أخبار عاجلة

دوامتان طاحنتان لمقدرات البلدان:

➖️ دوامتان طاحنتان لمقدرات البلدان:
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
➖️تراجيديا البلدان العربية:
__ تراجيديا حقيقية بكل المقاييس تشهدها الدول العربية تقع هاته التراجيديا الهوميروسية التي أنا بصدد الحديث والتكلم عنها في قلب وفي نطاق مايعرف ويدعي بالعروبة النافعة المنتفعة أما إدا إتجه المرء والشخص وتعمق في جغرافيات مايعرف بالبلدان العربية العميقة والغير النافعة فإنه سيصاب بالدهشة وفي مقتل ويحار عقله ولبه لهول ولشدة مايري ومايعاين من فقر مدقع وإنعدام لكل مايمث ومايرتبط بأساسيات وضروريات العيش والحياة بل الأمر أشد وأنكي وأشنع وأفضع ففي بلداننا العربية بلدان بحور البترول والغاز و الفوسفاط والألماس والبحار والسياحة والثروة والثروات لازال ولايزال هناك من يعيش ويحيا في الكهوف والمغارات وكأنهم أناس ينتمون إلي حقبة وعصر ماقبل التاريخ أو إلي عصر الديناصورات وليس لعصر التكنولوجيا وغزو الفضاء في وقاحة وسفاهة وندالة وحط لكرامة الإنسان وضربا بكل القيم والمثل التي يدعوا ودعي لها الإسلام والدي وياآسفاه وياحسرتاه هو دين البلدان العربية الرسمي والدستوري فهل نحن مسلمون حقا فأنا بدأت أشك وأشكك فعلا هل نحن المسلمون الكافرون أم الغرب هو الكافر المسلم فأنت عندما تتجول وتسير في بعض مدن بلداننا تشاهد وتري أمامك واقعا صادما تري وتشاهد أن كل مدينة توجد فيها دومتان وكل دوامة من هاته الدومتان ناسفة مدمرة بكل مافي كلمة مدمرة من معني فكل دوامة لها عالمها ووسطها ومساحتها الجغرافية بل ولها أصحابها ودووها فأنت عندما تقصد بعض الأحياء والتجمعات العمرانية في دولنا العربية تحس بأنك تملك ترخيصا مطلقا في الحياة وتحس بالتالي بأنك تملك كل شيء فتعيش الحياة بكل مضاهرها وبكل تجلياتها ففي تلك الأماكن والأحياء كل شيء فيها جميل ومنعش ومحيي لروح وباعث علي الأمل و الحياة ففيها المباني رائعة والحدائق فاتنة غناء والمرافق جدابة ووجوه الناس باسمة متبسمة مستبسمة وهم يعيشون ويحيون وسط دوامة من البدخ والترف والغني الفاحش والمتفحش وكل أشكال ومضاهر الكماليات فهم لايعرفون شيئا إسمه فقر أو ضروريات أو أساسيات لأنها متوفرة عندهم بغزارة ومن المسلمات وكل هدا الدي يحيونه ويعيشونه ببدخ وإسراف منقطع النضير ومع دالك فهم لايؤدون الواجبات المتحتمة عليهم بل عقلهم وفكرهم وحياتهم مبنية ومبرمجة علي ثقافة الحق والمطالبة بالحق بل وفوق الحق والقانون وعدم تأدية الواجبات فلا ضرائب ولافواتير ولامستحقات يؤدونها والدولة بعيدة كل البعد عنهم فلاتستخلص منهم لادرهما ولادينارا يعيشون فوق الجميع وعالة علي الجميع وفوق القانون كدالك.لدالك فهم دوامة ناسفة وهدامة للإقتصاد ولأرزاق البلاد والعباد ينسفون خيراته ويستنزفون ثرواته وبدون خجل ولاحياء فهم يأخدون مالايستحقون هم أبناء ورعايا الدولة الحقيقيون المدلالون والمخنثون طلباتهم مجابة وأوامرهم نافدة مطاعة ورغباتهم تنفد بصرامة وبسرعة البرق لدالك فهم في سعادة ويعيشون في سعادة يخرجون في سعادة ويذخلون في سعادة ينامون في سعادة ويستيقضون ويفتحون أعينهم علي سعادة كل مشكلتهم أنهم في سعادة وهاته المناطق أقل مايقال عنها أنها ساحرة خلابة وأنت في هدا الجمال وفي هاته الروعة وفي هدا النعيم تحسب نفسك وتضن أن كل الدول والمجتمعات العربية تعيش في نفس المستوى وفي نفس الكرامة وفي نفس تقديس وتكريم الإنسان لأخيه الإنسان بغض النضر عن جدوره وإنتمائاته وأعراقه ومكانته وصفته القيمية والإعتبارية لكن أنت وبمجرد أن تجاوزه وتتجاوزه ببعض وببضع خطوات إلا وتنقلب عندك الصورة وينقلب عندك الوضع والمشهد رأسا على عقب وتدور بك المعطيات والحقائق 180درجة فأنت لن تدهب بعيدا في بلداننا العربية ولن تسافر لكي تعيش وتحيا وتشاهد المتناقضات الجدرية والصارخة بكل تجلياتها إلا وتجد نفسك أنك إنتقلت من حال إلي حال ومن وضع إلي وضع وواقع أخر بل في بعض الأماكن لايفصل الواقعان و مابين العالمان سوى شارع واحد شارع ينقلك من صدمة إلي أخري ومن قمة الحضارة إلي قمة الإنحطاط و التخلف والدنائة ومن النور إلي الضلام ومن العدل إلي قمة العسف والقهر والضلم ومن الجنة إلي الجحيم ومن الجمال إلي القبح ومن جمال إلي خزي وذل وعار ومن فِلَل وقصور ورياضات إلي علب وصناديق وجحور بل ومغارات هدا العالم المقزز والموحش والمنفر حد الإغماء والدي يصيب بالغثيان والدي ستدخله وستسبر عالمه وأغواره يحمل في طياته وفي دواخله وبين جناباته وعند أبوابه عناوين تقدف وترمي بك في صدمة إلي عنوان واحد لاثاني له والدي يدل ويرمز ويعني لك أنه ليس لك حق في وطنك بل يحملك واجبا متحتما عليك النهوض والقيام به ألاوهو أنه واجب في حقك الوفاة فأنت لك تصريح مفتوح دون قيد أو شرط مسبق للوفاة سواء بصفة إختيارية أم بصفة إلزامية والصفة الإلزامية هنا هي أنه رغم أنك حي فأنت في نفس الوقت تنتمي إلي عالم الأموات إدن فأنت هو ميت الأحياء بفعل كل مضاهر الحط من الكرامة والتهميش والإقصاء والتفقير المنهجي الدي يمارس في حقك وكدالك بفعل غياب المرافق والخدمات وكل الأشياء المعينة والمساعدة علي تدليل العقبات والصعوبات وتسهيل دلل وسبل الحياة فأنت تعيش وتحيا حربا يومية طاحنة شعواء لتدبير وتوفير الأساسيات والحاجيات الملحة والمتصاعدة فما بالك بالكماليات التي تعتبر عملة نادرة الوجود والإيجاد في هدا العالم وفي هدا المستنقع والدي يعج ويموج بشتي أشكال الطوام والبلايا والمصائب العمرانية و الأخلاقية والإجتماعية والمفاهيمية والتدبيرية وعلي رأسهم الطامة الكبرى والبلية العضمي والتي هي الجهل بكل مكوناته وأشكاله ودرجاته وبكل أنواعه وتمضهراته الذي إستشري وسري في وسط هدا الزخم العجيب غير المفهوم والغير المتجانس سريان النار في الهشيم فتري هؤلاء كأنهم أخشاب وخشب مسندة هم إدا أجساد للبغال وعقولهم عقول للعصافير لايفهمون ولايعون ولايتفقهون أحاطة بهم وأحاطوا أنفسهم بالعشوائية وبالعشوائيات فصارت لهم خارطة طريق ومنهج حياة إضافة إلي كل هدا الجهل المستشري والمطبق فهناك بلية البلايا وطامة الطوام والتي ليست سوى تلك التشوهات والإعاقات والكوارث العمرانية والتي من شدة بؤسها وقبحها وغرابتها الهندسية وسوء تنضيمها وهيكلتها ومنضرها المخيف والمرعب تصلح أن تكون لوحة تكعيبية غير مفهومة أما إنسان تلك المناطق وتلك الأحياء الناقصة والمنعدمة التجهيز إن شئنا التأكيد والتحديد والضبط المفاهيمي لكلامنا فهو يعيش في طاحونة وفي دوامة حقيقية بكل ماتحمل كلمة دوامة من مدلول ومعني ومغزي وبكل المقاييس والمعايير التي لم أجد لها حدودا ولم أستطع أن أضع أمامها متاريس لشدتها ولإتساعها وإتساع رقعتها ونطاقها الجغرافي قلت دوامة طاحنة غير راحمة وغير منصفة ومهلكة يعيش بموجبها هدا المواطن وفي ضلها الويل والويلات ويعاني في ضلها أزمات خانقة ويعيش بالتالي في ضلها في حلقة مفرغة لاتصل به إلي أي هدف ولايحقق معها أي طموح ولاأي هدف فهو محاط ومحاصر حد الإختناق بالواجبات تلو الواجبات والإكراهات تلو الإكراهات ومحروم حرمانا قمعيا تعسفيا وإستبداديا من كل المضاهر وأشكال الحقوق العينية والمادية فهو يؤدي الضرائب والرسوم والواجبات والمستحقات الشرعية وغير الشرعية ولايجد لها أثرا وثمرة ولاوجودا بسيطا حتي في معاشه وفي واقعه الحياتي اليومي ودالك بالغياب المنتفي والصارخ والمطلق لكل شيء يحتاجه ويخصه في حياته اليومية فلاتعليم ولاصحة ولامرافق ولاطرق ولاخدمات بل حتي المساجد في بعض الأماكن والمناطق غائبة ومغيبة وإدا أردت تأدية فريضتك وواجبك الديني وإقامة الصلاة فعليك أن تسير وتبتعد عن مقر سكناك وإقامتك بالكيلومترات أين يقع هدا ليس في دول الكفر أو في بلاد الواقواق أوفي عالم أو في كوكب أخر هذا يحدث ويقع في بلدان إسلامية ويااااحسرة أما السعادة والفرح والسرور فهي عملة ناذرة لاوجود ولامضهر ولامكان لها في داخل جغرافيات الفقر والبؤس هاته فبالمختصر الأدق والمفيد فهاته الأحياء والمناطق أقل وأضعف مايقال عنها من إيمان أنها بائسة يائسة مقززة منفرة وهادمة وهدامة ومحطمة لكل مضاهر وأشكال الحياة فهي كلها تعاني نقائص كبيرة ومهولة ومهوولة في التجهيز والمرافق والخدمات فأين هو مبدأ وقانون ومرسوم التعاون والتضامن بين الجهات العربية بل أين هو التعاون والتضامن بين الأحياء والجماعات والمقاطعات الترابية في كل بلد حتي فكيف يعقل ويستقيم وكيف يفهم أن حيا غنيا مؤطرا منضما حد البدخ والإسراف والإسفاف ويوجد بجانبه بالقرب منه وملاصق به حي لايتوفر علي أدني مدركات ومتطلبات الحياة فأي عقاب هدا وأي ضلم وأي منطق متهالك متهافة هدا فهل دالك الحي له وطنه وهدا الحي له إنتمائه ووطنه الخاص وأين هي الوطنية في كل هدا الدي قلناه وأسلفناه أم هل الوطن للأغنياء والوطنية للفقراء ربما هدا ماهو واقع ومشاهذ ومتجسد ومعمول به فماهاته الوقاحة وماهذا الإسفاف
والسؤال المطروح الذي يتبادر إلي دهني في بخصوص هاته المعضلة هو متي ستخرج المجتمعات والدول العربية من هاته الدوامة الطاحنة الهالكة والمهلكة لكل المقدرات الاقتصادية والطاقية والبشرية والأخلاقية لكي تضع نفسها في سكة التقدم والرقي والتحضر لكي تلحق بركب المجتمعات والعالم المتحضر بعيدا عن أمراضها الهيكلية والبنيوية التي عانة ولا تزال تعاني منها إلي يوم الدين هدا والتي من المتحتم عليها أن تداويها سريعا سواء بالأمصال أو الترياق أو الإستئصال وربما بالكي أيضا ألا يقولون أن الكي أخر الدواء
يقول أحد علماء الإجتماع القدماء ( الرجة والصدمة هي العلاج بالكي للمجتماعات المتخلفة لكي تشفي من امراضها المستعصية والوعي دليل و علامة صارخة لشفائها ).

شاهد أيضاً

لشكر قيد النعم 

 الشكر قيد النعم  كتب سمير ألحيان إبن الحسين ألا بنعمة ربك فحدث : التقدير وشكر …