القشة
بقلم عبير مدين
تعيش تتحمل الكثير من الأعباء وتضربك الكثير من عواصف الحياة ونوائبها ، تقدم التضحيات، وتكون في كثير من الأحيان عونا لغيرك، ثم تأتيك لحظة ضعف ربما يكون الموقف في نظر البعض تافه لا يستحق ولا يحتمل اي سقوط؛ هم لا يدركون أن هذا الموقف البسيط تافه تفاهة القشة التي قسمت ظهر البعير وطرحت راكبه أرضا فمنهم من سقط على أرض صخرية زادت من معاناته وآلامه، ومنهم من سقط في بحر ابتلعه وانتهت حياته، ومنهم من سقط على عشب اخضر قدم له يد العون ولو بفرش لين الكلام.
في لحظات ضعفنا حتى وإن بدت تافهة لا تستحق؛ لا نلجأ إلا لمن نكن له في القلب المودة، لا نلجأ إلا لمن نثق به، الاحتياجات تتنوع ليست دائما مادية الدعم المعنوي ولو بكلمه قادر على بعث الحياة في الأجساد، الكلمه قوة لا يستهان بها كالروح تحي من جديد أو كالخنجر تجهز على حياة الآخرين، هذه الكلمة الطيبة التي وضعت في منزلة الصدقة البعض يبخل بها! ويلقي بدلا منها وابلا من الكلام أشبه بطلقات الرصاص قد لا تستحق منك عناء الرد أو تبرير وضعك وظروفك، تتباين ردود أفعالنا تجاه من خذلنا لكن من وجهة نظري أرقاها أن تصمت لا تندم على مشاعرك تجاه هذا الشخص فالبشر معادن وانسحب في هدوء واعمل على أن تقف من جديد استند على نفسك لن تخذلك، لا تعامل الآخرين بالمثل فابناء الأصول يعرفون في الشدائد آثرا على نفسك ولو كان بك خصاصة وكن نبيلا وانت تقف من جديد اعمل على أن تأخذ بيد من استطعت فإن الله لن يضيع اجر من احسن عملا.