بقلم: بلال سمير
قال الله تعالى
يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ
يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ : القرآن لا يذكر أسماء المنافقين ومع ذلك يحذرون منه لأنه يخرجهم بأوصافهم يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم
يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم : كانوا يكرهون نزوله واليوم يكرهون تعليمه حتى لو اختلف الزمن تبقى القلوب متشابهة
تنزل عليهم سورةٌ تنبئهم بما في قلوبهم : من أسرار عظمة القرآن إخباره عما في قلبك
الاستهزاء لا يليق بالصادقين، ولكنه نعمة يُخرج الله به عقائد المنافقين قل استهزءوا إن الله مخرج ما تحذرون
وكثير من المستهزءين بالدين إنما هم قوم قد بلعوا اﻹلحاد والزندقة
فهم يتقيأون بعض ما في بطونهم
قل استهزؤا إن الله مخرج ما تحذرون
قل استهزئوا : إذا أمرت المسيء بفعل إساءته .. أظهرته أمام نفسه عاريا عن القيم.
قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون : فقط باستهزائهم يُخرج الله ما في قلوبهم
قل استهزءوا إن الله مخرج ما تحذرون : وقد وفى تعالى بوعده ؛ فأنزل هذه السورة التوبة التي بينتهم وفضحتهم وهتكت أستارهم .
جمع القرآن أوصاف المنافقين وربطها بنواياهم فكانوا يكرهون نزوله واليوم يكرهون قراءته وفهمه وتطبيقه يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم
قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ : النفوس مهما اتقنت التصنع سترجع إلى أصلها وللنفس أخلاق تدل على الفتى وكذلك المنافق أخلاقه تدل عليه.
إنّ الله مُخرجٌ ما تحذرون : لا بد يومًا وأن تسقط الأقنعة فيبين ما خلفها فيفضح أمرهم وإن غداً لناظره قريب وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا
أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ
ألم تعلم
ألم تعلم بعد هذه الساعات الطويلة والمدة المديدة وإنما حسن ذلك لأنه طال مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم ، وكثرت نهاياته للتحذير عن معصية الله والترغيب في طاعته
يخالف الله ، وقيل : يحارب الله ، وقيل : يعاند الله وقيل : يعادي الله
لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ
جهنم من أسماء النار ، وأهل اللغة يحكون عن العرب : أن البئر البعيدة القعر تسمى الجهنام عندهم ، فجاز في جهنم أن تكون مأخوذة من هذا اللفظ ، ومعنى بعد قعرها أنه لا آخر لعذابها والخالد : الدائم ، والخزي بمعنى الندم . وأسروا الندامة لما رأوا العذاب .
سورة يونس
ألم يعلموا أنه من يحادد اللّه ورسوله فأن له نار جهنم خالداً فيها ذلك الخزي العظيم سؤال للتأنيب والتوبيخ ، فإنهم ليدعون الإيمان ومن يؤمن يعلم أن حرب اللّه ورسوله كبرى الكبائر ، وأن جهنم في انتظار من يرتكبها من العباد وأن الخزي هو الجزاء المقابل للتمرد . فإذا كانوا قد آمنوا كما يدعون ، فكيف لا يعلمون
من يحادد اللّه ورسوله فأن له نار جهنم : إنهم يخشون عباد اللّه فيحلفون لهم ليرضوهم ، ولينفوا ما بلغهم عنهم . فكيف لا يخشون خالق العباد ، وهم يؤذون رسوله، ويحاربون دينه . فكأنما يحاربون اللّه
تعالى اللّه أن يقصده أحد بحرب إنما هو تفظيع ما يرتكبون من إثم
وتجسيم ما يقارفون من خطيئة وتخويف من يؤذون رسول اللّه ويكيدون لدينه في الخفاء