تلقي #الاقتصاد و#البورصة #الاسرائيلية ضربات متتالية منذ بداية عملية #طوفان #الاقصي في 7 اكتوبر الماضي والتي استهدفت المستوطنات الاسرائلية المحيطة بقطاع غزة حيث بلغ اجمالي خسائر البورصة الاسرائلية طبقا لتقديرات #صحيفة #بلومبرج #الاقتصادية ما يقدر ب 45 مليار دولار .
في الواقع اثرت عملية طوفان الاقصي علي اقتصادات دول #الشرق #الاوسط بشكل عام ولكن التاثير الاكبر والاخطر كان من نصيب الاقتصاد الاسرائيلي والذي يعتمد بشكل كبيرعلي #الصناعات #التكنولوجية عالية التقنية مثل ( اشباه الموصلات و#الرقائق #الالكترونية والبرمجة والامن السيبراني ….. وخلافه ) ومعظم الاستثمارات الاسرائيلية في المجال التكنولوجي عالي التقنية استثمارات اجنبية تقدر بما يقرب من 75% الي 80% من اجمالي الاستثمارات في المجال التكنولوجي وذلك طبقا لتقديرات عام 2021 – 2022 وتعد اسرائيل صاحبة اعلي مستوي من التمويل الاجنبي في مجالات البحث والتطوير التكنولوجي عالي الدقة ويسهم قطاع التكنولوجيا عالية الدقة بنسبة تصل الي 18% تقريبا من الناتج المحلي الاجمالي الاسرائيلي والذي يشكل ضعف ما يشكله قطاع التكنولوجيا من الناتج المحلي الاجمالي للولايات المتحدة الامريكية وبرغم قوة وتاثير قطاع التكنولوجيا الاسرائيليي الا انه منذ عملية طوفان الاقصي تاثر كثيرا بالاحداث الجارية .
فكما هو معلوم فأن المجتمع الاسرائيلي عبارة عن مجتمع عسكري مدني في نفس الوقت فكل سكان #اسرائيل هم جنود احتياط يتم استدعاؤهم طبقا لدرجة الحاجة وهذا النظام تم اقتباسه من النظام السويسري ولكن يختلف عنه انه يتم استدعاء الجميع سواء الرجال او النساء للخدمة في الوحدات العسكرية علي حد سواء وبناء عليه قامت الحكومة الاسرائليلة باستدعاء ما يزيد عن300 الف جندي وجندية احتياط لمحاصرة قطاع غزة والاستعداد لعملية اجتياح برية شاملة طبقا لتصريحات المسؤلين الاسرائيليين هؤلاء الجنود هم بالاساس موظفين وعمال في الشركات والمزارع والمصانع الاسرائيلية وعندما يتم استدعاؤهم يتركون اعمالهم ونشاطاتهم الاقتصادية للخدمة في جيش الدفاع الاسرائيلي وبالتاكيد قطاع التكنولوجيا من ضمن هذه القطاعات التي تاثرت وخسرت خسائر فادحة بسبب : –
- استدعاء معظم العاملين في هذا القطاع للخدمة في جيش الدفاع الاسرائيلي
- الخوف من فقدان الخبراء والكفاءات الاسرائيلية في مجالات التكنولوجيا المختلفة اثناء الحرب
- الخوف من هروب الخبراء الاسرائيلين في المجال التكنولوجي وانتقالهم الي شركات اخري في العالم
- الخوف من هروب رؤوس الاموال والاستثمارات الاجنبية والتي تشكل ما يقرب من 80% من حجم الاستثمارات الي مناطق اخري اكثر امانا واستقرارا
وليست القطاعات الاخري بافضل حالا من #قطاع #التكنولوجيا ولكننا ذكرنا هذا القطاع بالتحديد لانه اكثر القطاعات الاسرائيلية دعما للاقتصاد الاسرائيلي وتشير التقديرات انه يشارك بما يقرب من18% من حجم الاقتصاد الاسرائيلي ككل ويعتمد عليه كثيرمن القطاعات الاخري مثل :
- قطاع الصناعات الدفاعية : تتواجد #الصناعة #العسكرية #الاسرائلية علي راس كل الصناعات في اسرائيل وذلك لكونها صناعة تصديرية هامة للاقتصاد الاسرائيلي بالاضافة الي توفير احتياجات جيش الدفاع الاسرائيلي من المعدات والاليات العسكرية مثل الدبابات وانظمة الصواريخ المختلفة سواء الهجومية او الاعتراضية والطائرات بدون طيار حتي الاسلحة الخفيفة وتتعمد الولايات المتحدة دائما اشراك دولة اسرائيل في برامج انتاج الاسلحة فائقة التطور مثل برنامج #حرب #النجوم و#الطائرات #الشبحية F35 وتصنف دولة اسرائيل من اكبر عشر دول مصدرة للسلاح وتكنولوجيا السلاح في العالم والعجيب ان امريكا والصين والهند وكوريا الجنوبية تستورد من اسرائيل انظمة دفاعية عسكرية وكذلك الاسلحة الخفيفة واشهرها بنادق العوزي الاسرائلية الشهيرة و وقد تجاوزت الصادرات العسكرية الاسرائيلية ما يقارب 8 مليار دولار طبقا لتقديرات عام 2012
- القطاع الزراعي : ويعتبر من اهم القطاعات الاقتصادية الاسرائيلية وتصنف اسرائيل من اكثر دول العالم تقدما في التكنولوجيا الزراعية حتي اننا في مصر قد تم الاستعانة بالخبراء الزراعيين الاسرائيلين في احدي الفترات وتشكل الصادرات الزراعية الاسرائلية ما يقرب من 4% من حجم الصادرات الاسرائيلية وللمفارقة هناك شبه اكتفاء ذاتي من المنتجات الزراعية و الغذائية الاسرائيلية
- قطاع صناعة الالماس : و تشكل #صناعة #الماس #الإسرائيلية أكبر فرع تصدير في البلاد وهذه الصناعة مسؤولة عن حوالي 28٪ من إجمالي الصادرات الإسرائيلية. و تعد إسرائيل واحدة من المراكز الثلاثة الرئيسية في العالم لإنتاج الماس مع بدايةالقرن 21 بعد بلجيكا والهند.
هذا بالاضافة الي جميع القطاعات الاقتصادية الاخري مثل البتروكيماويات والتعدين والحديد والصلب والسيارات والسياحة
والمشكلة الكبري التي تواجه الاقتصاد الاسرائيلي منذ عملية طوفان الاقصي هي هروب الاستثمارات الاجنبية لانه من الطبيعي ان المستثمرين سيبحثون عن بيئة اكثر استقرارا وامانا لاموالهم .
تدهور العملة الإسرائيلية
بالرغم من الدعم الغربي الهائل لاسرائيل وبخاصة الدعم الاقتصادي الامريكي الا ان المعلومات المتوفرة تفيد بخسائر كبيرة للاقتصاد الإسرائيلي. فقد تراجعت #العملة #الإسرائيلية (الشيكل) بشكل حاد إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2015 لتنحدر إلى نحو 4 شيكلات مقابل الدولار الأمريكي ولولا تدخل بنك إسرائيل المركزي بحزمة قيمتها 45 مليار دولار لوضع حد لتقلبات أسعار الصرف لكانت الخسائر أكبر بكثير. وبدورها تراجعت الأسهم الإسرائيلية بنسب تراوحت بين 7 و9% في حين سجلت السندات الحكومية تراجعا بنسبة تصل إلى 3 %حسب وكالة رويترز للأنباء.
تقرير بنك هبوعليم الاسرائيلي
قدر #بنك #هبوعليم كلفة الخسائر الاقتصادية التي ستتكبدها إسرائيل في مواجهتها مع حماس ما لا يقل عن 27 مليار شيكل (6.8 مليار دولار)
وجاء ذلك حسب صحيفة ذا تايمز أوف إسرائيل التي قالت إن المواجهة تأتي في وقت مليء بالتحديات بالنسبة للاقتصاد الاسرائيلي
هذا وقد حذر صندوق النقد الدولي من أن الاقتصاد العالمي يواجه حالة جديدة من عدم اليقين بسبب المواجهة في منطقة الشرق الأوسط.
وتستند توقعات بنك “هبوعليم” بشكل جزئي لبيانات معهد دراسات الأمن القومي (INSS) الذي أشار إلى أن التكاليف التي تكبدتها إسرائيل في حرب لبنان الثانية عام 2006 والتي استمرت 34 يوما، بلغت نحو 9.4 مليار شيكل (2.4 مليار دولار) أو 1.3% من حجم الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل لذاك العام.
فيما قدر البنك خسائر عملية “الرصاص المصبوب” (ديسمبر 2008 – يناير 2009) بنحو 3.3 مليار شيكل (835 مليون دولار)
وتمت الإشارة إلى أن حروب إسرائيل الماضية تسببت في شلل جزء من البلاد بسبب وابل الصواريخ، لكنها لم تستمر طويلا لتؤدي إلى إغلاق الاقتصاد بالكامل وتشير التقديرات الاسرائيلية ان عملية السيوف الحديدة من المتوقع استمرارها لمدة تصل الي 60 يوما مما اثار ذعر الاقتصاديين الاسرائيلين فهم ينظرون الي تكلفة هذه الحرب وتعويضات الجنود القتلي والمصابين وكذلك الخسائر في المعدات والمشكلة الكبري في وجود الايدي العاملة في خدمة الجيش في نفس الوقت تواجه حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي الكثير من الانتقادات الداخلية لفشلها في توقع هجوم عملية طوفان الاقصي وقيامه بالتغطية علي هذا الفشل بالقاء كم هائل من القنابل والصواريخ علي رؤوس سكان قطاع غزة المدنيين من الاطفال والنساء وذلك في ظل الضوء الاخضر الذي اعطاه المجتمع الدولي للحكومة الاسرائيلية ممثل في غرب اوروبا وامريكا بحجة حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ومع الاسف لا يتوقف الدعم الغربي لاسرائيل في حدود الدعم الاقتصادي والسياسي فقط فيتجاوز الي الدعم العسكري من الذخائر والقنابل الموجهه الي رؤوس اخواننا في فلسطين .