أخبار عاجلة

“الساحرة” قصة مسلسلة

“الساحرة”
قصة مسلسلة
بقلم : تيسيرالمغاصبه
—————————————–
-٤-
،،انتظار ،،

شعرت كما وأني لاأريد ترك ذلك الشارع أبدا ،
ولربما يكون عملي هذا هو النصيب الجميل لي من الحياة،
وهو الطريق إلى السعادة القادمة،
لم أستطع تفسير ابتسامة الجندي حارس الفيلا هذه المرة بعد أن ألقيت عليه التحية ،هل يمكن أن يكون قد رآني وأنا أقف مع حسنا،
قررت أن أترك الشارع وأن أعود بسرعة إلى بيتي لا سيما أن الأجواء قد تغيرت وأن السماء التي ربما ستمطر قد بدأت ترشني بالرذاذ،
وصلت إلى الشارع الرئيسي ..احتميت تحت مظلة الحافلات انتظر وفي كل حين أشير إلى عربة أو باص فيمر متجاوزني حتى لو كانت مقاعده خالية،
إلا أني كنت شارد الذهن أعيش في عالم حسنا الجميل، ماذا فعلت بي تلك المرأة ..إنها لم تغب عن ناظري لحظة ..لم أعد أرى سواها ..لقد سرقت مني النوم ..ولحظات الهدوء والتأمل ،ومتعة الوحدة،
حقا لم أرى امراة في جمالها وفي أنوثتها وسحرها في حياتي ،
انتظرت كثيرا ولم أجد أي عربة، أو باص في ذلك اليوم ،بدأت السماء تمطر فاضطررت إلى العودة لمكان عملي ،
رآني الجندي حارس الفيلا وناداني ..ذهبت إليه ..سألني:

-أيوجد مشكلة؟

-هي مشكلة واحدة أعاني منها كل يوم ..المواصلات .

-في هذا الوقت لايمكن أن تجد باصات أو عربات ،فما بالك ونحن في فصل الشتاء؟

-الله المستعان.

-وماذا أنت فاعل الأن؟

-كالعادة أنا مضطر للمبيت في عملي .

-الله يكون بالعون ،لكن اذهب بسرعة قبل أن يشتد المطر ؟

قبل أن أستدير سألني :

-أأجد معك سيجارة ؟

-لا والله فأنا لاأدخن التبغ.

سرت مسرعا نحو عملي ..وصلت ..فتحت الباب ..دخلت ..شكرت الله عندما وجدت المدفأة لازالت ممتلئة بالوقود،
أشعلت المدفأة وحملتها متوجها بها إلى أصغر غرفة وجلست أنظر إلى شعلتها الحمراء ،جلست مع الوحدة والشوق وصوت المطر،
أخذت أعيد في ذاكرتي ملامح حسنا التي تبينتها على ضوء عمود النور ،وحوارنا معا ..أعيده عدة مرات ..بل لم يكن في ذلك اليوم شيئا آخر أفكر فيه غيرها،
صورتها التي لم تفارق ذهني أبدا ..كنت أعد لكلماتي التي سأقولها لها عند الالتقاء بها غدا ،
ولربما أن يكون الله أرسلها إلي أخيرا ..وأقول في نفسي ياترى كيف سأبدأ حديثي معها،
كيف سأطيل الوقوف معها ..وكيف سأصارحها عما بداخلي من حب وشوق ،
ياترى هل ستكون هي أيضا تبادلني نفس الشعور ..لما لا ..إذا لماذا اختارتني أنا بالذات للتحدث إلي وأن تستدين مني دون غيري ..وربما هي لاتريد نقودا ..أو إنها تقيم في عمان ..وربما هي تقيم في إحدى البيوت القريبة، وإنها أرادت اختبار أخلاقي وشهامتي أولا ،
أو أرادت اختباري إن كنت سأحبها من النظرة الأولى أم لا،قد تكون واثقة من نفسها ،وبالطبع أن ثقتها في مكانها،مر الوقت دون أن أشعر به ..أطفأت المدفأة وتوجهت إلى فراشي ..استلقيت وأنا أرى طيفها أمامي حتى زارني النوم أخيرا.
(يتبع…)
تيسيرالمغاصبه
٧-٤-٢٠٢٢

شاهد أيضاً

اهتمامك بيضايقنى

بقلم الصحفية / سماح عبدالغنى  اهتمامك بيضايقنى روحى وابعدى وسيببينى  لما أبقى فاضى لكى أبقى …