الهاى كلاس الوهمى .. لما يبقى المنظر أغلى من الحقيقة

“الهاي كلاس الوهمي.. لما يبقى المنظر أغلى من الحقيقة!”

 

بقلم : هاني رفعت

 

لو على لبس البرندات فدي بقت بالكيلو في وكالة البلح!

بقى الطبيعي إنك تلاقي ناس لابسة أغلى الماركات، ومسكين أحدث الموبايلات بالتقسيط، ومش قادرين يدفعوا إيجار بيتهم.

بس المهم يبانوا “هاي كلاس”!

كأن الوجاهة الاجتماعية بقت بالتقسيط المريح، والمظاهر بقت أغلى من الحقيقة نفسها.

 

بقينا في زمن المظاهر، الناس بتعيش عشان الصورة، مش الواقع.

تلاقي الواحد يصوّر الأكل قبل ما ياكل، ويهتم باللايكات أكتر من لقمة العيش.

كله شكل… كله منظر… كله فستك ع الفاضي!

 

في ناس تتكلم عن الرُقي والاحترام وهي أكتر ناس بتظلم غيرها.

في ناس “ستايلها” يصرّح إنها من الطبقة الراقية، بس “تصرفاتها” تقول إنها مش لاقية طبقة تمشي فيها أصلًا!

والمضحك إنهم مصدقين نفسهم… مصدقين إن الماركة تعوّض نقص الشخصية، وإن الفلتر ممكن يجمّل ضمير مشوّه.

 

اللي مش معاهم ياكلوا، لكن معاهم أحدث الموبايلات.

اللي عليهم ديون الدنيا، لكن لابسين لبس أفخم من مرتباتهم.

اللي بيمثلوا دور الهاي لايف، وهم مش قادرين يدفعوا فواتير الحياة نفسها.

وكل ده ليه؟ علشان “يبانوا”!

يبانوا قدام الناس، حتى لو اتكسروا جوّا نفسهم.

 

بس الحقيقة بسيطة جدًا…

الطاووس مهما نفخ ريشه، عمره ما هيطير

المنظر ممكن يخدع لحظة، لكن المضمون هو اللي بيكشف الزمن كله.

 

عيشوا ببساطة… سيبوا الريش للطاووس، واهتموا بالجوهر مش بالمنظر.

الستر في المضمون مش في الماركة.

 

فـ بلاش تتمنظر، وبلاش تزوّق الواقع بكام بوست ولا صورة.

عيش بالستر، بالمضمون، باللي جوّه قلبك مش اللي جوّه الدولاب.

لأن في النهاية… كله فستك، إلا اللي ربنا رزقه أصل.

شاهد أيضاً

الدكتور عباس مصطفى وكيلا لشؤن التعليم والطلاب بحقوق قنا

تعيين الدكتور عباس مصطفى وكيلاً لشئون التعليم والطلاب بحقوق قنا   كتب-وائل الزينى   أصدر …

هذيان رجل

هذيان رجل بقلم الصحفية/ سماح عبدالغنى   ماذا فعلت ألا تفهمني ؟! كيف تسكن بعيوني …