جريمة بحق آل البيت

 
بقلم / زينب كاظم

هناك موضوع مهم جدا وواجب على كل مسلم او أي إنسان يملك ضمير ، الا وهو البدع التي يقوم بها الجهلة ظنا منهم إنها طرق للحزن على آل البيت عليهم السلام ، وكذلك الروايات المغلوطة التي ينقلها بعض من رجال الدين لإستمالة تعاطف الناس وتحريك الحزن والدموع لديهم وهذه الطريقة خاطئة جدا وتعتبر جريمة بحق آل البيت عليهم السلام وجريمة بحق التأريخ ككل .

 

لأن البدع التي تتضمن التشابيه او الملابس وأحيانا المؤثرات التي توضع مثل الموسيقى والرقص بحجة تمثيل قصة واقعة الطف الأليمة، وبعضهم يرتدي ملابس تبرز عضلاته ويخط حاجبيه ويضع الميك أب ويقف بالماء ويقوم بفيديو كليب غنائي وموسيقى راقصة تحت عنوان حسيني .

 

للأسف الشديد وكأن مصيبة الحسين عليه السلام وسيلة لأستعراض شكله او صوته ومظهره ،أما البدع التي يقوم بها الناس التي تميل للجهل وتتصور إن ما يقومون به نوع من الحب والولاء لآل البيت وللحسين عليه السلام كالمشي على الجمر وضرب الجسم بالحديد وتطبير الرأس .

 

وكلنا نعرف أن الأمراض والأوبئة تنتقل بسرعة عن طريق الدم والجروح بل وحتى وصل الأمر بهم لتطبير الأطفال وهذا الشئ محرم وقاسي جدا وخالي من الإنسانية ولا يرضي الله عز وجل ويؤدي الى الإبتعاد تماما عن الهدف الأساسي لرسالة الحسين عليه السلام العظيمة والخالدة ،لأن الله عز وجل حرم إيذاء النفس وتعذيب الجسد منذ عصر سيدنا المسيح عيسى عليه السلام عندما كان الناس يحاولون صلب أنفسهم وإدماء أجسادهم من أجل نبينا عيسى عليه السلام ،

 

وهناك من يتحجج بأن الشعائر الحسينية لا يجوز النقاش فيها لكن عندما يصل الحال لهذا الطريق المظلم الذي يشوه الرسالة السامية التي بذل الحسين عليه السلام دمه من أجلها وهي إعلاء راية الإسلام يجب ان نوعيهم ونوقفهم عند حدهم ،

 

إن الدين الإسلامي هزل وضعف فأرضعه الحسين عليه السلام من دمه فعاد شابا قويا ،لكن وللأسف الشديد هذه الخرافات التي يقوم بها الجهلة وسرعة إنتشارها بواسطة وسائل التواصل وقنوات التلفاز التي لا تعد ولا تحصى أوصلت صورة مشوهة عن محبي آل البيت وعن واقعة الطف وغيرها من الوقائع التي عذب واستشهد فيها آل البيت عليهم السلام ،رسالة خالدة صارت اضحوكة لهذه الأسباب التي ذكرت ،

 

اننا تعلمنا من أجدادنا ومن محبي الحسين عليه السلام إن الشعائر الحسينية المعتدلة هي الطبخ في الأيام العاشورائية واللطم بصورة معتدلة والدمعة الصادقة التي تخلد الذكرى الأليمة يقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم (إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبدا )وكذلك زيارته وإعلان الحداد عليه( عليه السلام )،

 

ومع جل إحترامنا لرجال الدين العلماء الذين انجبهم التأريخ وعلى رأسهم الشيخ الدكتور العلامة أحمد الوائلي إلا انه هناك الكثيرين ممن يستميلون مشاعر الناس بالروايات الكاذبة والمبالغ بها وهذا الشئ خاطئ جدا لأن قصة واقعة الطف واضحة جدا وما عليها غبار ولا يوجد مصيبة أعظم من إعتلاء الشمر لعنه الله صدر الحسين عليه السلام وذبحه وإستشهاد الإمام العباس بين يدي الحسين عليه السلام وسبي وتأسير النساء والأطفال وتعذيب وتأسير السيدة زينب عليها السلام وحرمان آل البيت من الماء والطعام ،

 

لذلك المبالغة بالروايات والكذب الواضح يشوه كل ذلك فمثلا الحسين عليه السلام تربى في بيئة بدوية فأصبح قوي الجسد والأهم من ذلك هو قوي بإيمانه وصبره لكنه يظل إنسان في معركة ويستشهد كل يوم بين يديه أصحابه وأبناء عشيرته وأطفاله ويحرم من الماء فكيف تروى قصص عن قدراته الخارقة في المعركة روايات لا يحملها تفكير وعقل الإنسان السوي ولا داعي من كل تلك الحكايا ،

 

لأن المهم من ذلك أن يروى أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أوصى بأل بيته قبل وفاته لكن للأسف عذبوهم وقتلوهم من بعده ويجب ان تدرس رسالة الحسين عليه السلام لأن شخصيته ليست فقط دينية وإنما شخصية تأريخية عشقها كل من قرأ عنها من كل الأديان .

 

لأن الحسين عليه السلام احترم شرف الوعد للأسلام وللكلمة وهكذا شخصية عظيمة واجب على الجميع من عشاق البطولة والحق عشقها وفهمها ودراستها وتسليط الضوء على المعركة التي استشهد فيها آل البيت ،

 

وكذلك يجب تثقيف الناس دينيا وتعريفهم بآل البيت عليهم السلام لأنه هناك الكثيرين لا يعرفوا ذلك لكن العيب ليس فيهم بل بالبيئة التي تربوا فيها لدرجة إنه قبل فترة قليلة سمعنا مدرسة وتربوية للأسف تقول من آل البيت ؟

 

هم مجرد بشر وهذا الشئ مخزي جدا لأن الأنبياء كلهم بشر والرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو خاتم الأنبياء والمرسلين هو بشر أيضا لكن الله يختار أعطر وأطهر خلقه لإيصال رسالة سماوية خالدة للناس عن طريق هؤلاء البشر والحديث يطول نسأل الله الهداية وإنارة العقول للجميع .

شاهد أيضاً

هيا لنقوى من جديد

➖️ هيا لنقوي من جديد : كتب سمير ألحيان إبن الحسين __ لماذا؟!؟!   _ …