بقلم / أمل وافى كل يوم لي في العمل يعلن جهاز البصمة اللعين تأخري بشكل ملحوظ عن موعدي في الثامنة صباحا، برغم سرعتي في النزول والجري للحاق بكل شيء مؤدي للذهاب في الموعد المحدد
مأساة لشخص مثلي يفضل المواعيد المضبوطة بالثانية والحضور المبكر في كل الأوقات
أصبح بيني وبين تلك البصمة السخيفة تحد كبير من منا سينتصر على الآخر ويشكره على الحضور في الوقت المناسب
كنت اقرأ كتاب “ادارة الوقت” للدكتور ابراهيم الفقي ولفت نظري جملة تقول بأن اضافة ٣٠ دقيقة في روتينك اليومي تعني اضافة ما يقرب من شهر في العام الواحد
كما أن الإدارة الصحيحة للوقت تضيف إلى صباحك ساعات طوال إذا احسنت استغلالها
كان وقت مناسب لتطبيق هذه النظرية واستغلال وقت الصباح بشكل أفضل مما كنت عليه في السابق
قررت أن اضبط منبهي في الخامسة إلا ربع صباحا كل يوم وسأراقب ماذا سيحدث معي خلال فترة شهر
ولا اعلم لماذا اخترت الخامسة إلا ربع دون الخامسة مثلا لكنه كان قرار احببته والتزمت به
اعتقد أنه كان من أفضل الأشياء التي تعلمتها في الفترات السابقة
فيومي أصبح كثير البركة لم أكن اصدق أنني ممكن انجاز أشياء كثيرة خلال ساعتين فقط من النهار
فمنذ الخامسة إلا ربع إلى السابعة صباحا
استطعت أن أصلى صلاة الفجر وأن اقرأ سورة من القرآن وأن اقرأ ايضا بضع صفحات من كتب تم شرائها ولم تقرأ بعد
ليس هذا فقط بل استطعت تنسيق ملابسي والوانها بشكل أفضل واحضار طعامي الصحي الذي أفضله
أكتب كل يوم ترتيبات بقية اليوم وانظم أهدافي، كل هذا في وقت قصير للغاية
لم اعد اشعر بالذنب بعدم انجاز المهام أو حتى تسويفها لأوقات غير معلومة فهي أصبحت منجزة بشكل كبير
والأكثر فرحة بالنسبة لي هو انتصاري على التأخير وعلى الجهاز اللئيم الذي يحسب علي الدقيقة والثانية وأصبح يحييني في الثامنة إلا خمس دقائق يوميا قبل موعدي حتى المحدد
في النهاية تيقنت حديث النبي عليه أفضل الصلاة والسلام “اللهم بارك لأمتي في بكورها” فهذا التوقيت في اليوم يحمل في وقته ساعات فوق الساعات العادية حقيقة