أخبار عاجلة

تغريدة الشعر العربي

تغريدة الشعر العربي
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر
===============

((( كؤوس أشواقي ٠٠ !! ))))
الشاعرة و الحقوقية د٠ هزار العاطفي ٠

أهديتني حلماً جميلاً فانزوتْ
مأساةُ قلبٍ دمعهُ يكويني

وأقمتني فوق النجومِ ثُريةً
ومحوتَ أمساً عالقاً بعيوني

أسقيتني لِذَّ الحياةِ فلم أرى
حزناً يراودُ راحةً تأويني

وبهمسةٍ من ناظريكَ ملكتني
ونسجتَ فصلاً مزهراً يحكيني

قبلاً دخلتُ متاهةً محمومةً
فأتى هواكَ مداوياً يشفيني

وأفضتَ عشقاً منعشاً لخوافقي
مثل الرمالِ بلمسةٍ ترويني

فزهتْ مروجُ الياسمين بمهجتي
وتلألأتْ بين الضلوعِ سنيني

فلقد عرفتُ اليومَ مسكنَ خاطري
يا ماحياً للشكِ هات يقيني

وخذ المشاعر واحتويها رقةً
لازال فيها مواجع الغسلينِ

آثارُ جرحٍ للزمانِ تميتني
وحنانُ قلبكَ كافياً يُحييني

فأرحْ فؤاداً ذاب فيكَ صبابةً
واجعلْ مسارَ الخطوتينِ وتيني

يا أيها المغروسُ داخلَ فكرتي
أثملتَ حرفيَ واعتليتَ شجوني

أنا في هواكَ كموجةٍ مجنونةٍ
وزوارقي حبلى بما يرضيني

لكنهُ قلبي ببحركَ غارقٌ
غرقُ الأماني والتياعُ حنيني

آتِ فإني قد أقمتُ مناسكي
قربَ المرافىء كعبة النجدينِ

ترمي لوصلكَ راهباً متعبداً
متمرداً بالحبِّ إذ تأتيني

وعلى خيول الفاتحين تقرباً
تتلو الطقوس جميعها بأنيني

وتزيحُ عصراً للدموعِ بمقلتي
وتقيمُ كوناً آمناً يحميني

روحي تحنُّ إلى وصالكَ ليتهُ
إن لم أراكَ، اللحدُ من يحويني

يا من تراءى من خلال هواجسي
مزناً يضاجعُ قفرةً تشويني

ارعدْ فكلي قد تلبدهُ الأسى
ووميضُ عمري قاتمُ التلوين

أقسمتُ أمسكُ بالرجاءِ كقشةٍ
يا من سكنت بأيسري ويميني

أنت الأمانيَ أنت صبحُ سعادتي
أنت البحار، خرائطي، تكويني

لولاكَ ناحت في المدى أرجوحتي
وبحثتُ عني حائراً بظنوني

لا تبتعد فالغيثُ يبدأُ قطرةً
يا من عليهِ شغائفي تصليني

أنا ألف جرحٍ لا يعادلُ وخزهُ
طعمَ الصدودِ، مذاقهُ يدميني

فابقى بقربِ حبيبةٍ تشتاقُ أن
تجد السلام بلحمةِ الوجدينِ

فتعال نمضِ واحداً يا منيتي
يا ثورتي يا نكهة الأفيونِ

حقاً أحبكَ لا تزيد تعطشي
أنت الملاذ، وأنت عفةُ ديني ٠

” قصيدة : مسار الخطوتين ”

٠٠٠٠٠
من أرض بلقيس اليمن السعيد نستحضر أولية الشعر العربي القديم في تواصل مع الحداثة من خلال تطورات و اتجاهات الأدب العربي عبر العصور ٠٠
فاليمن تذخر بتاريخ عريق ولغة أصيلة من هذه البيئة تفرعت القبائل و اللهجات و الهجرات القديمة بكل المتغيرات الجغرافية و التاريخية و السياسية و الاقتصادية و الثقافية ٠٠
فنحن نتأمل حالة الشعر في هذه البلاد الجميلة منذ امرؤ القيس ووضاح اليمن حتى المقالح و البردوني ٠٠

و في اليمن تطالعنا الأسواق التي كان يعقدها العرب في الجاهلية للشعر والأدب كانت تقام في اليمن، كسوق (الشحر) التي كانت تقام في النصف الثاني من شعبان، وسوق صنعاء التي كانوا ينفَضُّون منها في آخر رمضان.

و هذا يدل على أن بلاد اليمن كانت قبل الإسلام بعهد طويل عربية اللسان؛ إذ تقام سوق للآداب العربية مثل ذي المجاز و عكاز بالجزيرة ، و المربد بالبصرة ٠٠٠
و تظل الثقافة العربية في اليمن تنطق بكل الفنون الجميلة الأصيلة برغم ما يعتريها من صراعات و حروب الشعر يغني للحب و السلام في رسالة للإنسانية ٠

و في تعز تتلألأ الفنون الجميلة بين الأثار القديمة الخالدة و حياة الممالك و الملوك ٠٠
و تتطل علينا المرأة اليمنية التي انخرطت في واقع الحياة بكافة مظاهرها و كانت عنصرا فعالا مشاركا إيجابيا في صنع القرار وصوتا معبرا عن الواقع و الحلم و معايشة كل التقلبات هكذا ٠٠٠ !٠
و في هذه التغريدة نتوقف مليا مع شاعرة و حقوقية و ناشطة د ٠ هزار العاطفي – زهرة تعز – و لمَ لا فقد سجلت في واقعية مؤثرة بالكلمة صدى ملامح رؤيتها في حالة استثنائية تبرز لنا مكونات الإبداع الفني المتنامي وسط جماليات النص من خلال يومياتها في لغة متفردة وخيال واسع في تلقائية و تناغم ٠
وعمق تجربتها بتحقيق العدالة و السلام مع النفس و في ظل المجتمع العالمي فتخصصها القانوني يجعلها توظف المادة في نص شعري له روح داخل لغة جميلة عذبة التناول ، و من ثم يحاكي الحلم و الحزن معا ٠

* نشأتها :
======
ولدت الشاعرة اليمنية و الحقوقية د. هزار محمود العاطفي في تعز باليمن ٠
و حاصلة على ليسانس حقوق بترتيب الأول وتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة تعز.
_ ماجستير حقوق بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف من جامعة عدن.
_ دكتوراه في الحقوق بتقدير ممتاز من جمهورية مصر العربية.
وتعمل أستاذ القانون التجاري المساعد بكلية الحقوق جامعة تعز.
_ محامية أمام المحاكم الإبتدائية والاستئنافية
_ ناشطة حقوقية ومساعدة دعم قانوني ميداني ..
_ محكم دولي معتمد في المنازعات الدولية والتجارية والمدنية والبحرية والاستثمار
_ حاصلة على الزمالة مع معهد بروكسل للتحكيم الدولي ..
و لها ديوان كبير يحمل تجربتها متعدد الأغراض الشعرية تحت الطبع مخطوط بعنوان :
= ( إسفلت ) ٠

_ الهوايات :
و تعشق الشعر إنشادا ً وكتابة ولها نثرياتها المتنوعة في فن أدبي متجانس ٠
و القراءة تستهويها حيث المتعة ، أضف إلى هواية لعبة الشطرنج وإجادة تنس الطاولة ذات المجهود الشاق ٠٠

رئيسة مجلة بيت القصيد للشعر والأدب العربي.
شاركت في العديد من المسابقات في عدة مجلات .
كما شاركت في عدد من المهرجانات الأدبية المحلية.

و تلخص طموحاتها قائلة :
” أن أرى بلادنا العربية على كلمة واحدة وتسير في ركب الحضارة والإزدهار ويسود الأمن والسلام كل بقاع المعمورة” ٠

* مختارات من شعرها :
—————————–
و إيمانا منها برسالة المعلم تنسج كلماتها صدقا و عدلا حول دور المربي الأساسي – المعلم – بعد البيت و المؤثر في المجتمع فتقدم أنموذجا فخر و مدح في شخصيته التى الكل يحاول أن يمضي في ركابه لأنه الأمل و النور و الحلم في مسيرة الحياة ؛ وقد كرمه الله عز وجل وجعلهم ورثة الأنبياء وهذا لفضل العلم و تعليمه فتقول دكتورة هزار العاطفي في جوهرها تحت عنوان
( معلمي نور الدجى ) :

بسم الذي من فوق سبعٍ عرشهُ
ربُّ الخليقةِ فالقُ الإصباحِ

أبني حروفي المزهرات تشكراً
وتفيضُ من ثغرِ الندى أقداحي

للغادقينَ بعلمهمْ وعطائهم
للطارزينَ بجهدهمْ أفراحي

للممسكينَ دونَ كَلٍّ دربنا
الصابرينَ كمقلة المصباحِ

الزارعينَ عقولنا بِذرَ العُلى
ورحيقهمْ سقيا لكل فلاحي

بهمُ اعتلت أقلامنا صهواتها
والسرجُ عِلمٌ كاملُ الإيضاحِ

حملوا الأمانةَ أوصلوها دارها
متلألأً في سقفها الوضاحِ

نور يشعُ مثلُ شمسِ بكورةٍ
أدبٌ وعلمٌ كللِلا بنجاحِ

لولاهمُ ما كان نجمٌ ساطعٌ
أبداً ولا سرنا على الأتراحِ

همْ شمعةُ قادت لتفني نفسها
وبصبرها لبسَ الزمانُ وشاحي

كم علمتني كيف أغزل صوفهُ
وبإبرتي كم وخزة بصباحي

ورأيتُ جهداً قد تبدى باسماً
يسري بروحي بطيبهِ الفواحِ

والفضلُ يأتي أولاً لمعلمي
من كان حقاً للعلى مفتاحي ٠

***
و تقول هزار العاطفي في قصيدة بعنوان ( حقُّ الإناث ) تلخص لنا فيها ميراث الأنثى وحقها المفروض من فوق سبع سموات ، و كيف يطغى على حقها بني الإنسانية حيث القطيعة و الجفاء فتصور لنا هذه النزعة الضبابية و تقطيع وشائج الرحم عندما تطالب بهذا الإرث الشرعي :
اللهُ من سبعٍ شدادٍ قدرَ
سهمُ الخلائقِ كلهمْ وبلا مِرى

ميزانُ عدلٍ مُثبتٌ بكتابهِ
إرثٌ وقسمَ مثلما ربي يرى

فِلما عبادٌ يقسطونَ ظلالةً
حقَ الإناثِ بالتواءٍ مُفترى

ولِما الفتاةُ إن تطالبُ بالذي
شَرَّعهُ ربي قالوا عنها مُنكرا

وطني يعاني في الرجالِ عقامةً
بالفكرِ، ويحٌ إذ بجهلٍ سيطرا

فترى المعاولَ بامتعاضٍ نحوها
تغتالُ فيها كلُّ نبضٍ مُزهرا

فَيُدَكُ دكاً حُلمها وطموحها
وتُزَادُ بطشاً، تُستباعُ وتُشترى

وكأنَّ ليسَ في البسيطةِ غيرهُ
ذَكَرٌ تعربدَ، نقصهُ وتضورَ

أقصى الفتاةَ، قال عنها عورةً
وحرمها إرثاً، جاءَ شيئاً كُبَّرى

شحذَ اللسانَ غلاضةً وكراهةً
وأمامَ نِصفهِ للعداوةِ أشهرَ

يبني خيالاً مرعباً تفصيلهُ
وكأنما تلكَ الرقيقةُ قسورا

تركَ المبادئَ في حضيضِ عِمامةٍ
وعلى الفتاةِ كل ظلمٍ جمهرَ

فأتى بحكمٍ ليسَ من نصٍ بهِ
وأجازَ عَقداً للزواجِ مبكرا

يفتي بفتوى ينتشي لسماعها
وإذا تلوتَ آيةً عكسَ الهُرا

ضاقتْ رؤاهُ بانتصارٍ للذي
قد قال، حتى لا تراهُ مُصفرَ

ذكرٌ تمرسَ كلَّ إذلالٍ لها
ويغارُ إن فِكرٌ بها متنورَ

وإذا أشادتْ قصرَ إبداعٍ لها
أو بانتهالٍ للعلومِ، تضجرَ

وإذا أقامت دعوةً بحقوقها
قالوا عليها بنتُ كلبٍ أسعرَ

تباً لجهلٍ يصطليها عذابهُ
سحقاً لرجلٍ بالتفاهةِ قرقرَ

وأخصُّ بعضاً من ذكوركِ أُمتي
كي لا أعُمُّ المخلصونَ من الورى

إنَّ الإناثَ شقائقاً ومدارساً
يعلو بِهنَّ العالمين إلى الذُرا

***

و نختم لها بهذه القصيدة الفلسفية التأملية بعنوان ( أفكار ورقية ) حيث تنطلق تسرد حالة الأنثى مع ظلال الواقع ، ومدى تهميش دور المرأة في كثير من المجتمع العربي في نظرة شمولية فتقول د. هزار محمود العاطفي و التي تجسد صوت النساء في اليمن السعيد و الشرق ، لتكشف تلك الأفكار الورقية الظلامية و الرجعية من منطلق ترسمه لوحة تفاؤل من فيض روحها المسكوب في ثنائية تنهض بمسيرة شاملة تقول هزار العاطفي :
أفكارُ الشرقِ الورقية
خُتمت بصكوكِ الرجعية

فالمرأةُ في عرفِ العُربِ
عارٌ والحكمُ عبودية

جسدٌ للشهوةِ يأتيها
رجلُ من عصرِ الحجرية

محكومٌ أن تبقى أنثى
لكن في الواقع مخفية

مكتوبٌ أن تحيا امرأةً
منزوعٌ منها الحرية

عيبٌ ومكانكِ معروفٌ
خلف الجدرانِ المنسية

تمثالُ الحسنِ لرغبتهِ
لا حقٌ أكثر مَعطية

دوركِ في المنزلِ مقتصرٌ
من خرجت قالوا عِبرية

وبكذبٍ قد قالوا أيضاً
أنتِ للوردِ الزهرية

وحرامٌ تحتضني حلماً
داخل إطارِ الفردية

لعناتٌ ستحلُّ عليكِ
وقيود العرفِ الهمجية

وتسلط رجلٍ شرقيٍ
لا يملكُ في الدينِ هوية

يفتي بحلالٍ وحرامٍ
عن جهلٍ يعطي فرضية

وكأن الدين برمتهِ
قد جاء عذاب الجورية

وخناقاً جاء لكي يرضي
ما أغترَّ بنفس ذكورية

والدينُ براءٌ من قيدٍ
من حكمِ ما فيهِ قضية

وضعوهُ لشرعنةِ السجنِ
يا أنثى قيد العبثية

الرجلُ له الحق الأوحد
أن تمسك كفه أمنية

أن يحلم أن عشقاً يغرق
ويذوبُ بشفةٍ غجرية

أن يفعل ما شاء فهو
يمسكُ بوثاقِ المِلكية

والمرأةُ منكر إن قالت
أصبُ لدروبٍ وردية

أختارُ ملامح اشيائي
وعيوني تشرقُ مرضية

وأغازلُ ليلاً أفكاري
وأعاقرُ كأساً سحرية

بهتانٌ ها أنت أتيتِ
عودي لفراشِ الزوجية

أو موتي بين زواياكِ
وانسي الأفكار المرضية

في وطني الأنثى مقتولٌ
في آخر ركنٍ ملغية

والقاتلُ يمشِ منتشياً
وسلاحهُ ينزفُ وحشية

قتلوها الأنثى في وطني
والجثةُ قهراً مرمية
……

و بعد أن قدمنا مدخلا أدبيا عن د. هزار محمود العاطفي بنت اليمن السعيد من خلال رؤيتها الشعرية بين الواقع و الخيال و مدى حرصها على القصيدة العمودية ذات الوزن الخليلي مع روح التجديد في مضمونها و قالبها في دفقة شعرية متباينة الأغراض و الصورة لرصد اتجاهات و تطور هذا الفن الشعري الذي يعكس ملامح تلك البيئة و يحلم بما هو في فضاءات المكنون دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …