#الخاطره_الثانية_عشر #كلمه_لاء

#الخاطره_الثانية_عشر #كلمه_لاء

بقلم / #نسرين_شحاده 

لماذا نجد صعوبة في قول كلمة لأ

في الحقيقة نجد صعوبة في قول كلمه لأ ليس لأننا أشخاص ضعيفه أو مهزوزه الشخصية ولاكن ببساطة شديدة لأننا لا نضع أنفسنا كأولوية في يومنا وفي حياتنا دائما الأخرين هما الأولى بالنسبه لنا هما الأساس في حياتنا قبلنا ونحن علي كامل الاستعداد لإرضائهم علي حساب انفسنا وعلي إستعداد تام ان نجلب لأنفسنا السعاده من خلالهم من خلال أعينهم ومن خلال رضائهم عنا.

 

وفي الحقيقة إن هذا النمط ننشأ عليه منذ الصغر عندما نتربي علي نموذج الولد الجيد Goodboy و البنت الجيده Goodgirl

 

أنت بتسمع الكلام فالجميع بيحبك والجميع بيحترمك والجميع يدعمك بالعطاء و الجميع يعطي لك الحب المشروط المبني علي العطاء فبنكبر ونحن نعتقد أن الحب يشتري وندخل في حالة من المداينه بالحب لابد من العطاء من أجل الحصول علي ما نحتاج لابد أن تعطي من أجل الحصول علي الحب والتقدير ومع مرور الوقت تجد نفسك لا تجيد التعامل بغير هذا الشكل لاتستطيع أن تتعامل او تنال الرضا أو الاستحسان من الآخرين ويصبح هذا بالنسبة لك هو البنزين وهو المحرك الأساسي لك

 

انت لاتستطيع التحرك في هذه الحياه بدون تصفيق كل من حولك وإبداء إعجابهم بأفعالك وأصبحت أيضاً لا تستطيع اخذ موقف من من حولك خوفا علي مشاعرهم وغضبهم منك

 

في الحقيقة انت تخشي ان تغضبهم لأن بداخلك صوت في خلفية رأسك في عقلك الباطن يقول لك إنك لو أغضبت هذا الشخص سوف يهجرك ويبتعد عنك ويتركك مثلما كان يفعل والديك منك في الصغر يغضبوا منك ولا يتحدثوا معك بالأيام فكنت تعاني من الصمت العقابي واللوم الدائم علي أخطائك بشكل مبالغ فيه فأصبحت تري طوال الوقت إن هذا الشخص لو غضب منك سوف يتركك وانت لا تستطيع العيش بدونه فبالتالي لا تستطيع قول كلمه لاء او رفض اي طلب حتي لو كان هذا الطلب غير مناسب لك

ومع مرور الوقت تجد نفسك تعيش بداخل دوائر مغلقه تجري بداخلها طوال الوقت وتشعر بأن وقتك مستنفذ وطاقتك مستنفذه ولا تجد وقت لنفسك لكي تخطط او حتي تأخذ اولويه لنفسك للراحه.

 

أصبحت تري أنه من العيب إنك ترتاح او فكره إرضاء نفسك أصبحت بالنسبة لك نوع من أنواع الانانيه وأنك بهذا الشكل لا تري غير نفسك وأنه أنت ومن بعدك الطوفان وفي الحقيقة إن هذا أبعد ما يكون عن الأنانية لان تعريف الأنانيه الحقيقي هو حب مشوه للذات بنكمله بأشياء أخري ولاكن تعريف حب الذات هو إستطاعتك بأن تتوازن وتستطيع ان تري حبك لذاتك أولوية تحبها وتقدرها وترعاها وبالتالي تستطيع مراعاه الاخرين

ولا شك إن العطاء يساعدنا علي النمو النفسي وأيضا العطاء امر صحي يزيدنا قوه ويقوي مناعتنا النفسية ولاكن المشكلة لو أن هذا العطاء أصبح إدمان

لو ادمنت العطاء لدرجه إنك أصبحت لا تستطيع الرفض ولا تستطيع أن تقول لاء ولا تستطيع وضع حدود ومع مرور الوقت تجد نفسك تقضي يومك كله تدور في دوائر الآخرين ودائرتك انت الشخصية فارغة تماما

أنت طوال الوقت تعمل علي تلبيه إحتياجاتهم

اي شخص يطلب طلب ما تقوم بعمله علي الفور ومع الوقت لو قصرت تجد لوم وتأنيب كأنه حق مكتسب وكأنه واجب عليك في حين إنه في البداية كان مجرد عرض منك ومجرد محاوله منك للمساعدة

 

كيف أتخلص من هذه الدائرة المزعجه والسامه؟

اولا:

محتاج أن تدرك قيمتك كشخص وانك لم تخلق في هذه الحياه لكي تكمل احلام الاخرين انت لم تخلق لكي تبني للآخرين حياتهم وسعادتهم ولكنك خلقت وسوف تحاسب علي نفسك في المقام الأول بمعني إنك مسؤول عن إختياراتك و مسؤول عن صحتك ومسؤول عن وقتك وطاقتك وهذه هي مواردك ومصادرك اللتي تعيش بيها ومحتاج تراعيها وتحترمها لكي تستطيع المحافظة عليها ومحتاج ايضا تقيم نفسك بطريقة مختلفه.

 

ثانيا:

محتاج تبني حدود نفسيه واضحه مع الاخرين، الشخص اللذي يأتي ويطلب منك طلب عنده إحتمال ولو ١٠٪؜ انك تكون غير متاح ،أنك من الممكن تقول لاء ،انك ترفض لأي سبب وهذا حقك تماما الرفض لا يعني رفض للآخر ولاكن هو رفض للطلب و الرفض محتاج أن يكون بطريقة شبهك بمعني إنك ممكن أن ترفض و أنت محافظ علي الود اللذي بينكم وممكن أن ترفض وأنت تقترح بدائل و ممكن أن ترفض و أنت مقدر تماما مشكلة الشخص اللذي أمامك او ما يمر به الأن ولاكن أولا مقدر نفسك وقدرتك وطاقتك اللتي تحاول المحافظة عليها فالرفض لا يعني إنقطاع العلاقه ولو هذه العلاقه هاشه لدرجه انك لو قلت لمره كلمه لاء سوف يؤدي ذلك إلى توتر وإنهاء هذه العلاقه إذن عليك إدراك إن هذه العلاقه أصلا محتاجا إعاده نظر لان هذه العلاقه مبنيه عليك أنت وحدك او اول ما تتعب او يحدث لك مشكله لن تجد هذا الشخص بجانبك لان لا يوجد حب يشتري ولاكن هذا مجرد إنتفاع مؤقت و بينتهي.

كيف أستطيع أن اقول كلمه لاء بشكل لا يؤذيني ولا يضايقني؟

اسهل و أنجح طريقة تسير بشكل مستقيم و بسيط وتقول إن هذا لا يناسبني بشكل واضح بدون إبداء اسباب وبدون الدخول في تفاصيل الأسباب

 

ولو حد طلب منك طلب مباشر إعطي نفسك ٣٠ ثانيه قبل الرد لو دائما الرد التلقائي عندك حاضر و وسوف اقوم بفعل ما تريد في هذه الحالة أعطي نفسك ٣٠ ثانيه وإذا كان الطلب في رسالة او مكالمه هاتفيه قول له دقيقه وارد عليك او سوف أري جدولي واعود لمكالمتك مره أخرى او سوف أري إذا كان بوسعي ام لا وارد عليك أعطي لنفسك فرصه أصلا للرفض .

 

أعطي نفسك ٣٠ ثانيه تفكر فيهم هل الطلب ده مناسب ليك ام غير مناسب؟ هل انت حابب تقوم بهذا العمل ام لا وبعد لما تفكر وتجد انك لا تريد القيام بهذا العمل وتدرك انه حقك تماما تحاول توصل للشخص بمنتهي البساطة ان هذا غير مناسب لك حتي ولو بدأ هذا الشخص في ابتزازك عاطفيا او بالضغط عليك او مضايقتك ومع مرور الوقت انت ستظل مسر علي إحتياجاتك و ما هو مناسب لك يجب أن تدرك أنك انت لا تظلمه بالعكس انت تختار نفسك و تختار مساحتك ومع التكرار ستجد نفسك مره في اخري تستطيع أن تقول لاء لأن ليس من الممكن أن ارفض شيء وانا لا أستطيع التصديق واليقين بقيمه نفسي فالبدايه والنهايه في وعيك أنت بنفسك وفي وعيك بقيمه نفسك ووعيك بان وقتك هذا هو اكبر واغلي ممتلكاتك و أن طاقتك هذه هي اللتي تحركك وان انت طوال الوقت إذا كنت مشغول جدا بكل من حولك لن يتوافر لديك اي وقت لنفسك وهذا ظلم لنفسك وأنت بهذه الطريقة تؤذي نفسك

 

لكي أستطيع قول لاء محتاج أضع نفسي في الأولوية وأقدرها بدون ما ألومها او أشعرها ان هذا غرور او انانيه.

 

ونتقابل المره القادمه في خاطره جديده نتشاركها سويا إن شاء الله.

 

نسرين شحاده

شاهد أيضاً

البابا فرنسيس

  بقلم/ الإذاعية كاترين عزقلال يونان #إِذَاعـــَـــة_صَــــوْتِ_لُـــْـبــنَــــان   وُلد البابا فرنسيس، واسمه الأصلي خورخي ماريو …