حب الدنيا وكراهية الموت
…………………………..
لقد أصحبنا كغثاء السيل وأصابنا الوهن وهو حب الدنيا وكراهية الموت ؛ وهل تستحق الدنيا أن نحبها لهذه الدرجة ونتمسك بها ونغضب الله عز وجل من أجل التمسك بها وهي تحمل لنا الكثير من الفقر والذل والعبودية ؛ ورغم أن تعدادنا وصل إلي ستين مليون شخص يقبعون تحت خط الفقر كما أشار الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بما يعني أن أكثر من نصف تعداد سكان مصر يحملون لقب فقراء ؛ ولا يزال هؤلاء تهان كرامتهم يوميا في كل مكان سواء داخل اقسام الشرطة علي يد فئة معدومة الضمير يستغلون سلطتهم التي كفلها لهم القانون ويستغلونها أسوأ إستغلال ؛ وتهان كرامتهم في الوقوف في طوابير الخبز الذي إزداد سعره وأصبح الحصول عليه من أسمي أماني المواطن الفقير ؛ وتهان كرامتهم داخل وسائل المواصلات التي لا يجدوا فيها كرسي يستريحون عليه مع أن أسعارها مرتفعه جدا ؛ وتهان كرامتهم وهم يحاولون جاهدين من أجل الحصول علي سرير لمريض ويدفعون دم قلبهم وفي نهاية الأمر يصل بهم الحال أن يناموا أمام المستشفيات عندما يأتون من محافظات بعيدة دون أن تخصص لهم الدولة أماكن أدمية تحتويهم ؛ وتهان كرامتهم في رحلة البحث عن قوت يومهم لهم ولأولادهم ويأكلون من صناديق القمامة في بعض الأحيان ؛ وتهان كرامتهم عندما يعجزون عن توفير مسكن أدمي ويلجأون الي المعيشة داخل القبور في حياة أشبه بالأموات التي يسكنون معهم ؛ وتهاني كرامتهم عندما يظل الدائنون يطاردونهم في كل مكان لسداد ديون تجهيز بناتهم وسترتهم ؛ وتهان كرامتهم وهم يعملون جاهدين من أجل أن يكملوا تعليم أولادهم وفي النهاية يعجزون عن توفير عمل يناسب شهادتهم ويلجأون الي الواسطة والمحسوبية .
كيف هان عليكم أقصاكم الشريف ورضيتم أن تتركوا إخوانكم في الدين يقتلون ويحرقون ويموتون جوعا وتتم إبادتهم بشتي الطرق أمام أعينكم وأنتم تقفون عاجزين لا تحركون ساكنا بل وتقف الأمة الإسلامية في شتي بقاع الأرض عاجزه ؛ وذلك من أجل حب الدنيا وقد قال رسولنا الكريم أن هدم الكعبة حجرا حجرا لاهون عند الله من سفك دم إمري مسلم .. أفيقوا يرحمكم الله وناصروا أخوانكم فغدا تقفون أمام الله وسوف يحاسبكم .
بقلمي / د خالد حامد