كتب :
محمود سمرى
رئيس مجلس ادارة
الجمعية المصرية العربية لفنيين الكهرباء
لعل الجميع يوافقنى على ان الفنى الكهربائى المصرى يعانى من شح الامكانيات التى تؤهله الى تحسين مستواه والارتقاء به الى مستوى يجعله منافسا حقيقيا وندا لاقرانه فى مختلف الدول ومن الملفت للنظر ان فى بعض الدول واخص بالذكر دوله مثل الفلبين – عن تجربه شخصيه – جعلت من العماله الخاصه بها مؤهلين الى سوق العمل وكانت اذا واجهتنا مشكله فى محول كهرباء اجد ان الذى يقوم بأصلاح العطل فنى يحمل الجنسيه الفلبينيه تحديدا ولفت نظرى ذلك وبدات اسال لماذا ؟ والفلبينى تحديدا وبعد جهد مضنى فى البحث حصلت على النتيجه وكانت ان الفلبين قامت بدراسة احتياجات السوق العالمى من العماله ومعرفة التخصصات التى يحتاجها وهنا قامت بعمل شئ ويحضرنى المثل الشعبى ( ضرب عصفورين بحجر واحد ) بمعنى انها قامت بتدريب العماله الخاصه بها فى اطار الاحتياجات التى يطلبها السوق ومن ناحيه الاخطر والاهم والتى تساعد فى الاقتصاد الوطنى هو توفير المعيشه التى تليق بعمالها وتوفير ايضا العمل الائق والذى يرتضاها مواطنيها واخذت فى التفكير العميق لماذا لا تفعل مصر مثل ذلك …..
وانا اجد ان كل المشاريع التى تتم فى اى مكان داخل الوطن العربى القائمين عليه من المهندسين والعماله المصريه اى ان المصرى موجود فى اى مكان وقلت لنفسى انهم ليسوا اذكى منى …. او لهم اجزاء زياده عنى سوى شئ واحد وهو التى وفرته لهم الدوله وهو التأهيل وتوفير المعلومه الصحيحه التى تساعدهم فى الارتقاء بمستواهم الفنى والمادى ايضا ومن هنا جاءت لى فكره لماذا لا يتم ذلك للفنى المصرى والذى يعانى من شح المعلومات التى ترفع من مستواه او لنقل انها معدومه بشكل كلى .
انا اشبه ذلك بتوصيله اللمبه العادية التى تتكون من مصدر التيار ( الكليه او الدوله ) اللمبـه ( المهندس ) والمفتـــاح ( الفنى الكهربائى ) الدوله المصريه اهتمت بتوفير المعلومه للمهندس وتغافلت عن توفيرها للفنى الذى هو عصب المنظومه الكهربائيه وفرت فى الطاقه الكهربائيه ووفرت ايضا فى مصدر الاناره عن طريف اللمبات الليد التى تساعد على خفض استهلاك الطاقه ونسيت توفير المفتاح الذى يقوم بتوصيل التغذيه لباقى المنظومه ……ان الفنى الكهربائى المصرى لم تتاح له فرص تحسين المستوى الفنى والتقنى له وفى حالات منفرده استطاعت ان تحصل على المعلومه وترتقى بنفسها ولكن من الملاحظ ان هناك شح فى مصدر الصحيح لتبادل المعلومات ومن المعلوم للجميع ان مصر غير مشتركه فى المواقع المعرفيه التى تعنى بذلك وقد حاولنا ان نصنع البديل المؤقت لحل بعض مايواجه فنى الكهرباء فى مصر من عدم الاهتمام بتلقيه المعلومه الصحيحه ومعرفة المستوى الفنى الذى يمتلكه ومن خلاله يقوم بعمله على اكمل وجه وهذه المشكله هى ما وجدنا انفسنا امامها وهى عدم اهلية اغلب فئة من الفنيين للعمل فى مهنة الكهرباء والتى تشكل اخطر مهنه فى بيوتنا واعمالنا واصغر خطأ فيها يصل لحد الكارثه ونظرا للتطور السريع و الضخم للتكنولوجيا و ما يتبعه من زيادة المتطلبات الواجب توافرها فى العمالة الفنية فقد وجدنا انفسنا امام مشكله عدم وجود كيان يعمل على رفع مستوى مهنة الكهرباء بما يتماشى مع متطلبات الأسواق المحلية و العالمية مع توفير مستقبل أفضل للسادة الكهربائيين على مستوى الفرد و الأسرة و المجتمع ومن اجل الارتقاء بمهنة فنى الكهرباء ومواكبة التقدم التكنولوجى المتزايد وحيث ان الفنى الكهربائى المصرى ليست له الاليه التى تؤهله لمواكبة ذلك التطور وتماشيه معه بالصورة التى تليق به فى المحافل المحليه والدوليه كان لزاما منا ان ننشئ كيان مهمته الاولى الارتقاء بمستوى الفنى وبالتبعيه الارتقاء بمستوى المهنه ومن اجل الارتقاء بمستوى الفنى المصرى ومنافسته للفنى الاجنبى بل التفوق عليه وجعل الفنى المصرى الاول بين اقرانه فى مختلف الدول فى العالم من المعلوم للجميع ان مهنة الكهرباء من اخطرالمهن التى يتعامل بها الانسان فى حياته سواء للفنى الذى يمتهن هذه المهنه او الشخص العادى فى بيته او فى عمله والتهاون فى التعامل معها يعتبر ضربا من الجنون او السفه وهذا يأتى لعدم وجود الثقافه اللازمه التى من خلالها يستطيع ان يتعامل معها الفنى او الشخص العادى وكثيرا مانسمع بحدوث حريق نتج عن ماس كهربائى ادى اللى اشتعال المكان سواء ان كان منزل او شركه او مخزن فالنتيجه فى النهايه خسائر ماديه وبشريه لا قدر الله سبحانه وتعالى ومن الملاحظ ان فى الاونه الاخيره حدثت الكثير من الحرائق التى كان كلمة السر فيها الماس الكهربائى والناتج عن عدم معرفة الفنى الذى قام بالتركيبات الكهربائيه فى المنشأه التى حدث بها الحريق ولعلى حريق منطقة الرويعى من اكثر الكوارث فداحه فى الخسائر سواء ماديه او فى الارواح والذى نجم عن ماس كهربائى نتيجة تركيب مواد مقلده وجدير بالذكر ان منطقة العتبه والرويعى مكان الحادث هى مركز بيع المواد الكهربائيه فى جمهورية مصر العربيه والملاحظ فى ذلك ايضا عدم وجود ثقافة الوعى بين الشعب المصرى من مخاطر الكهرباء وتركيب مواد مقلده تؤدى فى النهايه الى تخريب المنشأه من اجل توفير بضع مئات من الجنيهات ادت فى النهايه الى كارثه كلفت الالاف الجنيهات وربما الى بضع ملايين ومن هنا كان لابد لنا من وقفه حتى لا تتفاقم الاوضاع اكثر من ذلك واتاحة الفرص للفنى الكهربائى بأن يطور من نفسه ورفع مستواه ليكون مواكب لكل ماهو جديد فى مجال الكهرباء وان يتعلم طرق التعامل مع التكنولوجيا الحديثه التى اصبحت تؤثر سلبا عليه وعلى المامه بالطرق الصحيحه للتعامل معها ومن هنا نجد انفسنا امام موقف متأزم ومتعثر ووعر من اجل النهوض بالفنى وبالمهنه كاكل ولعل من احسن الاساليب التى تؤتى ثمارها فى تحسين المستوى الفنى والعملى لفنيين الكهرباء فى مصر هو توفير الدورات والكورسات بسعر مناسب وليس المغالاه فى اسعارها وهذا يجعل الغالبيه العظمى من الفنيين يبتعدوا عن تلقى الدورات والكورسات