بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله كما يحب ربنا ويرضى على آلائه ونعمه التي لا تعد ولاتحصى وأشهد أن لا إله الاالله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير، وأشهد أن نبينا وقائدنا وقدوتنا وسيدنا هو محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم هو نبيه المصطفى ورسوله المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه ماذكره الذاكرون الأبرار وما تعاقب الليل والنهار وعلى صحبه الأخيار وأتباعه الأطهار أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن العشر الأيام الأوائل من شهر ذو الحجة والذي من بينهم هو يوم عرفه، وهو أعظم أيام الدنيا، ومن الأعمال المستحبه والواجبه في يوم عرفة هو الصوم لما له من الثواب الجزيل، ولكن في صومه مسائل، فالمسألة الأولى أنه لو صادف يوم عرفة يوم جمعة، وأراد أحدنا أن يفرده بالصيام فلا حرج في ذلك.
فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إفراد الجمعة بصيام، وندب إلى صوم عرفة، فمن أفرد الجمعة لكونه جمعة فهذا منهي عنه، أما من صام الجمعة لكون الجمعة عرفة فهذا مشروع، وقد ورد سؤال يقول قد إحتدم النقاش بين طلاب العلم فضلا عن العامة في صوم يوم الجمعة إن وافق يوم عرفة، فهل يجوز صومه منفردا إن جاء يوم جمعة؟ أم يجب صوم يوم قبله أو بعده؟ علما بأنه إن جاء يوم جمعة تعارض مع أحاديث النهي عن صوم يوم الجمعة، فنرجو من فضيلتكم إزالة الإلتباس، وتوضيح الحكم الشرعي الصحيح، ولكم من الله خير الجزاء؟ فكان الجواب من كبار العلماء، بأنه يشرع صوم يوم عرفة إذا صادف يوم جمعة ولو بدون صوم يوم قبله، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الحث على صومه وبيان فضله وعظيم ثوابه.
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية ” رواه أحمد ومسلم وأبو داود، وهذا الحديث مخصص لعموم حديث ” لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا من يصوم يوما قبله أو بعده ” رواه البخاري ومسلم، فيكون عموم النهي محمولا على ما إذا أفرده المسلم بالصوم لكونه يوم جمعة، أما من صامه لأمر آخر رغب فيه الشرع وحث عليه فليس بممنوع، بل مشروع ولو أفرده بالصوم، لكن إن صام يوما قبله كان أولى لما فيه من الإحتياط بالعمل بالحديثين، ولزيادة الأجر، وأما عن المسألة الثانية وهو لو صادف يوم عرفة يوم سبت فلا بأس في إفراده، وقد ورد هذا السؤال بأنه إختلف الناس في صوم يوم عرفة حيث صادف يوم السبت، فمنهم من قال إن هذا يوم عرفة نصومه لأنه يوم عرفة.
وليس لكونه يوم السبت المنهي عن صيامه، ومنهم من لم يصمه لكونه يوم السبت المنهي عن تعظيمه مخالفة لليهود، وأنا لم أصم هذا اليوم وأنا في حيرة من أمري، وأصبحت لا أعرف الحكم الشرعي لهذا اليوم، وفتشت عنه في الكتب الشرعية والدينية فلم أصل إلى حكم واضح قطعي حول هذا اليوم، أرجو أن ترشدني إلى الحكم الشرعي، ولكم من الله الثواب على هذا وعلى ما تقدموه للمسلمين من العلم النافع لهم في الدنيا والآخرة، وكان الجواب من كبار العلماء هو أنه يجوز صيام يوم عرفة مستقلا سواء وافق يوم السبت أو غيره من أيام الأسبوع لأنه لا فرق بينها لأن صوم يوم عرفة سنة مستقلة، وحديث النهي عن يوم السبت ضعيف لاضطرابه ومخالفته للأحاديث الصحيحة، وأما المسألة الثالثة وهي من صام يوم عرفة وعليه قضاء؟