أخبار عاجلة

جيهان سويلم تكتب ” ثقافة إعتذار “

بقلم / جيهان سويلم 

من منا لا يخطأ بحق الآخرين؟

من منا لا يلجأ الى الاعتذار في أحيان كثيرة؟

بالتأكيد الكل يحتاج الى هذا المبدأ الهام من مبادئ الحياة العامة، فالاعتذار لا يمكن لأحد ان يتجاهله طالما يعمل ويتجول في الأماكن العامة والخاصة.

بعض الأخطاء تصدر من الافراد دون قصد لإرتكابها، فتكون سببا لإزعاج الطرف الآخر دونما يشعر، وحين يشعر لا يكون امامه حل للخروج من مأزق الاحراج الا الاعتذار.

وليس معيب على الفرد ان يقدم اعتذاره، ففي مواطن متعددة يأتي لصالح الشخص المعتذر الذي اقدم على هذه الخطوة. في الماضي كنا نسمع اخبار عن انفصال شخصين كانت تسود بينهما علاقة زوجية طيبة خالية من المشاكل، اذ يحصل الفراق لعدم تنازل احد الطرفين والمبادرة بالاعتذار، وفي هذه الحالة قد يكون السبب ليس التعنت والتزمت فحسب .

بل قد يكون انعدام هذه الثقافة لدى العديد من الأزواج مما يؤدي الى تفاقم الأمور وتطورها وصولا الى طريق مسدود.

ولم نسمع ذات يوم عن انموذجين تمكنا من تغليب لغة العقل على العصبية، وتقديم الاعتذار على انه الوصفة السحرية التي تعالج التصدعات في العلاقات الاسرية والاجتماعية، ولكي نكون اكثر إنصافا قد تحصل مثل هذه التصرفات لكنها لم تأخذ صداها بين الافراد مثلما اخذت الظاهرة السلبية او التصرف الخاطئ .

نحن اليوم ليس بصدد طبيعة الاعتذار بين الزوجين، فكما هو شديد الأهمية بين الزوج والزوجة، لا يقل أهمية عنه الاعتذار بين الأشخاص على اختلافهم، وكما اسلفنا بانه لا يوجد شخص على وجه المعمورة يتمتع بالكمال والمثالية بشكل مطلق. وما دمنا ليس كذلك، وجميعنا نرتكتب الأخطاء بحق الآخرين.

علينا ان نتعرف على افضل الطرق لتقديم الاعتذار، فثقافة الاعتذار ليست من الأمور السهلة ، وتحتاج الى جهد كبير ومران كثير للتعود عليها ومزاولتها مع الشخص الذي نخطأ بحقه، ومن الأفضل الا نتردد في قول كلمة (آسف)، فهي مفتاح رضى الآخرين عليك ومحل زيادة لقدرك ومكانتك في قلوبهم عندما تقوم بشيء خاطئ. في بعض الحالات يواجه المرء صعوبة لا يمكن وصفها عند ارتكابه الأخطاء، وفي أحيان متعددة يرفض تقديم الاعتذار ظنا منه بأنه سيكون من الأشخاص الضعيفة بنظر الآخرين، ولم يتمكن من تجاوز هذه الأفكار السلبية، وبالنتيجة تخيم عليه وتجعله شخص غارق في بحر الخجل والتخبط. ومن هنا سوف نوضح لكم ..

أربع خطوات توضح فنون الاعتذار.

تتمثل الخطوة الأولى بالتعبير عن الندم جراء ما فعلته أمام الآخرين، كأن تقول أنا آسف لأنني رفعت صوتي أمامك بالأمس، أو أعتذر لسوء تصرفي معك، حاول أن يكون الاعتذار نابعاً من داخلك، وانتق كلماتك بعناية، وكن صادقاً مع نفسك ومع الشخص الذي تعتذر له. اما الخطوة الثانية هي الاعتراف بالمسؤولية، وفهم تأثير ما فعلت أو ما قلت، وتتطلب تلك الخطوة أن تتعاطف مع من ظلمته، بينما تأتي في المرتبة الثالثة من الخطوات هي خطوة التعويض، أي تقديم الاعتذار للشخص امام انظار ومسمع الأشخاص الذين حصل الخطأ بحضورهم. ورابع خطوات الاعتذار وفق المقال هي خطوة الوعد بأن الأمر لن يتكرر، وتعتبر بمثابة رسالة اطمئنان بأنك غيرت سلوكك، وتساعد تلك الخطوة على إعادة بناء الثقة وإصلاح العلاقة مرة أخرى. يمكننا القول وبمرارة ان ثقافة الاعتذار والاعتراف بالخطأ غابت عنا أفراداً وجماعات، فالاعتذار ليس مجرد كلمات تردد على الشفاه.

وانما يعبر عن سلوك حضاري وفن ومهارة اجتماعية لن يتمكن منها الا أصحاب العقول الراجحة والمتزنة في نفس الوقت، فمن الضروري ان يتم غرسها في نفوس الافراد منذ الصغر ومن غير الصحيح تجاهلها. وهناك مقولة للروائي البرازيلي الشهير باولو كويلو  .

” ازرعوا في أطفالكم دائماً ثلاث ثقافات: الاعتذار، المحبة، الشكر.. فمجتمعنا مجحف بها جدا “.

هذا في المجتمع الغربي فكيف حال مجتمعاتنا العربية؟

شاهد أيضاً

الله عليكم يا مصريين مهما تكونوا….

الله عليكم يا مصريين مهما تكونوا…. رفيق يوسف طبيب سعودي يحكي : أنه في أحد …