، يشعر أن بيته أمانة في عنقه، وأنه القدوة الأولى والأخيرة في نظر أبنائه.
رسالتي لكل أم: لا تغرقي في دلال ابنك لدرجة أن تقتلي رجولته. ربّيه على أن يتعب ليصل، أن يعتمد على نفسه، أن يساعد في بيته، أن يحترم الأنثى، أن يكون سندًا لا عبئًا. ازرعي فيه قيمة الرجولة الحقيقية منذ صغره حتى يكون يومًا ما رجلاً يرفع رأسك ولا يكسر قلب زوجته ولا يخذل أبناءه.
ورسالة أخيرة لهذا الزوج المتخاذل: الزواج مسؤولية عظيمة أمام الله، وأبناؤك أمانة في عنقك، وزوجتك ليست خادمة لك بل شريكة عمر تتحمل معك الحياة بكل ظروفها. راجع نفسك، وقف مع ذاتك وقفة رجل حقيقي، لا تظن أن الرجولة بالإنفاق فقط، فحتى الحيوانات تنفق على صغارها، ولكن الرجولة الحقيقية في الحماية، في الاحتواء، في الرحمة، في الصبر، وفي أن تكون قائدًا بمعنى الكلمة لا مجرد ذكر بلا أثر.