إن روعة المباني تكمن في عضمة الباني
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
أعماق روحانية :
__ قلت إن روعة المباني تكمن في عضمة الباني إن القيم والمبادئ والمثل لاتحتاج فقط إلي أجنحة لطيران والتحليق وإنما تحتاج أيضا لتضاريس وتضاريس القيم والمبادئ والمثل تكمن في القوة في الفعل والممارسة والإدراك فأنت عندما تستوعب وتعتقل وتهضم وتفهم وتطبق مثلا أو تنشر أو تتبني قيما بقوة وحزم وعزم فإنك تكون قد بلغت دروة سنام التضاريس فتكون حين دالك قد ناطحت الجبال وإعتليت الآكام والجبال هي أعلي وأعتى مايوجد في تضاريس هاته الأرض وهدا الكون أنا لاأقصد بالقوة تلك القوة الفتاكة أو الغاشمة أو الضالمة علي إختلاف وتضارب أسمائها ومسمياتها وإنما المقصود وبيت قصيد قولي هو تلك القوة التي عجز وفشل في تحقيقها وإعمالها جل وكل التجمعات والمجتمعات التي مرت على وجه البسيطة وحارت في إعمالها فما بالك بنشرها وتطبيقها قلت فشلت كل هاته التجمعات والمستوطنات التي مرت على وجه الكون والبسيطة إلا من رحم ربي وعندما أقول إلا من رحم ربي فإن هناك إستثنائات بإختلاف درجاتها ومقاماتها ومقاساتها ومكنوناتها ومدركاتها وإمكانياتها فهناك النماذج الصارخة التي أصمت الأدان وطارت بدكرها الركبان وهناك بعض النماذج المحتشمة على قلتها وندرتها والتي لم تملك ولم تتوفر على تلك القوة الازمة لإضهار نموذجها وتسويقه على نطاق واسع ولم يستطع نمودجها أن يسمع الأقارب فما بالك بإختراقه الأفق والآفاق وهاته النماذج المحتشمة لم يوصلها لما وصلت إليه تلك النماذج الصارخة والفارقة سوى لأنها كانت تعاني من نقائص وسلبيات ولم تستطيع أن تجاري دالك النموذج الصارخ لا من حيث البنية ولا من حيث المنبع ولا من حيث التشريعات ولا القوانين إلي غير دالك فضلت في الضل وفي الخلف مقارنة مع دالك النموذج والأنمودج الفاحم والمفحم لها ولهم جميعا قلت تلك المبادئ وتلك المثل فرضت بالقوة وليست القوة التقليدية المتعارف عليها الكامنة والمثمتلة في الجيوش والأساطيل والدبابات والمزنجرات والفيالق والمذرعات لا لا وألف لا وإنما فرضت وإكتسحت العالم شرقا وغربا شمالا وجنوبا وجعلت الكرة الأرضية برمتها تضاريسها وموطنها وقدمت بدالك الإستثناء وقدمت وطبقت مقولة إلا من رحم ربي بإمتياز وبجدارة وإستحقاق وبالعلامة الكاملة ودون مركب نقص ولاأي خدش ولاأي كسر هاته القوة هي التي يقال لها القوة الناعمة أو القوة الضاربة المدمرة والناسفة بدون ضجيج وبدون دمار مادي ضجيجها محسوس ملموس دمارها داخلي وليس خارجي فتكها وحربها المقدسة تقوم بها في خفاء بعيدا عن الضوضاء تزلزل الإنسان وتعالجه من الداخل تهدم فيه كل صروح وكل معاقل الجهل والتخلف والإنحطاط وكل معالم الزيف والباطل والكفر والإلحاد تنمي فيه مساحة الأمل وتقزم لديه جانب اليأس تنعش لديه جانب الحياة الحقيقية بكل مضاهرها وتمضهراتها وتزيح عنه كل الشرور والبلايا والأثام تنمى فيه الفكر المستقيم تعبده بدالك لطريق القويم وتمحي وتدمر مافيه من معالم السلب وتعده وتحقق فيه كل ممكنات ومدركات الإيجاب تجعله مميزا إيجابا وتنسف فيه كل رغبات التميز السالب تقدمه على طبق من ذهب للإنسان والإنسانية فينطلق هدا الإنسان حين دالك إنطلاقته الكبرى ينجز ويبدع يقوم يوجه يعثو في الأرض إصلاحا وصلاحا من بعد ما كان يعثو فيها إفسادا وفسادا شعاره راحتي في راحة الجماعة إستقراري في إستقرار الجماعة إزدهاري في إزدهار الجماعة حبي لنفسي مرهون بحبي للجماعة أنا كلي رهين بالجماعة قيما ومثلا وأخلاقا ولاأعرف أنا وبعدي الطوفان فهي ليست من ديني ولامن شيمي ولا من مبادئي وليست من أخلاقي أنا أحيا إن عاشت الجماعة وأموت وأهلك بفنائها هاته هي القوة الناعمة البعيدة كل البعد عن منطق الولائات والإملائات والصراعات والتطاحنات أنا النموذج والنموذج أنا ليس بيننا فرق ولا بيننا شق والأنمودج الصارخ الدي أقصده وأعنيه وتحدثت وأتحدث عنه هو أنموذج الإسلام الذي ما عرفت الإنسانية جمعاء مثله من أنموذج صالح لكل زمان ومكان قوي مثين البنيان لما لا وهو من العضيم الرحمان هدا النموذج والأنمودج الدي هو متفرد الدهر ووحيد الزمان ألم يقل الله سبحانه وتعالي (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )فيالها من نعمة وياله من إنعام من غفور رحمان فبهاته وبمثل هاته المثل والقيم والشيم سمها ماأردت وماشئت تكون كما أسلفت وقلت وقدمت تكون قد ناطحت الجبال وإعتليت الآكام والجبال هي أعتي وأعلي مايوجد في التضاريس فتكون بذالك قد حزت المجد من أطرافه مجد الدينونة ومجد الكينونة عند دالك تصبح الأرض وكل ما فيها تصبح ملكك وخادمتك وعبدتك وطيعت أمرك فالله سبحانه وتعالى تحدث عن القوة الفعالة والقوة الضاربة والمطبقة لأوامره والقوة الحاجزة والناهية عن إتيان وإلتيات زواجره ومعاصيه عندما قال ليحيي عليه السلام ولكل الرسل المبجلين العضام صلوات الله عليهم أجمعين عندما أمرهم بأخد الكتاب والأمر والنهي بأقصى وأعلى درجات القوة والحزم فقال ليحيى (يايحيى خد الكتاب بقوة ) أي طبق وطبقوا ياأيها الرسل وياأيها الناس الذين وأوامر ربكم بقوة وصلابة ودون تراخي أو دعة هدا إضافة لما يخبئ ويكتنز لك هناك في عالم الخلد من نعيم وسرور مقيم قلت تصير الدنيا ومافيها تصبح ملكك وطوع أمرك ألم يقل الرسول صل الله عليه وسلم في حديثه الشريف (من أصبح أمنا في سربه معافا في بدنه له قوة يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحدافيرها ) وفي رواية أخري (فتلك عيشة الملوك ) وإبن القيم الجوزية رحمه الله قال (الدنيا قرية والمسلم ملكها ) والرسول صل الله عليه وسلم قال (والله ماالفقر أخشى عليكم وإنما أخشى الدنيا أن تفتح عليكم فتنافسوها كما تنافسها الدين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم ) لكن ليس هدا هو موضوع بحثنا قلت إن روعة المباني تكمن في عضمة الباني والبناء المقصود والمعني هنا هو بناء الإسلام والعضيم الباني هنا لايحتاج لتعريف ولا لتقديم ولا لإضهار فالعضيم هنا هو عضيم العضماء جل وتقدس في علاه رب الأرباب ومسبب الأسباب وهازم الأحزاب وخالق خلقه من تراب بنى الإسلام علي أسس سليمة وأركان قويمة فأنزله لخلقه وعباده ولم يرضي لهم غيره دينا وموئلا وبديلا ومن حاد وزاغ وإتبع كل شيطان وكل ناعق فإن مصيره معروف محسوم مبثوث فيه قبلا وسلفا قطعا وليس ضنا فهدا يضهر ويبرز بوضوح وجلاء وصفاء ونقاء ووضوح ودون مواربة وإرتياب عضمة وعصمة الرب وكدالك مكانة المربوب فكان في إمكانه عز وجل في علاه أن يخلق الخلق ويبرء البرء والنشأ ويأخد حتية بيده الكريمة ويطرحها في النار علي أم رأسها ولايبالي وكان كدالك في إمكانه ومقدوره أن يأخد حثية من خلقه بيده الكريمة ويلقي بها في الجنان ولايبالي وإنتهي الأمر وإنغلق القدر فالخلق خلقه والملك ملكه وكل شيئ تحت أمره وقهره فهو الغني ونحن أفقر الفقراء إليه ولكنه ليس بضالم ومن تمام عدله وإنصافه وإقامة الحجة والبينة علي خلقه خلق شيئا ثالثا ألا وهو الحياة الدنيا وخلق الخلائق ومن بين الخلائق أدم عليه السلام وبنوه وجعل كل الخلائق كلها بدون إستثناء مسخرة له وتحت تصرفه فتنة له وإختبارا ليري هل سينجح وسيعز في الإمتحان الدنيوي أم هل سيرسب ويدل ويهان في دالك الإختبار فهو جل وعلا عندما خلق الخلق حكم عليهم بإعمار الأرض والخلافة فيها وفوق كل هدا ودالك حدد لهم السبب والغاية من إيجادهم وخلقهم ووجودهم ألا وهي العبادة ثم العبادة ولاشيئ غير العبادة في المبتدأ والمنتهي لمادا لكي يقيم علي الإنسان الحجة والبينة والدليل والبرهان ألم يقل في محكم دكره (إنا جعلنا ماعلي الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا)ولكي يسكت الخلق والخلائق يوم الوعد ويوم الدين وعند البعث والنشور ويقول لهم كما قال في محكم دكره (لاتختصموا اليوم لدي وقد قدمت لكم بالوعيد مايبدل القول لدي وماأنا بضلام للعبيد )حين دالك من كان من أصحاب اليمين فإنه يستحق مكانه ووضعه ومن كان من أصحاب الشمال فإن دالك أجره وحضه فبهاته العبادة يرتقي ويعرج الإنسان في مدارج ومعارج السعادة الحقيقية وليس السعادة الخادعة والمخادعة والمزيفة ولكي يطرق ويدخل باب السعادتين من أوسع أبوابه وأفسح مسرابه سعادة الدنيا وسعادة الأخرة ومن تمام نعمته وكرمه وإنعامه علي خلقه أيضا أن منح لهم نعمة عضيمة جليلة القدر والمقام قل من يقدرها ويوليها حقها وعز من يعضمها ألم يقل الله في محكم وفي مفصل أمره ونهيه (وقل إعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور ) وهاته النعمة التي أقصد وأعني ماهي سوى نعمة الإسلام وكفى بها نعمة والإسلام كما هو معروف ومتعارف عليه عند أولي الشأن هو دين الفطرة التي فطر عليها ودين الإنسان الدي يخلق معه حين يخرج من بطن أمه عند ولادته ألم يقل الرسول صل الله عليه وسلم في حديثه (يولد المولود علي الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) والإسلام قديم قدم الزمان وقدم الأرض والكون والبسيطة وليس كما زعم ويزعم الزاعمون ويدعي المدعون أنه دين جديد جاء وأتى به الرسول صل الله عليه وسلم لا لا فالإسلام هو دين الرسل والأنبياء ودين الرسالات من لدن أدم عليه السلام إلى خاتمهم محمد صل الله عليه وسلم فكل الرسل والأنبياء علي إختلاف أعراقهم وإنتمائاتهم وأزمانهم كلهم كانوا مسلمين وعلى الإسلام لكن دالك الإسلام الذي كان ماقبل النبي صل الله عليه وسلم كان إسلاما مبثورا وكانت تعتريه نقائص وكان يعاني من خصاص فلا زال يتقوا ويدعم وتزداد قوته وصلابته ومتانته عبر العصور والدهور والأزمان والأحقاب إلي أن وصل إلى زمن سيد المرسلين وإمام المثقين صل الله عليه وسلم ففي دالك تقدير وحكمة من لدن حكيم خبير فالإسلام الدي بعث به سيدنا محمد صل الله عليه وسلم يتميز عن الإسلام والشرائع التي سادة قبله بميزة الكمال والإكتمال والله سبحانه وتعالي قال في قرأنه وفي محكم بيانه (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) وقال رسول الله صل الله عليه وسلم في حديثه الشريف (إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأكمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هاته اللبنة?قال : فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين ) فلما بعث سيد الورى وسيد الخلق ثم الصرح وإكتمل البنيان وإشتد عوده وإشتدة صلابته وإكتملت أركانه ومعالمه وتمة النعمة من المنعم علي عباذه وعلي أمة حبيبه المصطفي المختار صل الله عليه وسلم وعلي الإنسانية جمعاء بل علي الثقلين أجمعين ألم يقل الرسول صل الله عليه وسلم (إنما بعثت رحمة للعالمين ) فبعثت الرسول صل الله عليه وسلم تعد علامة فارقة وحجة دامغة وإنارة مشرقة في حياة وتاريخ البشرية علي الإطلاق فبعثته كانت الفرقان والذليل والبرهان وكانت بعتثه محجة بيضاء لايزيغ عنها إلا هالك
فأللهم صل وسلم على سيدنا محمد حبيبنا الأعضم ومولانا الأكبر وشفيعنا الأرحم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .