ذكرياتى مع الموسيقار محمد سلطان
بقلم : عماد وديع
منذ ما يقرب من ثمانية اعوام اتصلت بالفنان الكبير محمد سلطان لكى استاذنه فى عمل حوار صحفى معه فكان يعتذر كل مرة لإنشغاله ويقول لى اتصل بعد اسبوع لنحدد ميعاد اخر للحوار واكون متفرغ له ولكنى كنت انشغل وانسى ولا اتصل
وعندما اتذكر اتصل به ثانية يكون منشغل ايضاً ويعيد طلبه بالاتصال به بعد اسبوع ولكنى كنت بنسى كالمعتاد وانشغل واتذكر بعد فترة واعود ويعتذرمثل كل مرة .
استمر الحال هكذا لاكثر من سنة وفى يوم بتصل كالمعتاد فاجئنى هذه المرة بتحديد ميعاد وفعلا ذهبت فى اليوم المحدد مع المصور وتم الحوار بشكل رائع وبعدها اصبحنا اصدقاء .
وكنت موضع ثقته وبزوره بانتظام وبنتكلم فى مواضيع كثيرة وياخد رأى وانا كنت بستشيرة فى امور كثيرة كما كان يخبرنى بأسرار كثيره لم يخبر احد بها من قبل.
وفى يوم كنت فى ضيافته وانا جالس تجمع حولى عدد كبير من القطط فكنت اقوم بتقبيلهم وإحتضانهم جميعا لانه كان من هواة تربية القطط ويمتلك عدد كبير منهم .
فبادرنى بسؤال تعرف ياعماد انا بثق بك وبحبك وعارف انك انسان نقى وطيب القلب ليه !!
الحقيقة تعثرت فى الاجابة على هذا السؤال فاجبت لا اعرف !!
فاجئنى وقال بسبب القطط التى كلما اتيت عندى تتجمع حوالك وهى مطمنة معك وترحب بك وتلعب معك واضاف انا بعرف طبيعة الناس اللى بتزورنى من خلال قططى لو التفت حولهم بعرف انهم ناس طيبة واذا نفرت منهم القطط بعرف انهم سيئون واحترس منهم بعدها فى التعامل معهم.
كما اخبرنى انه يعتقد فى القطط لانها تحمل قدراً كبير بإحساسهم بمعرفة بطبيعة البشر
وقبل وفاتة باسبوع تقريباً كنت ذاهب اليه بعد تحديد ميعاد قبلها وانا فى الطريق اليه اتصلت بى مديرة منزله واعتذرت واخبرتنى انه مرهق ودخل غرفته لينام وتاجلت الزيارة وكانت اخر مرة يتم التاجيل فيها ليرحل بعد اربعة ايام دون ان اراه
والموسيقار والفنان الكبير الراحل كان انسان رقيق جدا طيب القلب متسامح مع الجميع حتى مع الذين كانوا يسيئون اليه كما كان يروى لى دائما لايحمل لاحد اى مشاعر الكره او الضغينة فى قلبه وإنما كان فى حالة حب دائماً وصادقة مع نفسه ومع الجميع .
رحم الله الفنان محمد سلطان وسلاماً لروحه الطاهرة كان فنان كبيراُ وإنسانا عظيماً ايضاً.