” السّين وسوف … في سورية ” ؛ وجاء فيها مايلي :
لعلّ الفعل الذي سيقع في المستقبل هو أمر يأتي ضمن إطار التّفاؤل ، وربّما يكون وهماً ، قد يتحقّق أو لا يتحقّق ، ولكن في سورية تكثر استعمالات حرف السّين أو سوف قبل الأفعال ، ممّا يجعل المرء يعيش حالات التّفاؤل في حياته ، ولكن عند استعمالهما من المسؤولين فهم لا يسعون من خلال ذلك الاستعمال إدخال الفرحة والبهجة في القلوب والنّفوس ، وأن يعيش الإنسان في حالة من حالات الأمل والتّفاؤل ، بل إنّ الواقع يتجلّى في استعمال حرفي التّسويف ( السّين أو سوف ) ، وهما يدلّان في استعمالهما على زمان سيأتي وحالة مستقبليّة ، وكذلك الحال في استعمال الفعل المضارع الذي يتّصلان به ، وهو يدلّ على الحركة والحيويّة والاستمرار ، أي استمرار الحالة السّابقة في المستقبل ، وليس العكس كما يشير إلى التّجدّد ، فنلاحظ أنّ الحالات ذاتها تعيشها سورية إن كان قبل الأزمة أو بعدها ، وربّما زادت الأمور على المواطن سوءاً فارتفعت الأسعار أضعاف ما كانت عليه قبل الأزمة ممّا يشير إلى حالة وهميّة وخياليّة أراد المسؤولون في سورية أن يعيشها المواطن العربيّ السّوريّ ، فتجدّدت حالات الفساد وكثُرَت وزادت ودلّ على حركتها وحيويّتها باتّجاهات جديدة ، لكنّنا لم نسمع باستعمال الفعل الماضي الذي يدلّ استعماله على وصف حادث مضى وانتهى .
وهنا نتساءل أو يأتي سؤالنا :
سمعنا أنّ سورية ستحاسب الفساد ولم نسمع أنّها حاربته ، وهذا من المصطلحات التي يتجدّد استعمالها بحركة وحيويّة سواء قبل الأزمة أو الحرب أو أثناءها وربّما بعدها ، ولم نسمع أنّه انتهى ، كونه لم يبدأ فعل المحاسبة أساساً .. وإذا كان لديها قوانين لمحاربة الفساد ، وهذا ما لم نلمحه أبداً فلديّ آليّات يمكن تقديمها ، وجرت العادة أن تُسرَق الأفكار دون إشارة لأصحابها وهذه إحدى حالات الفساد .
فمتى نحسن الاستعمال ؟ لنقولَ :
فعلنا وعملنا وووو وليس سنفعل أو سوف نفعل ، ويبقى الفعل دالاً على الاستقبال الوهمي ، ونحن في سورية نريد أفعالاً حقيقيّة باستعمال الماضي أنّها قامت وانتهت ، أي فعلنا وقدّمنا ، وليس بالاستعمال الذي نرى فيه خيالاً ووهماً دون فاعلية على الأرض ليعيش المواطن وفق حالة تمّت الإشارة إليها عبر فعل تمّ وتحقّق بكرامته ، دون وجود حالات استقبال لا تتحقّق إلّا في الوهم والخيال .
بقلم : أ . نبيل صافية
عضو المكتب السّياسيّ وعضو القيادة المركزيّة في الحزب الدّيمقراطيّ السّوريّ
وعضو اللجنة الإعلاميّة لمؤتمر الحوار الوطنيّ في سورية ،
وعضو الجمعيّة السّوريّة للعلوم النّفسيّة والتّربويّة