أي منطق هذا الذي يدفع أهل غزة للهروب من موت إلى موت
بلال سمير
في أوقح صور الخداع السياسي والعسكري، يعلن الاحتلال بدء اجتياح غزة، داعيًا المدنيين إلى ما يسميه “المناطق الإنسانية”. على مدى عامين، روّج لها كملاذ النجاة، لكنها تحولت إلى مقابر مفتوحة: رفح المنطقة الإنسانية الأولى دُمِّرت بالكامل، المواصي المنطقة الإنسانية الثانية تُقصف يوميًا، والوسط يُهدَّد بالاجتياح بعد غزة، فيما سقط العشرات قتلى في طوابير المساعدات أمام مؤسسة “غزة الأمريكية” اللا إنسانية. حتى مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة والذي يقع ضمن المناطق الإنسانية التي يأمر الاحتلال الناس بالنزوح إليها استُهدف بدم بارد في قلب تلك المناطق المزعومة.
فأي منطق هذا الذي يدفع الناس للهروب من موت إلى موت وأي معنى يتبقى لـ”الأمان” إذا كان القتل يلاحقهم شمالًا وجنوبًا
إن جوهر هذه السياسات لم يكن يومًا الحماية، بل تنفيذ مشروع التهجير القسري والإبادة الجماعية، على طريق تحقيق وهم “إسرائيل الكبرى” وابتلاع ما حولها من دول وشعوب. إن ما يُسمى بـ”المناطق الإنسانية” ليس إلا محطة على درب التهجير الأبدي والقتل الممنهج.
ونقلاً عن معاريف:
التقييمات الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن عملية إخلاء مدينة غزة معقدة وستواجه مشاكل فنية وتحمل مخاطر أمنية عالية لصعوبة إخلاء السكان الفلسطينيين.
تفتقر خطة الإخلاء إلى أي تشريع قانوني وحال تطبيقها سيزيد ذلك من عزلة إسرائيل في المحافل الدولية ويعزز حضور الفلسطينيين وكسب التعاطف مع معاناتهم.
التقديرات غير واضحة حول أعداد السكان الذين قرروا إخلاء غزة لأن مؤشرات الإعلان عن انتهاء الحرب أقوى من أي وقت سبق.
غالبية السكان في غزة لن تترك أماكنها خشية تهجيرهم وعدم عودتهم لبيوتهم مجددا، وبسبب الإرهاق والتعب والخوف من المجهول سيصارعون للبقاء.
خطة الإخلاء الواسعة لمدينة غزة محكوم عليها بالفشل ومخطط تهجير السكان جُرب وفشل في 1969 وهو التاريخ الذي سبق ظهور حماس بسنوات رغم أن ظروف المنطقة والبيئة الدولية في تلك الفترة كانت مناسبة أكثر.