ثانى أكبر قوة اقتصادية فى العالم

ثانى أكبر قوة اقتصادية فى العالم

ماذا فعلت الصين لتصبح ثانى أكبر قوة اقتصادية فى العالم وواحدة من أهم القوى الصناعية والتكنولوجية والعسكرية خلال أربعة عقود لا أكثر؟ بالطبع تتعدّد الإجابات وتتنوع التفسيرات لكن المؤكد أن وراء ذلك كله منهج لترتيب الأولويات، فقد واجهت الصين معضلة الاختيار بين التحوّل السياسى بما يعنيه من تغييرات مطلوبة وبين النهوض الاقتصادى وما يرتبط به من متطلبات التقدم فى مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا.

كانت المواجهة واضحة وصريحة وبلا تردد وكان الاختيار أولا لبناء دولة متقدمة قوية ومجتمع ترتفع مستويات معيشته بشكل متدرج ومتصاعد توفر له الدولة خدماته الأساسية من تعليم وصحة ومواصلات وسكن بمعدلات جودة تليق بدولة متقدمة ، أما التحوّل السياسى فبدا مختلفاً وفريداً إذ ظلت الصين كما نعرف بعقل سياسى تقوده حكومة مركزية قوية وحزب «ما زال شيوعياً بالاسم» لكن الواقع كان يتحدث بلغة العصر وقوامها الانفتاح على العالم، والقطاع الخاص المنضبط المؤمن بمسؤوليته الاجتماعية وإصلاح التعليم، وتكافؤ الفرص، والنهوض بالبحث العلمى، ومكافحة الفساد، واستنهاض الإرادة الوطنية للشعب الصينى وإيقاظ طموحه، كل هذا كان يتم على يد دولة مؤسسات قوية تعمل فى مثابرة وصمت بلا شجار أو معارك مفتعلة ولا تصفية حسابات تاريخية أو سياسية أو تنازع على سلطة.

الصينيون أدركوا فى لحظة ما وسط الفقر والمرض والتخلف أنهم بلا شيء تقريباً سوى تاريخ عريق مجيد من الحضارة أصبح وراء ظهورهم بآلاف السنين، والتاريخ وحده لا يقدم طعاماً أو كساء أو دواء أو علماً، لكن من الذى أدرك ذلك تحديداً ومن وضعهم على الطريق الصحيح ومن أعاد ترتيب أولويات الصين؟ هل الحكومة أم المجتمع؟ هل دنج هسياو بنج مؤسس النهوض الصينى العظيم أم دولة المؤسسات التى عملت معه؟ بالطبع الحكومة هى من دبّرت وخططت وفى القلب منها كان فى البدء دنج هسياو بنج والمجتمع هو من زرع وصنع واخترع.

شاهد أيضاً

المستشار خالد اسماعيل.. رئيسا لاتحاد رجال الأعمال الصناعيين والمستثمرين التركى بمصر 

    كتب: عمرو مصباح   تم توقيع اعتماد ترشيح المستشار خالد اسماعيل -امين عام …