خطورة تيك توك علي الامن القومي الامريكي
في شهر ديسمبر من عام 2019 فوجىء موظفي وجنود الجيش الامريكي بتعليمات صادرة من وزارة الدفاع الامريكية والتي طلبت ضرورة حذف تطبيق تيك توك من علي هواتفهم وشجعت عائلاتهم واطفالهم ايضا علي ذلك الحذف بدون ابداء الاسباب .
في عام 2012 تأسست شركة بايت دانس الصينية (Byte Dance ) عن طريق مؤسسها مهندس البرمجيات الصيني تشانج يي مين بدأ تشانج في انشاء تطبيق مشابه لسناب شات يتيح للمستخدمين انشاء فديوهات قصيرة وقام باستخدام الذكاء الصناعي ليتيح للمستخدمين عرض محتوي الفديوهات الذي يتفق مع تفضيلاتهم فتم اطلاق تطبيق ديوين ( Douyin) في عام 2016 وحصل خلال عام واحد علي 100 مليون مستخدم مما دفع تشانج الي اطلاق التطبيق بشكل عالمي فتم عمل نسخة دولية من تطبيق دوين بأسم تيك توك وتم اطلاقه في البداية بمنطقة اسيا والولايات المتحدة الامريكية .
الاستحواذ علي تطبيق ميوزكللي :
بعد اطلاق تيك توك بشهرين قامت شركة بايت دانس بشراء تطبيق ميوزكللي والذي كان مقرة في كاليفورنيا بالولايات المتحدة وشنغاهاي بالصين بقيمة مليار دولار امريكي , وتم شراء كامل التطبيق بكامل بياناته ومستخدميه وخوارزمياته وتقنياته مما شكل اضافة وتطور رهيب لتطبيق التيك توك حيث تم ادماج كلا التطبيقين في تطبيق واحد وهو تيك توك .
ولكن….. لماذا يسبب تطبيق معظم محتواه اغاني ورقص كل هذا القلق للادارة الامريكية ؟ حيث يراه كثير من الناس مجرد تطبيق تافه وغير مفيد
يشعرالسياسيين والمسؤولين الامريكيين بالريبة والقلق والشكوك حول تطبيق غير امريكي يضم 170 مليون مشترك امريكي اي نصف الشعب الامريكي تقريبا ويري المسؤولين الامريكين ان هذا التطبيق يشكل خطر علي الامن القومي ويعتبر اداه للتجسس بيد الحكومة الصينية وتوجد شكوك كبيرة ان الشركة الصينية المالكة لهذا التطبيق تسمح للحكومة والاستخبارات الصينية بالاطلاع علي بيانات هذا التطبيق حيث يوجد ما يقرب من 170 مليون مشترك امريكي لهذا التطبيق في الولايات المتحدة الامريكية وقالت افريل هاينز مديرة المخابرات الوطنية الامريكية خلال جلسة استماع بمجلس النواب الامريكي ان الصين قد تستغل تطبيق تيك توك للتاثير علي الانتخابات الامريكية عام 2024
الاجراءات الامريكية بشأن تطبيق تيك توك :
في اكتوبر من عام 2019 طلب اعضاء جمهوريين وديمقراطيين بمجلس النواب الامريكي الذين نادرا ما يتفقون علي قرار من لجنة الاستثمار الاجنبي في الولايات المتحدة (cfius ) بالتحقيق والبحث عن كيفية تعامل الصينيون ببيانات ما يزيد عن 170 مليون مستخدم امريكي ولا يستبعد المسؤولين الامريكيين ان يكون الحزب الشيوعي الصيني سيستخدم هذا التطبيق مثل :
- استعمال بيانات المواطنين الامريكيين لتوجيه الراي العام في اي اتجاه مثل الانتخابات مثلا
- تمثل الفئة العمرية من سن 12 سنة الي 25 سنة الاكثر استعمالا لهذا التطبيق وهذه الفئة العمرية هي التي سوف تضم المسؤولين وصناع القرار في الولايات المتحدة مستقبلا مما يشكل تهديدا للولايات المتحدة في كيفية صياغة صناعة القرار في المستقبل
- حصول الصين علي المعلومات الاقتصادية والعسكرية من خلال هذا التطبيق
حظر تيك توك بامريكا
قرر الرئيس الامريكي دونالد ترامب في عام 2020 وهو علي متن الطائرة الرئاسية توقيع قرار بحظر تطبيق التيك توك في الولايات المتحدة خلال 45 يوم او بيع التطبيق الي شركة امريكية وبالفعل تمت مفاوضات مع شركة مايكرو سوفت الامريكية لشراء التطبيق وفي بداية الامر رضخت الشركة الصينية للمطالب الامريكية ثم وقع الرئيس الامريكي دونالد ترامب قرار بتمديد المدة من 45 يوم الي 60 يوم لتطبيق الحظر وفي تطور للاحداث رفع عدد من مستخدمي التيك توك الامريكيين اصحاب نسب المشاهدة العالية قضايا ضد قرار الرئيس الامريكي لان لديهم عدد كبير من المتابعين وان تطبيق تيك توك يمثل مصدر رزقهم الوحيد فاصدرت المحكمة الامريكية حكمها باستمرار عمل تطبيق التيك توك بالولايات المتحدة الامريكية فأصبح قرار الرئيس الامريكي مجرد حبر علي ورق .
بيع تيك توك لشركة امريكية
اشترطت الادارة الامريكية انه لاستمرار تيك توك في الولايات المتحدة فمن الضروري بيعه لاحدي الشركات الامريكية مثل ( مايكروسوفت او اوريكال ) تدخلت الحكومة الصينية لمنع استحواز الشركة الامريكية علي تطبيق تيك توك عن طريق اضافة الخوارزميات القائم عليها تطبيق تيك توك الي قائمة التكنولوجيا المحظور تصديرها بالتالي لا تستطيع شركة بايت دانس الصينية اتمام عملية بيع التطبيق . تتمثل خطورة تطبيق تيك توك بالنسبة للامريكيين ليست امنية فقط ولكن اذا نظرنا بنظرة شاملة الي التطبيقات الشهيرة مثل (يوتيوب- وجوجل – وسناب شات – وفيس بوك- وواتس اب – وانستجرام – وتويتر- وابل- ومايكروسوفت ) هذه الشركات هي التي تمثل الانترنت الذي يعرفه الجميع والتي تمتلك عدد ضخم من المتابعين حول العالم كلها شركات اميريكية ولاول مرة بالتاريخ شركة غير اميريكية تستحوذعلي عدد مكافىء للشركات الامريكية ويشارك في تشكيل الوعي العام للشعب الامريكي وغير الامريكي حيث وصل عدد مستخدمي تيك توك حول العالم ما يقارب مليار انسان علي وجه الارض وفي الولايات المتحدة فقط 170 مليون شخص والتي احتلت المركز الاول في عدد مستخدمي تطبيق تيك توك بحجم ارباح يتجاوز 40 مليار دولار سنويا .
بعض الاحصاءات التي تقلق الامريكين من تطبيق تيك توك :
- رابع اكثر التطبيقات تحميلا من ايفون عام 2019
- ثاني اكثر التطبيقات تحميلا في العالم لعام 2019
- استغرق الفريق الصيني 200 يوم لتطوير تطبيق تيك توك
- في العام الاول من اطلاق تيك توك سجل مليون مشاهدة يوميا
- قاعدة مستخدمي تيك توك عالميا تصل الي 800مليون مستخدم نشط
هذا النجاح المهول الذي حققه تطبيق تيك توك في وقت قياسي بالتاكيد اثار قلق الامريكيين وخاصة انه تطبيق غير امريكي مما ادي الي :
- ان نصف الولايات الامريكية تحظر التطبيق علي الهواتف الحكومية وان انتهاك القانون سيؤدي الي غرامة مالية تصل الي 10الاف دولار
- امتد حظر التيك توك في الدوائر الحكوميةالي خارج الولايات المتحدة الامريكية الي دول ( كندا – بريطانيا – استراليا – تايوان – الاتحاد الاوروبي )ولكنه متاح للعامة
- امتد الحظر الشامل لتيك توك لدول مثل ( الهند – افغانستان – الصومال- نيبال)
وقد حاولت الشركة الصينية طمأنة الامريكيين ان بيانات الامريكيين تم حفظها في سيرفرات وخوادم موجودة في ولاية فرجينيا الامريكية وان الحكومة الصينية لم تطلب من الشركة اي بيانات او معلومات وحتي في حالة لو طلبت الحكومة الصينية اي معلومات فلن تعطي الشركة اي معلومة للحكومة الصينية وتم الاستعانة بفريق امني امريكي للتأكد من ان بيانات الامريكيين لا يتم استخدامها تحت اي ظرف ولكن هذه التصريحات لم تلقي اي قبول لدي الادارة الامريكية واعتبرتها تصريحات كوميدية من رئيس شركة تيك توك لانه من المعلوم انه لا يستطيع اي مواطن صيني كائن من كان الاعتراض علي تعليمات الحزب الشيوعي الصيني بالتالي مازالت البيانات الامريكية في خطر .
والسؤال الان هل تستطيع الادارة الاميريكية عمل حظر كامل لتطبيق التيك توك ومواجهه الضغط الشعبي خاصة من فئة المراهقين ؟؟؟؟؟
بقلم
محمد نصار