الغردقة تستغيث… فوضى الطرق تقتل الأبرياء وتنتظر من يُنقذها

الغردقة تستغيث… فوضى الطرق تقتل الأبرياء وتنتظر من يُنقذها!

 

 

 

 

كتب: أيمن بحر

تشهد محافظة البحر الأحمر، وبالأخص مدينة الغردقة، في الآونة الأخيرة تزايدًا مقلقًا في حوادث الطرق المميتة، راح ضحيتها أطفال أبرياء، وشباب في عمر الزهور، ونساء ورجال لا ذنب لهم سوى وجودهم في المكان الخطأ والوقت الخطأ.
الدماء على الأسفلت تُنذر بكارثة إنسانية ومرورية، تُحتم على الجميع — مسؤولين ومجتمعًا — التحرك الفوري قبل أن نفقد المزيد من الأرواح.
سلوكيات مرورية خطيرة بلا رادع
من المؤسف أن المشهد اليومي على طرق الغردقة يكشف عن إهمال مروري صارخ لا يليق بمدينة سياحية عالمية.
ركوب سيارة أجرة أصبح مغامرة؛ فالسائق يغير الاتجاه بلا إشارة، لا يتوقف في الأماكن المخصصة، ولا يعبأ بقواعد المرور أو سلامة الركاب والمارة.
والأدهى من ذلك أن هذه السلوكيات لا تواجه بالردع الكافي، مما جعلها تتحول إلى “قاعدة” لا استثناء.
السرعة الجنونية… الخطر القاتل رقم واحد
لا يمكن تجاهل أن السرعة الزائدة والرعونة في القيادة تمثلان العامل الأول في أغلب الحوادث التي تشهدها طرق الغردقة مؤخرًا.
ففي ظل غياب الرقابة والردع، يتسابق بعض السائقين بسرعة جنونية، دون أدنى احترام لحياة الآخرين.
والأخطر أن شوارع المدينة تشهد قيادة سيارات ودراجات نارية بواسطة أطفال أو سائقين غير متمكنين، لا يعرفون قواعد المرور، سواء كانوا رجالًا أو سيدات، مما يحوّل الطرق إلى ساحات خطرة تفتقر إلى أبسط معايير السلامة.
طرقات تحتاج تطويرًا… ورقابة تحتاج تفعيلًا
لا يمكن تحميل السائق وحده المسؤولية؛ فهناك طرق غير مؤهلة، وإنارة ضعيفة في مناطق حيوية، وعلامات مرورية باهتة، ومطبات عشوائية تفاجئ السائقين والمشاة.
الرقابة المرورية أيضًا تعاني من نقص التواجد الميداني وضعف تطبيق العقوبات، مما شجع البعض على التمادي في المخالفات.
من المقصر؟ ومن يحاسب؟
المسؤولية مشتركة بين عدة أطراف:
السائقون: بسبب القيادة المتهورة وعدم الالتزام بقواعد السلامة.
الجهات المرورية: ضعف الرقابة والتعامل غير الحاسم مع المخالفين.
الجهات التنفيذية: تأخر صيانة الطرق وتطوير البنية التحتية.
المجتمع: الصمت وعدم المطالبة الجادة بحقوقه في بيئة مرورية
الحلول ممكنة وليست مستحيلة
لإنقاذ الأرواح، يجب التحرك سريعًا من خلال:
تشديد الرقابة وتكثيف الحملات المرورية المفاجئة، خاصة في المناطق السياحية المزدحمة.
تطبيق عقوبات رادعة على الوقوف العشوائي والقيادة المتهورة.
تحسين البنية التحتية للطرق، وتوفير إنارة وعلامات واضحة.
تدريب السائقين السياحيين وإلزامهم بقواعد المرور.
تفعيل خطوط الشكاوى وتمكين المواطنين من الإبلاغ عن المخالفات بسهولة.
تعزيز الرقابة المجتمعية ونشر الوعي المروري.
إطلاق حملات توعية مستمرة عبر المدارس والإعلام المحلي والسياحي.
فوضى «التروسيكلات» و«السكوتر الكهربائي»… خطر صامت يتصاعد
لا تقتصر الفوضى المرورية على السيارات فقط، بل تمتد لتشمل التروسيكلات والموتوسيكلات التي تجوب الشوارع دون أي التزام بالقواعد، وسط غياب واضح للرقابة الصارمة.
أصوات “الشوكمانات” العالية تزعج السكان والزوار على حد سواء، وتحوّل الشوارع إلى ساحات ضوضاء وفوضى، ما يتطلب من المرور تدخلًا حاسمًا وردعًا واضحًا لهذا السلوك غير الحضاري الذي يمارسه بعض الشباب.
أما الظاهرة الأحدث، فهي انتشار السكوتر الكهربائي بين النساء والشباب ممن لا يملكون الحد الأدنى من مهارات القيادة، ويدخلون وسط السيارات بشكل عشوائي وخطير، في مشهد مزعج ومهلك يعرض حياتهم وحياة الآخرين للخطر.
هذا المشهد يتكرر يوميًا في الشوارع التجارية، حيث المارة يشترون أغراضهم أو يتوجهون إلى أعمالهم ومدارسهم، وسط حالة من الفوضى المرورية التي تنذر بكارثة إن لم يُتخذ إجراء سريع.
إننا نخاف على هؤلاء الشباب والنساء، ونحزن على ما يمكن أن تؤول إليه الأمور إذا استمرت هذه الظواهر دون تنظيم وردع.
رسالة إلى المسؤولين
الغردقة ليست مجرد مدينة… إنها واجهة مصر السياحية أمام العالم، ومكان يعيش فيه آلاف المواطنين بأحلامهم وأطفالهم.
أرواح الناس أمانة، والطريق ليس ساحة فوضى أو استهتار.
المطلوب الآن تحرك عاجل وجاد من كل جهة مسؤولة: المرور – المحافظة – الطرق – السياحة، قبل أن تتحول هذه الحوادث إلى مأساة يومية لا تنتهي.
حياة الناس ليست قابلة للتأجيل، والغردقة تستحق أن تكون مدينة آمنة… للسكان والزوار

شاهد أيضاً

كل الأرض وكل الحق

كل الأرض وكل الحق متابعة بلال سمير    بينما وقف دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو أمام …