السودان .. والكارثة الإنسانية

السودان .. والكارثة الإنسانية

كتب : عمر حمدي الكناني 

 

منذ ما يقارب ألف يوم .. وبالتحديد في يوم ١٥ إبريل ٢٠٢٣م ، قامت قوات الدعم السريع بشن هجمات ضد الجيش السوداني وأماكن أخريٰ في العاصمة الخرطوم ..

 

وكانت الأسباب الرئيسية لبدء هذا الصراع بين قوات الدعم السريع برئاسة محمد حمدان دقلو “حميدتي” ، والجيش السوداني برئاسة عبد الفتاح البرهان ، هي :-

١- الخلاف في مسألة دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني ..

٢- الصراع عليٰ السلطة في السودان ، وخصوصاً بعد سقوط الرئيس عمر البشير في عام ٢٠١٩م ..

 

تلك الإشتباكات أدت إليٰ حدوث حرب أهلية دامية راح ضحيتها عشرات الآلاف من القتليٰ ، ونزوح الملايين .. هذا غير الجرحيٰ والمفقودين .. وما زالت تلك الكارثة قائمة حتيٰ تاريخ كتابة هذا المقال ..

 

وتحولت السودان الآن إلي مكان أسوأ كارثة إنسانية يعيشها العالم اليوم ..

وللأسف الأوضاع هناك ضبابية وكارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنيٰ ، لا نقدر عليٰ إحصاء القتلي أو الجرحيٰ أو النازحين أو المفقودين بسهولة ..

وزاد عليٰ كل ذلك تفشي الأمراض ونقص الغذاء والدواء والخيام ومستلزمات الإغاثة ، والكهرباء والمياه النظيفة وشبكات الإتصالات وكل مستلزمات الحياة ، وأيضاً الفيضانات التي إبتلي بها السودان ..

 

وتحولت قوات الدعم السريع – التي نشأت من ميليشيات الجنجويد – والتي كان يستعملها الرئيس عمر البشير في قمع التمردات ، إليٰ عصابات للقتل والنهب والتعذيب ..

فتلوثت أياديهم وتلطخت بدماء عشرات الآلاف من السودانيين ، هذا غير الأسر والتعذيب بطرق وحشية تنبؤ عن شخصيات مجرمة مريضة وهي تفعل كل هذا في أبناء جلدتها ودينها ؛ هذا أيضاً غير السلب والنهب ، وإغتصاب النساء في الشوارع أمام ذويهم والإخفاء القسري ..

والبدء فى قلب نظام الحكم وإنشاء حكومة مستقلة وأخذ الإعترافات بها من بعض الدول وتقسيم السودان المقسم سابقاً أصلاً ..

 

الخلاصة : مأساة السودان يعجز المرء أن يكتب عنها مقال واحد أو حتيٰ عدة مقالات ، والمشاهد القليلة التي تصلنا من هناك يدمي لها القلب من هول قسوتها ووحشيتها ، وما يحدث في الفاشر من عدة أيام وإليٰ الآن لهو خير دليل ، فالفاشر تعيش أسوأ كارثة إنسانية في العالم ، بسبب ما تتعرض له من مجازر بشعة وتصفيات جسدية وتطهيراً عرقياً وقتلاً ممنهجاً والكثير من الأعمال الإنتقامية غير المبررة التي تنفذها عصابات الدعم السريع ..

 

لقد طالت معاناة السودان ، وطالت معها جراح الأمة التي لا تكاد تنتهي ، ولا يكاد يسكن وجع في بلد حتيٰ نفجع في بلد آخر من بلدان وطننا العربي الأكبر .. فإليٰ متيٰ هذه القسوة وهذا الظلم !؟

شاهد أيضاً

القبض على أربعة طلاب وتورطهم فى مقتل زميلهم

القبض على أربعة طلاب وتورطهم فى مقتل زميلهم بقلم/ هاني محمد علي عبد اللطيف    …

الدكتور علي الدكروري: حين نربط الابتكار بالاستثمار نصنع مستقبلاً عربيًا متوازنًا

الدكتور علي الدكروري: حين نربط الابتكار بالاستثمار نصنع مستقبلاً عربيًا متوازنًا كتب: حسام النوام    …