تأسفوا معي على واقع طاحن:

➖️تأسفوا معي على واقع طاحن:
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
مع رُخص الناس ..
و رخص الفن ..
وإنعدام القيم ..
وتفاهة البضاعة ..
إننا معاقبون يا سادة بهذا الضنك ..
و تأملوا كلمات ربكم جيداً ..
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } ( طه – 124 )
أليس عالَم اليوم قد تلخص كله في هذه الكلمة البليغة .. ” الضنك ” .. ” و الإعراض “
أليس العالَم قد أعرض تمامًا عن كل ما هو رباني
و غرق تماماً في كل ما هو علماني ومادي ودنيوي وشهواني وعاجل وزائل ومتعجل ..
و هذا الكلام على مستوى العالَم كله و ليس نحن فقط .
الكل متعجل يريد أن يغنم شيئًا و أن يلهف شيئًا ويلهَث ..
لا أحد ينظر فيما بعد ..
و لا فيما وراء بعد ..
الموت لا يخطر ببال أحد ..
وما بعد الموت خرافة ..
والجنة والنار أساطير ..
والحساب حكاية عجائز ..
والذين يحملون الشعارات الدينية ..
البعض منهم موتور والبعض مأجور ..
والمخلِص منهم لا يبرح سِجادته ويمشي إلى جوار الحائط ..
فهو ليس مع أحد و ليس لأحد ..
وإنما هو مشدود ومنفصل عن الركب ومشفق من العاقبة ..
وهو قد أغلق فمه واحتفظ بعذابه في داخله و اكتفى بالفُرجة ..
والناس في ضنك ..
وكل العالَم أغنيائه وفقرائه ..
كلهم فقراء إلى الحقيقة ..
فقراء إلى الحكمة ..
فقراء إلى النُبل ..
وأكثر الأنظار متعلقة بالزائل والعاجل والهالِك ..
والدنيــا ملهــاة وهي سائرة إلى مجزرة ..
فالله عز وجل في الماضي كان يوقِظ خلقه بالرسل والأنبياء ..
واليوم هو يوقظهم بالكوارث والزلازل والأعاصير والسيول والخسوف..
فإن لم تُجْدِ معهم تلك النُذُر شيئاً ألقَى بهم إلى المجازر والحروب والمهالك يأكل بعضهم بعضاً ويُفني بعضهم بعضاً ..
وحروب المستقبل حروب فناء تأكل الأخضر واليابس وتدع المدن العامرة خراباً ميئوساً بلقعاً ..
ونحن على حافة الرعب والصراع المُفني ..
وماذا يهِم ؟! ماذا يهِم ؟!
ففي مجتمعنا هاته
إذا أردت أن تخسر الناس صارحهم
إذا أردت ان تكون مكروها قل كلمة حق
إذا أردت ان تكون مشهوراً كن منحرفاً
وإذا أردت ان تكسب الناس كن منافقاً…!
فحتي ولو كنت نقياً ، لن تنجو من النميمة آبداً
لأنها وظيفة المنافقين…!
فقدرنا ومأساتنا بكل شفافية
هي أننا نعلم و هم يعلمون أننا نعلم أن الفرص لم تكن يوما متكافئة بميزانهم الذي لا يخلو من رشاوي و محسوبية و غيرها، لكنهم كانو على الأقل يجتهدون قليلا لإخفاء جرائمهم..أما اليوم فوقاحتهم خرجت للعلن لتغتال بدم بارد ما تبقى من الأحلام الباهتة، لترسل رسالة مسمومة لكل مجتهد من أبناء الشعوب يقولون لك ببساطة( لا داعي لأن تدرس أو تتعب نفسك فلا مكان لك بين النخبة، سيتم إقصاؤك تدريجيا من كل شيء حتى ترضى بواقع إخترناه لك و هو أن ترث موقع أبيك أو أمك كخادم في منظومة لن يسمح لمثلك أن يكون فيها سيدا)
لماذا لأننا فشلنا في خلق إنسان يفكر ،
لم يتكون لدينا شعب..
بل تشكل لدينا جمهور ، جمهور مصفق ، وجمهور لاعن يصفق مرة ويلعن مرة ، لكنه لا يفكر
فأللهم إنا نسألك يالله أن تنمي فينا ملكة النقد الذاتي وأن ترفعنا إلي مستوي النفس اللوامة فأللهم أبعد عنا روح التقليد وإزرع فينا روح الإبتكار أللهم إرحمنا من نار التعصب وألهمنا روح التسامح أللهم حررنا من ربقة الجمود والتحنط العقلي وعلمنا ترقية عقولنا وإحكام تفكيرنا وأن لا نخاف من العلم أللهم علمنا النضافة وروح الجمال ودقة المواعيد وإتقان العمل والذوق الرفيع في قيادة السيارات أللهم علمنا أن لا نلقي على الأرض العلب الفارغة واكياس البلاستيك وأن نحافظ على بيئتنا نضيفة من الثلوت أللهم علمنا الأناقة في كل عمل وحسن الأداء والألفاظ الكريمة والتعامل الحسن مع كل عباد الله أللهم حبب إلينا الحوار والبعد عن الصدام وعلمنا فن الإسراع إلى الآخرين والصبر على مخالفينا في الأفكار أللهم لا تجعلنا ممن يسرع في التكفير ويتورط في إلقاء أحكام الزندقة على الناس وحبب إلينا إحترام الإختلاف والتعدد أللهم حبب إلينا زراعة الورد والعناية بالشجر وكراهية الغبار والأوساخ والقدارة والتسيب الوضيفي وإحتقار الأخرين والغش والأشباح في الإدارات
أمين يارب العالمين إنك ولي دالك والقادر عليه ياالله .

شاهد أيضاً

إلى المهاجرين الجدد في هذا الزمان

إلى المهاجرين الجدد في هذا الزمان كتب سمير ألحيان إبن الحسين __ قال تعالى: “يوم …